الوقت-وصف زعيم جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة الارهابي في سوريا المدعو ابو محمد الجولاني جميع المشاركين في مؤتمر الرياض بأنهم خائنون، متوعداً بأفشال المؤتمر الذي اعتبره "مؤامرة وليس مؤتمرا ليأتي بحقوق اهل الشام "، مؤكداً في الوقت ذاته عدم وجود نية لفك الارتباط بين الجبهة وتنظيم القاعدة.
وفي مقابلة تلفزيونية، مع قناة "اورينت نيوز" المعارضة التي تبث من دبي، بثت مساء السبت، زعم الجولاني أن الفصائل المسلحة في سوريا حققت تقدما في ثلاثة محاور منذ بداية التدخل الروسي، مشيراً الى "أن مسارعة المجتمع الدولي إلى الحل السياسي جاء بعد أن شارف النظام على الانتهاء"، حسب قوله .
وأكد الجولاني الذي أدار ظهره للكاميرا، أن "هدف مؤتمر الرياض تجريد المقاتلين من سلاحهم طوعاً أو كرهاً"، لافتاً إلى "أن فصائل مقاتلة شاركت في المؤتمر نتيجة الضغوط الدولية بقطع السلاح والمال عنها لكن ذلك لا يبرر حضورها ".
وتابع الجولاني "لن نسمح بتطبيق نتائج مؤتمر الرياض في سوريا"، مؤكداً "أن من شارك في المؤتمر، الذي هو الخطوة الأولى لتنفيذ ما اتفق عليه في فيينا بين أميركا وروسيا، لا يستطيع تنفيذ قراراته على الأرض". وقال في هذا الإطار "الائتلاف ليس له شيء على أرض الواقع سوى البيانات الصحفية التي يلقيها من الفنادق ".
وأكد زعيم جبهة النصرة المصنفة عالمياً كفصيل ارهابي، إلى أن الاتفاق في الرياض يأتي مثبطا لتقدم الفصائل "الثورية"، وأضاف: "لم نتلق دعوة لمؤتمر الرياض، وإن دعينا فلن نقبل" .
واضاف الجولاني: "لا بد من العمل على افشال مثل هكذا مؤامرات وهكذا اجتماعات"، معتبرا ان مشاركة بعض الفصائل المقاتلة فيه تعتبر "خيانة كبيرة جدا لدماء الشباب الذين ضحوا بدمائهم " ،وتوقّع الجولاني عدم التزام جنود الفصائل التي ذهب للرياض، بأوامر قادتها .
واعترف الجولاني بأفشاله أكثر من هدنة، لاسيما الهدنة التي كان من المفترض عقدها بين فصائل المعارضة، والحكومة السورية في الغوطة الشرقية،قائلاً:" هذه الهدن تصب في مصلحة النظام، ولن نسمح بها " ، وتابع:"نعم، نحن نسعى لعرقلة هدنة الغوطة ولن نقبل بها على الإطلاق، ولا يمكن أن تسري ونحن متواجدون هناك".
وحول الدخول الروسي على خط المواجهة العسكرية في سوريا، قال الجولاني إن "تدخل الروس لم يكن لحماية النظام بل لإعادة إحيائه لأنه كان ميتاً. لقد استطعنا أن نمتص الصدمة الأولى والنظام والروس ألقوا كل ما في جعبتهم"، ورأى أن "روسيا تعلمت من حرب أفغانستان ودخولها في سوريا خجول وحذر وله أهداف محددة" وأضاف "لا اعتقد أن روسيا تنافس إيران وهم قد وزعوا الأدوار في ما بينهم ".
وتعليقاً على التصريحات التركية حول المنطقة الآمنة في سوريا، قال الجولاني إن "موضوع المنطقة الآمنة معقد، أميركا ترفضها و تركيا لن تستطيع فعل شيء من دون موافقة أميركا. ينبغي أن يعلم الناس أن المنطقة الآمنة هدفها الأساسي حماية الأمن القومي التركي (ضد الأكراد). مشكلة تركيا مع الأكراد أكبر من داعش ". وأضاف "المجتمع الكردي مجتمع مسلم ونحن نعتبرهم جزءاً منا. مشكلتنا مع الميليشيات الكردية الشيوعية والعلمانية المتحالفة مع النظام". ورد على الاتهام الموجه لـ"جيش الفتح"، بأنه أوقف التقدم إلى الساحل نظراً لوجود خطوط حمراء تفرضها تركيا وقطر، وقال الساحل وجورين ليسا خطاً أحمر و جبهة النصرة قرارها داخلي ولايتدخل فينا أحد"، وأكد أن "جبهة النصرة" لا تتلقى أي دعم من قطر، أو من تركيا، ومصادر تمويلها ذاتية، من الغنائم ومن أعمال تجارية. وتابع "لا نرى جواز قتال تنظيم الدولة تحت غطاء تركيا او التحالف الدولي. انسحبنا من شمال حلب لانه لايجوز التعاون مع تركيا أو التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة، وتركيا هدفها تمدد الاكراد وليس تنظيم الدولة".
وعن صفقة تبادل أسرى الجيش اللبناني، قال الجولاني إن "صفقة أسرى الجيش اللبناني هدفت إلى تمرير المواد الغذائية وإيجاد ممر طبي لأهالي المنطقة، وفك أسر نساء وأطفال. من المعيب بحق حكومة لبنان أن يكون ثمن التفاوض تحقيق مكاسب إغاثية وطبية. معركتنا لم تكن مع الجيش اللبناني بالأصل وإنما مع حزب الله الذي ورط الجيش اللبناني". وشدد على أن جبهة النصرة" لن تتنازل عن ثوابتها ومبادئها "سواء كنا تنظيم القاعدة أو لم نك، لا نية لدينا بفك الارتباط بالقاعدة. والغرب يصنف الفصائل بناءعلى الفكر الذي تحمله، والارتباط بتنظيم القاعدة ليس له علاقة بهذا التصنيف ".
وتوعد الجولاني بالقتال "حتى يحكم شرع الله في الأرض"، مشيداً بمقاتلي التنظيم الارهابي، و متسائلاً في الوقت ذاته "لماذا يعاب على جبهة النصرة ارتباطها بتنظيم له شأن دولي ولا يعاب على الدول التي تتحالف وتتعاون مع الغير؟ ".
وفيما يتعلق، بمصدر دخل جبهة النصرة، قال الجولاني: "تمويلنا من الغنائم، والمصادر التجارية (لم يحددها)، ونحن أكثر فصيل لديه أوراق على الأرض، ونملك سلاح ونتغذى من عدونا، ونعاود القتال بأسلحته"، مشيراً إلى أنه لا يجوز قتال تنظيم تحت غطاء تركيا أو التحالف الدولي.
وكانت مصادر غربية وسورية اكدت اكثر من مرة وصول اسلحة اميركية ومعدات من دول خليجية الى التنظيم المدرج على قائمة الارهاب الاميركية باعتباره فرعا للقاعدة في سوريا ولبنان.