الوقت - أعلن مسؤولون في وزارة الخارجية القطرية، أواخر الأسبوع الماضي، عن اعتقالهم لعدد من الضباط الهنود في الدوحة للاشتباه في قيامهم بالتجسس لمصلحة الکيان الصهيوني. ونشر هذا الخبر لأول مرة على قناة الميادين.
بعد يومين من هذا الكشف، اضطرت السلطات الصهيونية أخيرًا لتأكيد الخبر، وكتبت صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية، في تقريرها عن عدد الاعتقالات، أن ثمانية ضباط سابقين في البحرية الهندية اعتقلوا في قطر بتهمة التجسس لمصلحة الصهاينة.
وجاء في هذا التقرير، أن الصهاينة حاولوا الإفراج عن هؤلاء الجواسيس الثمانية، وزار مسؤول أمني هندي كبير الدوحة للتحقيق في هذا الأمر. كما كتبت صحيفة إنديان إكسبريس الهندية، أن الغرض من زيارة المسؤول الهندي للدوحة نهاية أكتوبر، هو مساعدة مسؤولي سفارة بلاده في الإفراج عن هؤلاء المعتقلين.
إن نبأ اعتقال عدد من الجواسيس الصهاينة عشية كأس العالم، مثير للاهتمام. ففي الأشهر التي سبقت كأس العالم، استغلت العديد من الجماعات التخريبية هذه الفرصة، ومن خلال إنشاء شركات تغطية في الدوحة، فإنها تحاول مراقبة التطورات في المنطقة عن كثب.
ومن بين هذه الشرکات يمکن أن نذکر شركة Global Risk Advisors الأمريكية، التي تتكون من موظفين سابقين في وكالة المخابرات المركزية(CIA)، برئاسة الجاسوس السابق كيفن تشالكر، الذي بدأ أعمال تجسس تحت غطاء مكتب التقييم الاقتصادي في الدوحة.
تقسيم العمل ضد المنتخب الإيراني في لجنة التخريب
على الرغم من أن الدول الخليجية تأوي مجموعات إرهابية مثل القيادة المركزية للولايات المتحدة(سنتکوم)، لكن الازدحام الموجود في قطر يمثل فرصةً جيدةً لأعمال إرهابية في الأيام المقبلة. ومن بين المواضيع المثيرة للاهتمام لهذه الشبكات المعقدة، التجسس والتخريب ضد المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم.
لقد غادر المنتخب الإيراني طهران، ودخل الدوحة ليقيم معسكره ومسابقاته. وتشير الأخبار المتاحة إلى أن العديد من شبكات التجسس والإرهاب، مثل "النسور المرتبكة"، تحاول الاستفادة القصوى من هذه الفرصة، ومن خلال خلق حرب نفسية حول المنتخب الإيراني، فإنها تريد إحياء أعمال الشغب في عدة مدن إيرانية.
لكن تحت أي غطاء اختبأ هؤلاء المخربون حول المنتخب الإيراني؟
قبل فترة، كشف الصحفي الصهيوني باراك رافيد عن موقع "والا" العبري والموقع الأمريكي "أكسيوس"، في تغريدة أن الشبكة السعودية المعروفة بـ "إنترناشيونال"، والمعروفة بمواقفها المعادية لإيران، هي أداة للموساد. وكشف هذا المراسل الصهيوني عن هذه الحادثة بهدف إظهار تفوق الموساد في الحرب النفسية.
في العامين الماضيين، وبعد التغييرات الإدارية في شبكة "إيران إنترناشيونال"، تم تشكيل لجنة مكونة من ممثل للموساد وعدة مجموعات مناهضة لإيران ومن النظام السعودي في مكتب تحرير الشبکة. والغرض من لجنة التخريب هذه، هو إثارة الرأي العام ودفع إيران نحو الأعمال الانفصالية.
تحاول لجنة التخريب هذه توسيع الإجراءات المعادية لإيران، من خلال استغلال فرصة كأس العالم. ويعدّ توفير تذاكر الطيران وحجز الفنادق لعدد من ضباط هذه الشبكة الإرهابية حول معسکر المنتخب الإيراني لكرة القدم، إحدی خطط لجنة التخريب هذه. وسيتم نشر هؤلاء الجواسيس المدربين والمحترفين حول المنتخب الإيراني تحت غطاء مراسل.
تتولی السفارة السعودية في قطر وسفارة دولة أوروبية في طهران، المسؤولية اللوجستية لهذه العملية وتعمل كمقر للإرهاب. والهدف من هذا الإجراء هو نقل الحرب النفسية إلى المنتخب الإيراني، وتحويل مباريات كرة القدم إلى بؤرة للأزمة السياسية ضد الشعب الإيراني. وقد جعلت هذه اللجنة التخريبية المنتخب الإيراني لكرة القدم وأحداث المونديال، موضوعاً مناسباً للتقييم الذاتي.
العشاء الأخير للإرهابيين في الدوحة!
يتمتع الموساد بتاريخ طويل في خلق شخصيات للإرهابيين. وعشية الاضطرابات الأخيرة في إيران، قامت هذه المجموعة الإرهابية بتدريب مرتزقة في صحراء النقب، من خلال محاكاة صحاري إيران.
وكانت كأس العالم مناسبةً جيدةً لهذه الشبكة الشريرة لتنظيم صحفيين للتجسس حول معسكر المنتخب الإيراني لكرة القدم. لكن في اللحظة الأخيرة، واجه هذا المشروع تحديًا كبيرًا. حيث أعلنت حكومة قطر أن شبكة "إيران إنترناشيونال" لا يمكنها إرسال جاسوس إلی كأس العالم تحت عنوان مراسل.
کما أعلن محسن صالحي، رئيس تحرير القسم الرياضي بهذه الشبكة الإرهابية، أمس، أنه كان يخطط لحضور المونديال منذ عام، لكن قطر منعت صحفيي هذه الشبكة من دخول الدوحة. واعترف هذا العنصر الإرهابي بأن هدف هذه الشبكة لم يكن تغطية المباريات، بل تغطية أعمال الشغب على هامش مباريات المنتخب الإيراني.
وأظهرت هذه الاعترافات أن الإجراء القطري لمنع وجود أعضاء هذه الشبكة الإرهابية في الدوحة، كان إجراءً استباقيًا لمنع أي نوع من الحراك السياسي في المباريات. وبالطبع، فإن عدم إصدار القطريين للتأشيرات لـ "إيران إنترناشيونال"، لم يكن إجراءً أحادي الجانب من قبل حكومة هذا البلد.
حيث سبق أن وصفت إيران وجود إرهابيين بالقرب من المنتخب الإيراني بأنه خط أحمر، وذلك من خلال الجهود الدبلوماسية وإرسال رسائل واضحة للسلطات القطرية، ووضعت تبعات ذلك على كاهل حكومة الشيخ تميم.
من ناحية أخری، تعرف حكومة قطر جيداً أن إيران لن تتسامح مع وجود أي نوع من الجواسيس والمخربين من حولها، وستوجه لهم ضربةً قاسيةً. ومن وجهة نظر إيران، فإن الحد الأدنى للمسافة بين المقرات الإرهابية والحدود الوطنية هو أكثر من 40 كيلومترا!
بالنظر إلى أن شبكة "إيران إنترناشيونال" التي تتخذ من لندن مقراً لها، هي شبكة إرهابية من وجهة نظر إيران، فإن التعامل مع مثل هذه الشبكات التخريبية واضح أيضًا.
ففي حال اقتراب أي من عملاء هذه الشبكة المعادية لإيران من معسكر المنتخب الإيراني لكرة القدم، سيتم تنفيذ العمليات اللازمة ضد العناصر الإرهابية، وفقًا للاتفاقيات المبرمة مع دولة قطر. ومصير هؤلاء هو مثل مصير الإرهابيين المجرمين الذين تجري حاليًا محاكمتهم في طهران، وسيرون قريبًا نتيجة أفعالهمم الغادرة.
إن اعتقال إحدى الشبكات المركزية لشبکة "إيران إنترناشيونال" الإرهابية أثناء الفرار من إيران من قبل إحدى التنظيمات الثورية الإيرانية، له رسالة واضحة للمجموعة التخريبية.
القوات الإيرانية اعتقلت الأسبوع الماضي إلهام أفكاري، عضوة عصابة نافيد، أثناء عبورها الحدود بشكل غير قانوني. لعبت هذه العصابة، إضافة إلى إرسال أخبار كاذبة وغير صحيحة إلى شبكة "إيران إنترناشيونال"، دورًا مهمًا في حملة نافيد لمقاطعة الرياضة الإيرانية!
وكان الغرض من هذه الحملة مقاطعة الرياضة الإيرانية برمتها، ومنع الرياضيين الإيرانيين من التألق في جميع أنحاء العالم. كان "نافيد أفكاري" قاتل محترف في مدينة شيراز الإيرانية، وارتكب الشر والقتل في هذه المدينة عبر تشكيل عصابة عائلية، وجری إعدامه نتيجة أعماله الإرهابية.
وإلى جانب اعتقال إلهام أفكاري، دمرت القوات الإيرانية عصابةً متعاونةً مع شبکة "إيران إنترناشيونال"، کانت تقدم موارد مالية لإنتاج محتوى معاد لإيران لهذه الشبكة.
وفي الأيام الأخيرة، تم نشر ملف صوتي من قبل صحفي في "بي بي سي" الفارسية(التلفزيون البريطاني الحكومي)، اعترفت فيه "رعنا رحيم بور" بأن شبكة "إيران إنترناشيونال" ليست وسيلةً إعلاميةً، ولكنها ذراع انفصالية في إيران.
وقالت هذه المذيعة التلفزيونية المناهضة لإيران، إن شبكة آل سعود هذه تطبِّع الصيغ الانفصالية والأعمال المسلحة، من خلال دعوة الإرهابيين. وبعد فترة وجيزة، بضغط مافيا وسائل الإعلام، تم طرد المذيعة الإنجليزية هذه بشكل احترافي.
ربما قريبًا سيتناول بعض أعضاء اللجنة الإعلامية في "عصابة نافيد"، مثل رعنا رحيم بور، العشاء الأخير ليس في الدوحة بل في لندن!