الوقت - قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الوزير إيلي كوهين بحث خطوات تطبيع العلاقات مع دول أخرى في الشرق الأوسط خلال مكالمة مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الاثنين.
وكان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان قال قبل زيارته للسعودية الأسبوع الماضي إن واشنطن تعمل جاهدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية لم تحدد في بيانها اليوم أي دولة.
وأضافت الوزارة “أطلع وزير الخارجية إيلي كوهين نظيره الأمريكي على أحدث تحركات إسرائيل بهدف تعزيز الاستقرار في المنطقة، كما ناقش الجانبان اتخاذ خطوات تطبيع إضافية في إطار توسيع وتعميق اتفاقات إبراهيم”، في إشارة للاتفاقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة والتي وقعتها إسرائيل مع دول خليجية، منها الإمارات، في عام 2020.
وأضاف البيان إن كوهين التقى المبعوث الامريكي آموس هوكشتاين في القدس اليوم الاثنين وناقشا “دفع الخطوات الدبلوماسية في المنطقة”.
وأبدت السعودية موافقتها على اتفاقات إبراهيم لكنها لم تحذ حذو الدول التي طبعت العلاقات قائلة إنه يتعين معالجة تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة أولا.
ويأتي تطبيع العلاقات مع السعودية على رأس الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال كوهين الشهر الماضي إن مثل هذه الانفراجة “مطروحة على الطاولة”.
لكن الشكوك تخيم على مثل هذه الاحتمالات بسبب توتر علاقات الرياض مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وعودة العلاقات بين المملكة وإيران وتشكيل حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة.
بدورها استبعدت هيئة البث الإسرائيلية (حكومية)، الإثنين، أن تنجح تل أبيب خلال 2023 في مسعاها لإقناع السعودية بتطبيع علاقاتها معها.
وأشارت الهيئة إلى أن "مسألة إحراز تقدم ملموس في مسار التطبيع مع السعودية، لا تلوح في الأفق ومن غير المتوقع أن تحصل هذا خلال الأشهر القريبة بل من غير المتوقع ان تحصل حتى نهاية العام الجاري 2023".
وتابعت: "من العقبات الصعبة المطروحة أمام سير عملية التطبيع المحتملة بين البلدين، سيكون رفض إسرائيل المطلق بالسماح للسعودية بتطوير طاقة نووية للشؤون المدنية".
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إن "إسرائيل تتمسك بموقفها التقليدي بعدم الموافقة على ان تطور أي دولة في المنطقة قدرات نووية على الاطلاق".
من جهتها رجحت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن ينعكس التقارب السعودي الإيراني إيجابا على سورية ولبنان واليمن، على حين قد يتسبب بكارثة على الكيان الإسرائيلي، مؤكدة أن كل الإشارات تدل على أن التقارب بين الجانبين حقيقي.
وقالت الصحيفة: إنه إذا ترسخ التقارب السعودي الإيراني، فقد يبشر ذلك بالخير على اليمن ولبنان وسورية، إلا أنه يمكن أن يتسبب بكارثة لإسرائيل.
وذكرت أنه أعيد فتح سفارة طهران في الرياض للمرة الأولى منذ عام 2016، في أحدث سلسلة من الإيماءات التي تظهر أن القوتين في الشرق الأوسط عازمتان على تخفيف حدة المنافسة «التي شوهت المنطقة لمدة 40 عاما»، معتبرة أن كل الإشارات، «الصغيرة والكبيرة» تشير إلى أن «التقارب حقيقي».
وتحدثت عن الآثار الجانبية للاتفاق على كل من اليمن وسورية ولبنان، مبينة أن الفرصة قائمة في اليمن لإحراز تقدم، بعد سنوات من الحرب في هذا البلد بين تحالف تقوده السعودية الذي يبدو أنه يدعم الآن جهود السلام وحركة «أنصار الله» المدعومة من إيران.
كما تحدثت الصحيفة عن أنه يبدو أن السعودية مستعدة لتطبيع العلاقات مع الدولة السورية، «حيث تؤكد الرياض أن التطبيع قد يؤدي إلى تعزيز المؤسسات السورية، ويقدم الطريقة الأكثر واقعية لاستعادة النفوذ والسيطرة على شبكات المخدرات العابرة للحدود».
وقالت: إن الدولة الثالثة التي من المرجح أن تستفيد من إنهاء التوتر بين السعودية الإيرانية، هي لبنان، الذي يعيش في فراغ رئاسي منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون قبل نحو ستة أشهر.
ورأت الصحيفة أنه بالنسبة لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، «كل هذا قد يؤدي إلى كارثة» مشيرة إلى أن الأخير كان يعتقد أن ما عرف بـ«اتفاقات إبراهيم» التي صممتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب» ستعمل على تطبيع العلاقات مع السعودية، لكن بدلاً من ذلك تعمل الرياض على تطبيع العلاقات مع أعداء إسرائيل، وهم إيران وسورية وحتى حركة «حماس».
وشبه دبلوماسي عربي في لندن العملية وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» ببناء طابق أرضي يمكن للدول الأخرى البناء عليه، مشيراً إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني قد يؤكد تراجع نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط، ويضعف إسرائيل، ويعيد سورية إلى الحضن العربي، ويزود السعودية بسوق كربون جديد طويل الأمد في الصين، ويبدأ في إنهاء العزلة الاقتصادية لإيران.
ويرى مراقبون أن قضية اتفاقات إبراهيم باتت قضية هامشية لدرجة كبيرة بسبب التطورات في المنطقة، بما في ذلك الاتفاق الأخير الذي وقعته إيران والسعودية في الصين لاستئناف العلاقات. كما يبدو أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية وحتى الحرب في أوكرانيا كان لها تأثير على هذه القضية ما أشعر الكيان الصهيوني بأنه دخل في عزلة ولم تأت الاتفاقات التي وقعها بنتائجها المرجوة.