الوقت- أعلنت وسائل إعلام إنجليزية في تقرير يشير إلى المعاملة القاسية للدول العربية مع الصهاينة الحاضرين في مونديال قطر، أنه مقابل الشعور بالكراهية للكيان الصهيوني في هذا الفضاء، وكان لفلسطين حضور قوي.
في حين أن دعم القضية الفلسطينية ورفض أي تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني هو أحد أبرز المظاهر خلال إقامة مونديال قطر، فإن وسائل الإعلام الإقليمية ووسائل الإعلام العالمية الأخرى قد تفاعلت مع هذه القضية بعدة طرق.
وفي هذا الصدد، أعلنت صحيفة الجارديان الإنجليزية بنشر تقرير أن المقاطع التي يتم نشرها من الملاعب الخاصة بإقامة مباريات المونديال في مختلف مناطق قطر تظهر الحضور القوي لفلسطين في هذه الساحة، ومن ناحية أخرى، الشعور بالكراهية الواضحة تجاه الكيان الصهيوني.
ويذكر في هذا التقرير أنه في كأس العالم التي تقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، مقابل الوجود الضعيف والمرفوض لإسرائيل، نرى أن لفلسطين حضور قوي في هذا المجال، و هذا على الرغم من حقيقة أن أياً من الأطراف لا يشارك في هذه المسابقات، وهم لا يفعلون ذلك. والمقاطع التي تم إطلاقها مؤخرًا من أجواء المونديال في قطر تظهر شعور الكراهية تجاه كيان الاحتلال بين الدول العربية المشاركة في المونديال؛ على الرغم من أن حكام الدول التي يعيش فيها هؤلاء الأشخاص قد وقعوا اتفاقيات تطبيع مع كيان الاحتلال وبدأوا في إقامة علاقات تجارية وفتح تعاون أمني مع تل أبيب.
وبحسب هذا التقرير ، ليس لدولة قطر علاقات رسمية مع إسرائيل، لكنها أصدرت إذنًا بتنظيم رحلات جوية مباشرة من تل أبيب، كما سمحت لدبلوماسيين الصهيونيين بالتواجد في إحدى وكالات السفر في هذه الدولة (قطر) لتقديم الخدمات القنصلية. وبالطبع كل هذه الإجراءات كانت مؤقتة وخاصة بالنسبة لكأس العالم ولا يمكن اعتبارها خطوة نحو إبرام اتفاقية تطبيع مماثلة للاتفاقية التي وقعتها عدة دول عربية أخرى مع كيان الاحتلال.
وبحسب التقرير، مع بداية كأس العالم، حصل ما يقرب من 4000 صهيوني و8000 فلسطيني على تأشيرات لدخول قطر، وبالطبع قال وزير الخارجية الصهيوني إنه من المتوقع أن يتمكن حوالي 20 ألف صهيوني من الذهاب إلى قطر. لكن في أحد المقاطع التي تم نشرها خلال المونديال نرى أن مشجع كرة قدم مصري اقترب من مراسل صهيوني بينما كان يقدم نفسه للجمهور وأخذ الميكروفون منه وقال: "عاشت فلسطين".
وتابعت الغارديان، في مقطع آخر من شوارع الدوحة، نشاهد مجموعة من المشجعين اللبنانيين، عندما أدركوا أن المراسل الذي أجرى المقابلة كان صهيونيًا، قاطعوا حديثهم معه وصرخوا بأن "هذه الأرض هي فلسطين ولا توجد اسرائيل". بينما جاء مئات الآلاف من الأشخاص من جميع أنحاء العالم إلى قطر لمشاهدة كأس العالم هذا الأسبوع، فإن هذا المثال على المواجهة بين المشجعين العرب والصحفيين الصهيونيين مقلق للغاية. انتشرت هذه المقاطع كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، وهذا أحد عوامل الصراع السياسي في المونديال.
واصلت هذه الصحيفة تقريرها، أجرت الدولة المضيفة لكأس العالم مفاوضات حساسة بشأن وجود جماهير ترفع أعلام المثليين، وكذلك مدى توفر البيرة والمشروبات الكحولية في قطر، وهذا أمر لا يحظى باهتمام كبير في الدولة. لكن قطر، مقابل استضافتها البطولة التي تقدر تكلفتها بمليارات الدولارات، خضعت لقواعد الفيفا لإصدار تصريح للصحفيين والمشجعين الإسرائيليين لدخول هذه الدولة (قطر).
واصلت هذه الصحيفة الإنجليزية، ولكن مع ذلك، فإن قطر، التي تدرك حساسية الرأي العام المحلي وكذلك الدول العربية الأخرى تجاه دخول الصهيونيين، وأكدت أن هذه الإجراءات كانت مؤقتة وليست بأي حال من الأحوال خطوة نحو تطبيع العلاقات. على الرغم من عدم وجود ممثل لفلسطين أو لإسرائيل في المونديال، إلا أن وجود فلسطين في أجواء هذا الحدث العالمي، الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط، أمر بارز للغاية. وقبيل المباراة الافتتاحية يوم الأحد، سار فريق من الرجال القطريين صوب استاد البيت ورفعوا العلم الفلسطيني وهم يحيون الجميع.
أعلن هؤلاء في حديث مع صحيفة الجارديان، أننا نؤيد الأمة الفلسطينية وجميع الدول الإسلامية والعربية التي رفعت العلم الفلسطيني ووقفت إلى جانبهم.
وبحسب الجارديان، رفع مؤيدو تونس والسعودية والجزائر الأعلام الفلسطينية، ولفوا الأعلام الفلسطينية حول أعناقهم. ورفعت الشابة الفلسطينية رندا أحمر، الخميس، علم بلادها ورفعت به فوق رؤوس كل من حضر لمشاهدة مباراة كرة القدم. وأحد المارة الذي مر به دعم وتشجيع هذه المرأة الفلسطينية، وصرخ أن هذا هو علم بلدنا وسوف نلوح به في كل مكان.
وأوضحت وسائل الإعلام الإنجليزية أن الفيفا قد أعلنت في وقت سابق أنها اتفقت مع قطر على إصدار ترخيص للصهيونيين للسفر إلى الدوحة بشرط أن يتمكن الفلسطينيون أيضًا من السفر من تل أبيب إلى الدوحة. حتى أن بعض الصهيونيين اضطروا للسفر إلى قطر عبر الأردن أو مصر. وقال المشجع الصهيوني دوبي نيفو، الذي كان يستعد للوصول إلى الدوحة، وإنه كان يراقب بقلق تقارير عن نشاط فلسطيني خلال البطولة.
ونقلت الغارديان عن هذا المستوطن الصهيوني وكتبت: "آمل أن يرحب بنا القطريون وأن يسير كل شيء على ما يرام". "آمل حقًا أن أقابل أشخاصًا من جميع أنحاء العالم، وخاصة الدول العربية، وأن أستمتع بمشاهدة كرة القدم".
وقال تال شورر، المراسل الرياضي للقناة 12 التلفزيونية الصهيونية، لوكالة أسوشيتيد برس، إنه تعرض لضغوط وإذلال من الفلسطينيين والمواطنين العرب الآخرين أثناء تغطيته للمباريات على الهواء مباشرة، وعندما لاحظ بائع هاتف محمول أن إعدادات هاتف صديقه هي صرخ في وجهه بغضب وقال لي "اخرج من بلادنا". وفي البداية كنت سعيدًا جدًا لأنني دخلت قطر بجواز سفر صهيوني واعتقدت أنه أمر إيجابي، لكن كان الأمر محزنًا للغاية وتعرضت أنا وأصدقائي للإهانة والتهديد.
وفي هذا الصدد، طالب دبلوماسيون الصهيونيون سافروا إلى قطر خلال كأس العالم المشجعين الصهيونيين بالابتعاد عن الأضواء. ولأن أجواء هذه المسابقات حساسة للغاية لوجود آلاف المواطنين من مختلف الدول الرافضين للكيان الصهيوني، مثل دولة إيران. وفي رسالة للصهيونيين في قطر، قال الدبلوماسي الصهيوني "ليفرحيات" إنه يجب تقليص وجودكم وإخفاء هويتكم حفاظًا على أمنكم.
بشكل عام، ما يحدث في مونديال قطر حول طريقة تفاعل العرب والمسلمين مع الصهاينة يثبت أن نهج الأنظمة العربية في التسوية مع الكيان الصهيوني لا يعكس أبدًا آراء شعوب هذه الدول. والکیان الصهيوني، الذي يستغل كل فرصة دولية للترويج لتطبيعه والاعتراف به على المستوى العالمي، تلقى صفعة كبيرة من العرب والمسلمين هذه المرة في المونديال.