الوقت- قد يبدو الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي يخاطب بجلسة مشتركة للبرلمان يوم الأربعاء، وجها معتدلا لكيان الاحتلال الإسرائيلي، لكن عندما يتعلق الأمر بدعم الفصل العنصري الإسرائيلي، فهو لا يختلف عن بنيامين نتنياهو أبدا، وبالتالي الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ليس أقل أجراما من بنيامين نتنياهو رئيس وزارئه، حيث ينظر إلى هرتسوغ على أنه الوجه العنصري لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وليس نتنياهو، إسحاق هرتسوغ هو سياسي إسرائيلي ورئيس الوزراء السابق لإسرائيل، وهو معروف بآرائه وتصريحاته العنصرية والمثيرة للجدل بحق الفلسطينيين.
تاريخ أسود لهرتسوغ
إسحاق هرتسوغ هو سياسي إسرائيلي ورئيس وزراء سابق للكيان الإسرائيلي، وهو معروف بآرائه وتصريحاته العنصرية والمثيرة للجدل بحق الفلسطينيين، ومن بين الجرائم التي اتهم بها هرتسوغ هي الاعتداءات الجسيمة بحق الفلسطينيين، ومن بينها فرض الحصار على قطاع غزة وقطع الإمدادات الأساسية للمدنيين الفلسطينيين. كما اتهم أيضًا بإشعال النزاعات والعنف في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبتوجيه الجيش الإسرائيلي لاستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، وخاصة خلال الحروب التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
وإضافة إلى ذلك، يتهم هرتسوغ بالعنصرية بحق الفلسطينيين، حيث إنه يروج للفكرة الصهيونية العنصرية التي تعتبر اليهود فوق القانون وأولوية لهم في الأراضي الفلسطينية، وقد أدانت عدة منظمات حقوق الإنسان هرتسوغ واتهمته بالتحريض على العنف والكراهية ضد الفلسطينيين، وبشكل عام، يعتبر هرتسوغ جزءًا من نظام يتبنى سياسة القوة والاستعمار في التعامل مع الفلسطينيين، ويكرس العنصرية والتمييز في ممارساته ضدهم، ويتعين على المجتمع الدولي استنكار هذه الممارسات والعمل على تحقيق العدالة وحقوق الإنسان للفلسطينيين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
لكن ومن شدة وكثرة العنصريين في كيان الاحتلال، قد يبدو هرتسوغ وكأنه الوجه المعتدل للصهاينة، فهو مجرم حرب عنصري مثل نتنياهو والرئيس الرسمي للكيان الذي يتهم من قبل منظمة العفو الدولية بارتكاب جرائم الفصل العنصري، وهي جريمة فظيعة تندرج تحت تعريف الجرائم ضد الإنسانية، وقبل أن يصبح هرتسوغ رئيسا، شغل عدة مرات منصب وزير في الحكومة الإسرائيلية وكان رئيسا للمؤسسة اليهودية، أحد الفروع الرئيسية للمنظمة الصهيونية العالمية، ما يعني أن هرتسوغ يأتي من جذور صهيونية عنصرية عميقة، ولكن من عالم العمل الوسطي للسياسة، وإنه يعتبر وجها أكثر نعومة إجرامية من نتنياهو، وعلى عكس نتنياهو، لم تتم إدانته إلى هذا الحد.
وفي هذا الشأن، كان والده حاييم" فيفيان هرتسوغ "، مجرم حرب وكان يعمل في جيش العدو، وقد شغل هرتسوغ الأب فيما بعد منصب سفير الكيان لدى الأمم المتحدة، وفي 1975-11-10، عندما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يعلن الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية، مزق السفير هرتسوغ القرار احتجاجا أمام الجمعية العامة، وفي النهاية، تم إرساله إلى رئيس "إسرائيل" حينها، ولا يسمح لرئيس الكيان رسميا بالإدلاء ببيان سياسي ويجب أن يكون شخصية موحدة يمكن للجميع أن يطمح إليها، لكن هرتسوغ الابن قرر بالفعل إظهار الوحدة بطريقته الخاصة، ولقد أضاء المنارة وزار أحد أكثر الأماكن إثارة للجدل في فلسطين للاحتفال بعيد "هانوكا" اليهودي.
ووفقا للمعلومات المتوافرة حول الزيارة، قال هرتسوغ إنه كان يزور "كهف الأنبياء" في الخليل للاحتفال بما زعم أنه "الماضي اليهودي القديم" للمدينة، وبالإضافة إلى ذلك في الوقت الذي أصبح فيه وضع الفلسطينيين في المدينة غير مقبول على نحو متزايد، وأصبح وصول المسلمين إلى مسجد إبراهيم مقيدا بشكل متزايد، أشعل منارة إلى جانب المستوطنين العنصريين والعنيفين الذين يعيشون في المدينة، ما أرهب الفلسطينيين المحليين، ثم أكد أنه كان هناك لتعزيز "العلاقات بين الأديان"، وإن زيارة هرتسوغ إلى الخليل، وهي مدينة معروفة بتجربة أنقى تجسيد للفصل العنصري، وبصفته ممثلاً لما يطلق عليه الصهاينة "لليسار الصهيوني النخبوي"، جاء إلى "كانوسا"، للتعهد بالدعم والولاء لأشد العناصر المتطرفة والعنيفة داخل الكيان الصهيوني، أي مستوطني الخليل، ومنذ ذلك الحين –كما تقول الوقائع- لم يعد هناك أي فرق بين المستوطنين الصهاينة في تل أبيب (يافا) وأولئك في الخليل.
وفي خطابه، وهو يقف في حصن من الحكم الصهيوني العنصري والعنف المفرط، ناشد هرتسوغ السلام بين جميع أبناء إبراهيم وقال إنه يجب علينا "إدانة جميع أشكال الكراهية والعنف"، هذه الاستراتيجية الصهيونية المزدوجة ليست جديدة، لكن هرتسوغ يأخذ بها إلى مستوى جديد تماما من خلال دعم عنف المستوطنين المتفشي ضد الفلسطينيين بينما يسعى إلى السلام الذي لا يمكن تحقيقه طالما أن الصهاينة يحكمون فلسطين، وفي خطابه أمام الجلسة المشتركة للبرلمان، يمكن أن يراهن بالتأكيد على أن هرتسوغ سيظهر وجهه المعقول والمعتدل "السؤال الوحيد الذي يظل سلميا بالتأكيد هو مقدار التصفيق الذي سيحصل عليه".
ماذا عن نتنياهو؟
بنيامين نتنياهو، هو رئيس وزراء "إسرائيل" وتولى منصبه بشكل متكرر على مدى عدة فترات، وهو متهم بارتكاب العديد من الجرائم ضد الفلسطينيين منذ توليه منصبه، ومن بين الجرائم التي يتهم بها نتنياهو هي استمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، كما اتهم بتصعيد العنف والتوتر في الضفة الغربية وقطاع غزة واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، وخاصة خلال الحروب التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
وإضافة إلى ذلك، يتهم نتنياهو بعدم الالتزام بحل الدولتين وحقوق الفلسطينيين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وعدم تقديم العدالة للضحايا الفلسطينيين وحماية حقوقهم، وقد تعرض نتنياهو لانتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بسبب هذه الجرائم، وتطالب هذه المنظمات باتخاذ إجراءات قانونية ضده وضد الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الممارسات وتحقيق العدالة والحرية والاستقلال للفلسطينيين.
وبالاستناد إلى ما ذُكر سابقًا، يتم توجيه العديد من الاتهامات الأخرى إلى بنيامين نتنياهو بشأن سياساته وممارساته السياسية الخاصة بالفلسطينيين، ومنها انتهاك حقوق الإنسان، حيث يتهم نتنياهو بانتهاك حقوق الإنسان للفلسطينيين، بما في ذلك الحريات الأساسية مثل الحرية الدينية والحرية السياسية وحرية التنقل وحرية التعبير، ويتهم بتجريف المنازل الفلسطينية وتهجير المدنيين الفلسطينيين من أراضيهم، ويتهم نتنياهو بتصعيد العنف في المنطقة وعدم تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ويتهم بتحريض جيش الاحتلال الإسرائيلي على استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، وخاصة خلال الحروب الأخيرة في غزة والضفة الغربية.
أيضاً، يتهم نتنياهو بالفساد والتحايل على القانون واستغلال منصبه لصالحه الشخصي، وقد تعرض لتحقيقات واسعة في العديد من القضايا المتعلقة بالفساد، ويربط بعض النقاد بين هذه الاتهامات وسياساته الخاصة بالفلسطينيين، إضافة إلى التمييز العنصري: يتهم نتنياهو بالتمييز العنصري ضد الفلسطينيين، ويتهم بتبني سياسات العنصرية التي تعتبر اليهود فوق القانون وأولوية لهم في الأراضي الفلسطينية.
في ختام المقال، إنّ الاشتراك الوحيد بين نتنياهو وهرتسوغ هو الإجرام، رغم أن الاثنين ينفيان جميع الاتهامات الموجهة إليهما ويزعمان أنهما يدافعان عن أمن كيان الاحتلال الإسرائيلي وحماية حقوق المهاجرين اليهود في الأراضي الفلسطينية، ومع ذلك، فإن العديد من المنظمات الحقوقية والدول تطالب بإجراء تحقيقات دولية مستقلة في جرائم الحرب التي تم ارتكابها منذ قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي وخاصة تلك التي ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي بقيادة نتنياهو وهرتسوغ.