الوقت - وصل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى الدوحة عاصمة قطر، في زيارة دورية إلى الدول الخليجية يوم الثلاثاء الماضي. وحسب وكالة أنباء فارس، فإن وفدًا دبلوماسيًا يرافق عبد اللهيان في هذه الجولة.
وسيتوجه عبداللهيان إلى مسقط بعد قطر للتشاور مع السلطات العمانية. وفي هذا الصدد، أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن جولة عبداللهيان تشمل الكويت وقطر وسلطنة عمان.
كما أعلنت وكالة الأنباء الحكومية الرسمية (إرنا)، أن زيارة أمير عبد اللهيان إلى قطر تأتي تلبيةً لدعوة من نظيره القطري(محمد بن عبد الرحمن آل ثاني).
وفيما يتعلق بالأهداف الرئيسية لجولة وزير الخارجية التي تستمر عدة أيام، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن محادثات عبد اللهيان في قطر تتعلق بمختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك في المجالات الثنائية والإقليمية والدولية.
وفي هذا الصدد، كتب أمير عبد اللهيان أيضًا في تغريدة عن هذه الرحلة: إن استمرار التطور الشامل للعلاقات مع دول الجوار، أحد الركائز الأساسية لنظرية السياسة الخارجية المتوازنة التي تتبناها الحكومة الإيرانية.
وأضاف: سافرت اليوم إلى قطر وسلطنة عمان من أجل توطيد العلاقات، ومتابعة القرارات التي اتخذت في الزيارات المتبادلة السابقة لكبار المسؤولين. وأشار عبد اللهيان إلى أن جيران إيران لديهم قدرات عديدة في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية.
المباحثات التجارية في قطر
تأتي زيارة أمير عبد اللهيان إلى قطر بعد أن زار الأسبوع الماضي، محمد رضا فرزين، محافظ البنك المركزي الإيراني، الدوحة بهدف تعزيز التعاون والاستشارات النقدية والمصرفية والاقتصادية، واجتمع وتحدث مع مسؤولي البنوك في هذا البلد.
تتطلع طهران والدوحة، اللتان تشهدان علاقات وثيقة في مجال التعاون السياسي والإقليمي في السنوات الأخيرة، إلى توسيع هذا التعاون في مجال التبادلات التجارية والاقتصادية أيضًا.
وقد تم وضع هذا الموضوع على رأس أهداف وزارة الخارجية في الحكومة الإيرانية الثالثة عشرة، حيث أعلن عدنان موسی بور، رئيس غرفة التجارة المشتركة بين إيران وقطر، في وقت سابق عن زيادة بنسبة 45٪ في قيمة التجارة بين إيران وقطر في العامين الماضيين.
وحسب موسی بور، بلغت قيمة التجارة بين إيران وقطر 143 مليون دولار في عام 2021، ووصلت إلى 208 ملايين دولار في عام 2022، ما يدل على نمو جيد.
وفي هذا الإطار، أعلن المسؤولون الإيرانيون أنهم يتطلعون إلى زيادة تعزيز حجم التجارة مع قطر في السنوات المقبلة. وفي أبريل من هذا العام، قال فرزاد بيلتن، المدير العام لمنظمة تنمية التجارة الإيرانية في غرب آسيا، إن طهران تسعى إلى زيادة حجم التجارة مع قطر إلى 3 مليارات دولار بحلول عام 2025.
ووفقًا للمتحدث باسم الجمارك الإيرانية، يتم تصدير الأسمنت والخضروات والمنتجات الزراعية والفستق والزعفران إلى قطر، ويتم استيراد المواد الكيميائية وقطع غيار السيارات والأجهزة الكهربائية إلى البلاد.
وفي مفاوضات العام الماضي بين المسؤولين الإيرانيين والقطريين، نوقشت عدة قضايا مهمة، من بينها تعزيز البنية التحتية التجارية، ولا سيما في مجال تسهيل النقل البحري للبضائع بين إيران وقطر.
ونتيجةً لهذه المفاوضات، عقدت تسع جولات من اجتماعات اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وقطر، وافتتح منتدى الأعمال الإيراني القطري في عام 2018، والذي يعمل، حسب المسؤولين الإيرانيين، كسفارة اقتصادية في البلد المضيف.
في غضون ذلك، من أهم القضايا المتعلقة بالتعاون الاقتصادي مع قطر، والذي يعدّ من أهداف وزارة الخارجية الإيرانية، كيفية إعادة الأموال والدخل المالي إلى إيران وجذب الاستثمار القطري.
وخلال زيارة محافظ البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، الأسبوع الماضي إلى الدوحة، التقى بنظيره القطري الشيخ بندر بن محمد آل ثاني، وأكد الجانبان على ضرورة تطوير التبادل التجاري بين إيران وقطر، من خلال زيادة التعاون المصرفي والمالي والنقدي.
الأنظار تتجه إلی مسقط؛ الدبلوماسية وسط صمت إعلامي
بعد الدوحة، غادر أمير عبد اللهيان متوجهاً إلى مسقط، عاصمة سلطنة عمان، الأمر الذي أثار العديد من التكهنات بين وسائل الإعلام الإقليمية والدولية حول الأجندة الرئيسية لوزير الخارجية الإيراني في هذا البلد.
لعبت سلطنة عمان خلال السنوات الماضية الدور الأهم في مفاوضات الوساطة بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي.
وبعد الزيارة الأخيرة لهيثم بن طارق، سلطان عمان إلى إيران، حدثت عدة تطورات، منها إطلاق سراح أسد الله أسدي، الدبلوماسي الإيراني المسجون في بلجيكا، والإفراج عن بعض الأموال الإيرانية المجمدة في العراق. كما تحدثت بعض الأخبار أن سلطان عمان هو حامل رسالة من أمريكا لطهران.
هذا في حين أن الدوحة استضافت العام الماضي أيضًا محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي.
ولذلك، بالنظر إلى الدور السابق الذي لعبته قطر وخاصةً سلطنة عمان في قضية المفاوضات النووية، أفاد "العربي الجديد" أن أهمية هذه الرحلة تتجاوز العلاقات الثنائية وستتناول قضايا مهمة بين طهران وواشنطن. وزعم هذا الموقع الالكتروني أن أمير عبد اللهيان سيعطي رد إيران على رسالة أمريكا خلال هذه الرحلة.
ينصب التركيز الخاص لوسائل الإعلام والخبراء على مسألة المفاوضات المحتملة بين إيران والولايات المتحدة، بينما يزيد وجود بعض الأخبار الجانبية هذه التكهنات. على سبيل المثال، تحدث وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي الأسبوع الماضي في حوار مع وسائل الإعلام المحلية، عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية والبنك المركزي للإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج.
لكن رغم كل الأدلة والحجج الإعلامية، اعتبر المسؤولون الأمريكيون، دون أن ينفوا المحادثات في مسقط، أن الأنباء عن التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي غير صحيحة.
وبحسب وكالة فرانس برس، قال بلينكن رداً على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة عبر سلطنة عمان: "فيما يتعلق بإيران، فإن بعض التقارير التي رأيناها حول الاتفاق حول القضايا النووية أو عن المعتقلين، ليست دقيقةً وغير صحيحة".