الوقت- تشير أحدث التقارير الواردة من كيان الاسرائيلي ان 1.7 مليون شخص من سكان هذا الكيان هم من الفقراء وهذا يشكل نسبة 22 بالمئة من مجموع سكان كيان الاحتلال وقد اعلنت "مؤسسة الضمان الوطني" في هذا الكيان ان من بين هؤلاء هناك 776500 طفل فقير.
ويكشف تقرير اعده رئيس مؤسسة الضمان الوطني "البروفسور شلومو يوسف" و وزير الرفاه الاسرائيلي "حييم كاتز" الوجه الحقيقي للكيان الاسرائيلي الذي يحاول الغرب دوما تجميله، وقد اكد التقرير ان خط الفقر في هذا الكيان يصعد باستمرار، حيث تقول الارقام والاحصائيات ان عائلة مكونة من 5 اشخاص يجب ان يكون لها دخل شهري قدره 9230 شيكل حتى لا تكون من العائلات الفقيرة.
ويشير التقرير ان 54 بالمئة من العائلات اليهودية المتعصبة هي عائلات فقيرة كما يعد 52.6 بالمئة من فلسطينيي عام 48 (الذين يسميهم البعض العرب الاسرائيليين) من الفقراء، ويؤكد التقرير ان ثلثي الاطفال في هاتين الفئتين يعيشون في الفقر.
ويقول رئيس مؤسسة "التضامن الدولي بين المسيحيين و اليهود" الحاخام يخيل اكشتاين ان هذا التقرير مرعب لكنه ليس مفاجئا فالحكومة الاسرائيلية لاتعير الفقراء أي اهمية و ان هذه الحكومة تصرف كل طاقتها لرفع المستوى المعيشي للاغنياء و الطبقة الوسطى و ان محنة مئات الالاف من الطاعنين في السن و الاطفال و العوائل المفككة تحت وطأة الفقر تعتبر ليس فقط وصمة عار بل تهديد للقوام الاجتماعي في الكيان الاسرائيلي وعلى الحكومة الاسرائيلي ان تتحرك بسرعة لتدارك هذا الخطر.
من جهته اعتبر المدير عام لـ "البنك الوطني للغذاء" في الكيان الاسرائيلي غيدي كروخ ان هذا التقرير يعتبر انذارا كبيرا لكن الحكومة الاسرائيلية لاتفعل شيئا لاحتواء الازمة، و يضيف كروخ ان توزيع الوجبات الغذائية على الاطفال لايجدي نفعا و ان الشرخ في داخل كيان الاسرائيلي يكبر يوما بعد يوم وسط اهمال حكومي لهذه القضية في وقت يعتبر الفقر و الجوع خطرا اكبر بكثير من الاعداء الخارجيين للكيان الاسرائيلي.
ان الكيان الاسرائيلي يحتل الان المرتبة 33 من حيث مستوى الفقر من بين الدول الـ 34 الاعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية و هناك دولة واحدة فقط في هذه المنظمة يعتبر فقر اطفالها اشد من فقر الاطفال الاسرائيليين وهي تركيا.
و مع انتشار هذا التقرير طالب زعيم المعارضة في الكنيست الاسرائيلي "اسحاق هرتسوغ" بتشكيل لجنة متابعة ضد رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو قائلا ان نتنياهو دفع شرائح المجتمع الاسرائيلي نحو الفقر مرة في عام 2003 ومرة في عام 2013.
و كان بعض الخبراء الاقتصاديين الاسرائيليين قد اطلقوا خلال السنوات الماضية تحذيرات حول تنامي الفقر في الكيان الاسرائيلي لأن نسبة العاملين في هذا الكيان هي الاقل بين دول "منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية" وان اكثر العاطلين عن العمل هم العرب واليهود المتطرفين.
ان نسبة الفقر بين الاطفال في المجتمع الاسرائيلي قد ارتفعت بنسبة 50 بالمئة بين عامي 1998 و2005 و اصبح 35 بالمئة من الاطفال في هذا الكيان هم دون خط الفقر (احصائيات مؤسسة الضمان الوطني ودائرة الاحصائيات المركزية) كما اشتد هذا الفقر وازداد عمقا بين عامي 2002 و2004 بسبب انخفاض الدعم الحكومي حينما كان نتنياهو وزيرا للمالية وان المسألة لم يقتصر فقط على الفقر بل ان الكيان الاسرائيلي شهد في عام 2004 اكبر فارق في الدخل بين الاغنياء والفقراء في الدول الصناعية.
ويلعب ارتفاع نسبة الضرائب في كيان الاحتلال دورا في ارتفاع نسبة الفقر في هذا الكيان، ففي عام 2013 كان يجب على الشخص الذي يحصل على دخل شهري مقداره 880 دولارا ان يدفع 400 دولار كضرائب وهذا ما كان يجعل ذلك الشخص تحت خط الفقر (445 دولارا للشخص في الشهر في عام 2013).
هذا و يعتقد الخبراء ان قضية الفقر تعتبر تهديدا كبيرا لمستقبل الكيان الاسرائيلي لأن طفلا واحد من بين 3 اطفال اسرائيليين لايحصل على طعام كاف وهذا سيؤثر سلبا على مستواه الدراسي في المدرسة فالطفل الجائع لايستطيع ابراز قدراته فهل سيبقى الكيان الاسرائيلي "دولة مبدعة" خلال 10 او 15 سنة مقبلة كما يسميه الغربيون؟