الوقت - اختارت 5 فنانات فلسطينيات تقديم مجموعة من أعمالهن في معرض مشترك بعنوان "تقاطع"، في مبنى أثري بالبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة جرى ترميمه حديثاً.
جمعت بين الفنانات الدراسة في كلية الفنون، وتخرّجن قبل ما يقرب من العام، وقدّمت كلٌّ منهن عملاً فنياً تنوّع بين النحت والرسم والفيديو آرت.
وقالت الفنانات في بطاقة الدعوة للمعرض إنّه "يسعى لخلق تجربة متكاملة داخل أسوار البلدة القديمة، رغم التحديات التي قد تواجه المقدسي الذي يسعى إلى بناء المشاريع والاستثمار فيها، كأكثر المناطق أهمية في النسيج الاجتماعي والثقافي والديني للشعب الفلسطيني".
ويحتاج زائر المعرض الذي افتتح يوم الأربعاء إلى المرور بأزقة البلدة القديمة، وصولاً إلى مبنى "دار القنصل" الذي استغرق العمل على ترميمه ما يقارب الـ8 سنوات، بمشاركة مؤسسات محلية ودولية.
وقالت سيلين بيطار الموظفة في الدار، إنّ "المبنى سيكون مركزاً ثقافياً للشبان والشابات المقدسيين بشكل خاص". وأضافت في حديث لوكالة "رويترز" أنّ "المبنى عبارة عن متحف يمكن مشاهدة الحمامات القديمة فيه، وقناة للمياه تبدو أنها كانت تنقل المياه من أحد الينابيع إلى الدار"، مشيرةً إلى أنّ الآثار المكتشفة في المكان تدلّ على أن عمره يعود إلى حوالى 2000 سنة.
وشكّل المبنى بممراته وغرفه وآباره وممرات المياه فيه والعديد من الآبار الكبيرة والصغيرة، جزءاً من الأعمال الفنية المعروضة.
وقالت الفنانة شيماء شيخ علي، المشاركة في المعرض، إنّ الفكرة بدأت بتقديم عمل مشترك يجمع بين الفنانات وتتقاطع فيه أفكارهن. وأضافت: "كانت مشاركتي بعمل فني، فيديو آرت، أتحدث فيه عن الحيز والجسم وعلاقتهما المتبادلة ببعضهما البعض، وفي حال انتزعت الجسم من الحيز يمكن أن يتغير هذا المعنى بشكل كامل".
وأوضحت أنّها اختارت تقديم قريتها المهجرة بيت ثول في جزء منه، و"في الجزء الآخر حوض أسماك ليشكل جزءاً منه رحلة البحث عن الحيز وعن المكان والجسم".
وترى الفنانة لينا صندوقة، المشاركة أيضاً في المعرض، أنّ "كل عمل فني في المعرض مختلف عن الآخر، ولكنه يتقاطع في شيء يربطنا في البلدة القديمة في القدس".
وقالت عن عملها الفني "مجوهرات" إنّه "يعكس الألم في جسم راقصات البالية، والأضرار في العمود الفقري، وقد أدخلتُ أحجار الروبي الحمراء لتشير إلى هذا الألم".
واختارت الفنانة مي قطب المشاركة في المعرض بلوحات فنية، قدّمت فيها أعمالاً تشكيلية عن التطريز الفلسطيني. وقالت: "تميّزت كل منطقة بثوب وتطريز معين، والأنثى تعبر عن الكثير".
وأضافت "هذا المكان (دار القنصل) كان تحدٍّ كبير أن نقيم فيه المعرض، ليكون لنا بصمة ونقرب الفنون للناس".
كما شاركت الفنانتان أسيل فقها وسارة قاق بأعمال فنية في المعرض الذي يستمر حتي يوم الجمعة.
وتشير المعلومات التاريخية إلى أن تسمية المكان تعود لعام 1856، عندما كان هذا المبنى مقر إقامة القنصل والدبلوماسي الألماني فريدريك روزين.
ويحتضن المبنى الذي تبلغ مساحة طابقه الأرضي 800 متر مربع العديد من الشواهد التاريخية التي تعود لعصور قديمة، من بينها لوحات فسيفساء وآبار كبيرة لجمع المياه وأخرى صغيرة استخدمت لحفظ زيت السمسم ووزيت الزيتون.
وتعود ملكية المبنى حاليا للبطريركية اللاتينية في القدس، التي قررت فتح أبوابه للجمهور واستخدامه في إقامة معارض فنية وحفلات موسيقية.