الوقت - بعد زيادة قدرات محور المقاومة على مختلف المستويات، وكذلك تصاعد الأزمات الداخلية للکيان الصهيوني، وخاصةً بعد شهر رمضان المبارك هذا العام، ازدادت نقاط ضعف هذا الکيان وانخفضت قدرته على نقل المعركة إلى خارج الأراضي المحتلة.
التطورات الأخيرة في الأراضي المحتلة كانت في ظل الخلافات الداخلية في حكومة الكيان الصهيوني، وامتدت هذه الخلافات إلى الجيش الإسرائيلي أيضًا. وفي الوقت نفسه، نشهد وحدةً غير مسبوقة لجبهات المقاومة المختلفة التي رسمت معادلةً جديدةً للدفاع عن القدس وفلسطين، واتحدت جميعًا لتحرير فلسطين ومقدساتها.
سنناقش في هذا المقال نقاط الضعف البارزة للکيان الصهيوني في المرحلة المقبلة، وكذلك نقاط قوة محور المقاومة. تشير الدلائل إلى أن محور المقاومة يتحرك بشكل أقوى وأكثر تنسيقاً من ذي قبل لتدمير الاحتلال الإسرائيلي.
ومن يرى الوضع الحالي للکيان الصهيوني، سيدرك أن هذا الکيان في أضعف حالاته، وأن نقاط ضعفه تزداد سوءًا يومًا بعد يوم دون إيجاد حل لها.
يعتبر الافتقار إلى العمق الاستراتيجي من أبرز نقاط الضعف في الكيان الصهيوني، وقد تسبب هذا الموضوع في تخوف الصهاينة دائمًا من مواجهة جبهات مثل قطاع غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 داخل فلسطين. إضافةً إلى ذلك، تعتبر هذه المشكلة أكبر نقاط ضعف الاحتلال في التعامل مع التهديدات الخارجية على حدود فلسطين المحتلة.
لدى الكيان الصهيوني بعض الإمکانات لاستهداف المواقف المتحركة والثابتة للطرف المقابل لحل مشكلة افتقاره إلى العمق الاستراتيجي، لكن العامل الذي يجعل الکيان غير قادر على استخدام هذه الإمکانات بشكل صحيح وفي الوقت المناسب، هو أن مئات الآلاف من الصواريخ ذات المديات المختلفة تستهدف في وقت واحد فلسطين المحتلة شمالاً وجنوبًا في الحرب المستقبلية.
يمكن تلخيص مشكلة عدم وجود عمق استراتيجي للکيان الصهيوني، في أن هذا الکيان لم يعد بإمكانه استخدام استراتيجيات الحرب على أرضه، وهذا يعني مضاعفة المخاطر الأمنية ضد الکيان مع زيادة قدرات أعدائه، وتؤثر هذه القضية أيضًا على معيشة الصهاينة والوضع الاقتصادي، لأن المشكلة الأمنية مرتبطة مباشرةً بالتحديات الاقتصادية للکيان الإسرائيلي.
يوفر عدم وجود عمق استراتيجي للکيان الصهيوني، فرصةً مهمةً للمقاومة للتركيز على إيصال الحرب إلى الجبهة الداخلية لفلسطين المحتلة. وخاصةً أن المقاومة تمتلك الوسائل الضرورية لنقل القوات العسكرية من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة عام 1948، ويمكنها أيضًا إرسال صواريخ وطائرات دون طيار بأعداد كبيرة إلى هذه المناطق، وهي صواريخ وطائرات دون طيار يمكنها بسهولة تجاوز نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ.
ونقطة الضعف الأخرى للکيان الصهيوني تتمثل في الخوف من حرب متعددة الجبهات مع محور المقاومة، لأن هذا الخيار يمكن أن يؤدي إلى تشتت القوة الدفاعية للکيان وعدم سيطرته على الوضع.
من ناحية أخرى، تعتبر الخلافات الداخلية للکيان الصهيوني من أهم نقاط ضعف هذا الکيان. حيث زادت هذه الخلافات في مجلس الوزراء الإسرائيلي بشكل كبير، بسبب تنافس عشرات الأحزاب على السياسة والسلطة.
يعتقد الكثيرون أن الصراعات الداخلية للصهاينة يمكن أن تكون فرصةً للمقاومة في المنطقة، لأنه في هذه الحالة، لا يملك الاحتلال تركيزًا كافيًا لتحديد استراتيجية فعالة للتعامل مع المقاومة.
إن التغيرات السريعة في المنطقة والأزمات الداخلية للکيان الصهيوني، جعلت هذا الکيان غير قادر على تبني استراتيجية مناسبة للتعامل مع التحديات القائمة ونقاط ضعفه.
ولهذا السبب، في مراحل الطوارئ، عليه أن يتحول إلى عمل تكتيكي محدود بدلاً من العمل الاستراتيجي، وهذه الإجراءات التكتيكية لا يمكن أن تضمن نجاح الإسرائيليين في مواجهة التحديات. ويوفر هذا الأمر فرصةً جيدةً للمقاومة للحصول على الوقت الكافي لاستخدام أداة الضغط العسكري ضد الکيان الإسرائيلي، لتحقيق أهدافها المرحلية.
في المقابل، تغيرت أوضاع المنطقة الآن، ونشهد تراجع مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني. حتى دول التسوية العربية توصلت إلى نتيجة مفادها بأن توقعاتها باتفاق مصالحة وتسوية مع المحتلين لن تتحقق أبدًا.
بالنظر إلى التغييرات التي حدثت في المنطقة، يمكن ملاحظة أن أخطر نقاط ضعف الکيان الصهيوني تتعلق بالجبهة الداخلية لفلسطين المحتلة، حيث يمكن للفلسطينيين في الضفة الغربية الآن ممارسة ضغوط كبيرة على الكيان الصهيوني، من خلال مواصلة عمليات المقاومة.
هذا بينما لا يملك الکيان الصهيوني الإمکانات اللازمة للرد على عمليات المقاومة. في المقابل، قد يواجه الکيان انتفاضةً فلسطينيةً جديدةً في المرحلة الجديدة التي تنطلق من الضفة الغربية، وهذا يعني بداية مرحلة خطيرة لهذا الکيان.
سيؤدي اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية، إلى إضعاف الجيش الإسرائيلي وتقليص قدرته على المواجهة على جبهات أخرى. كما يؤدي هذا إلى ظهور هذا الکيان كمؤسسة احتلال وأبرتهايد في الساحة العالمية.
أدت الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل عقدين، بعد سلسلة من عمليات المقاومة الفلسطينية الكبرى، إلى هجرة العديد من الصهاينة، ويتوقع الكثيرون أن يتكرر هذا السيناريو في الانتفاضة الفلسطينية الجديدة.