الوقت- كشف رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، أن حكومته تلقت تقارير أمنية "مفبركة" من تونس، تتحدث عن محاولة مجموعة ليبية اغتيال الرئيس التونسي قيس سعيد.
وأوضح الدبيبة، في حوار لإذاعة "موزاييك إف إم" التونسية، أن "جهات أمنية تونسية بعثت برسالة إلى السلطات الليبية، تدعي فيها أن مجموعة من ليبيا قادمة لاغتيال الرئيس سعيد".
وأشار إلى أنه اتضح بعد ذلك بأن "التقارير مفبركة" من أحزاب تونسية (لم يكشف عنها)، بهدف بث الفتنة بين البلدين".
ونوه إلى أن التقرير عن اغتيال سعيد، وضع بلاده في موقع المتهم، وأضاف:"لا يمكن أن نقبل اتهامات بزعزة استقرار تونس"، مشيرا إلى إرسال وفد لتوضيح الملابسات، وأنه تم تجاوز تلك الحادثة الآن.
وقال الدبيبة: "هناك تعاون كبير بين ليبيا ودول حوض المتوسط ودول الجوار في مجال مكافحة الإرهاب، والتعاون الأهم والأكبر في هذا المجال هو مع تونس، وهناك تنسيق كامل بين المخابرات وأجهزة مكافحة الإرهاب في البلدين".
ونفى الدبيبة”، أن تكون زيارته إلى تونس التي كانت مقررة في نيسان/ أبريل الماضي، قد أجلت بطلب من السلطات التونسية أو بطلب ليبي أو لأي سبب سياسي، مشيرا إلى أن ارتباطات قادة البلدين حالت دون الاتفاق على موعد محدد.
وأعلن الدبيبة، أن رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، ستزور ليبيا قريبا، وستعقبها زيارة له إلى تونس.
والعام الماضي، هاجم الدبيبة السلطات التونسية، بعد اتهام الأخيرة لبلاده أنها "تصدر الإرهاب إلى تونس".
وقال الدبيبة في آب/ أغسطس 2021: "بعض الدول الجارة اتهمتنا بأننا إرهابيون.. لكن العشرة آلاف إرهابي الذين دخلوا بلادنا من أين أتوا؟ أنتم الذين جلبتموهم لنا.. الإرهاب جاءنا من الخارج، وخصوصا في بعض الدول الجارة".
وتفاعل حقوقيون ونشطاء مع تصريحات الدبيبة، معربين عن استيائهم لما سموه «التطاول على تونس»، مستدلين باختيار الرد على تقارير إخبارية ووثائق مسربة لم يكن مصدرها السلطات التونسية.
وبلغة أكثر هدوءا يرى المكلف الإعلام باسم الاتحاد العام التونسي للشغل وهي من أكبر المنظمات النقابية، غسان القصيبي، أن ترويج الأكاذيب والأخبار المغلوطة في تونس كان سببًا لمهاجمة الدبيبة لتونس، في سياق الدفاع عن بلاده.
وأضاف إن تونس «تحتاج إلى علاقات طيبة مع جيرانها الجزائر، ليبيا، إيطاليا» داعيًا بعض الأصوات للكف عن نشر الأكاذيب والإشاعات وتشويه دول في إطار «لعبة الشقوق والمحاور».
وفي رد هجومي من بعض الإعلاميين التونسيين حيث اعتبروا أن الخبرة والحنكة السياسية خذلت الدبيبة بعدما تجنى وتحامل وتطاول على تونس، وإن أراد تسجيل نقاط لغايات انتخابية، فتهور لسانه وخرج عن الذوق الدبلوماسي.
من جانبه أوضح الباحث المختص في الشأن الليبي، رافع الطبيب أن «تونس دولة وشعبًا لم ترسل أي إرهابي إلى ليبيا الحبيبة. ليبيا العمق الاستراتيجي»، متهمًا في هذا الصدد حركة «النهضة» التونسية بأنها شحنت إلى «طرابلس قطيعًا من الإرهابيين».
وخاطب الدبيبة بألا يكون «ذراعًا تخريبية بيد أنقرة لأن في تونس جيشًا عصيًّا عن الاختراق».
واللافت من تفاعل أغلب النشطاء التونسيين أن كلا طرفي الأزمة السياسية سواء الموالين للرئيس قيس سعيد أو الرافضين لها اصطفوا في سياسة المحاور ردًّا على تصريحات الدبيبة.
وقال القيادي بحركة «النهضة»، وزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي في تدوينة له عبر حسابه الرسمي بـ«فيسبوك»، إن «توتير العلاقات مع ليبيا عن طريق الإشاعات والتراشق الإعلامي هو قمة العبث بالأمن القومي التونسي والتلاعب بقوت مئات الآلاف من التونسيين، وخاصة في الجنوب وأيضًا مصالح مئات الآلاف من الأشقاء الليبيين»، متسائلاً عن المستفيد من ذلك ولمصلحة من؟ جازمًا بأن الأمر لا يخدم مصلحة تونس وإنما مصالح جهات خارجية معادية.
وأشاد مسبقاً اتحاد القبائل الليبية في بيان، بـ«عمق العلاقات التاريخية والروابط الاجتماعية التي تربط الشعبين الشقيقين»، متوجهًا «بأسمى عبارات الود والاحترام والتقدير إلى الشعب التونسي الشقيق وقيادته الحكيمة». لكنه استطرد أن الشعبين، الليبي والتونسي، شعب واحد في دولتين، يتعرضان للإرهاب المدعوم من تركيا، على حد قوله.
أما وزير العدل الليبي الأسبق صلاح المرغني، فقد رفض مهاجمة أو إهانة دولة تونس قائلًا في منشور له، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «إن الليبيين والتونسيين، شعب واحد في دولتين».
وقبلها رد ما يسمى «تجمع قادة ثوار ليبيا»، على ما صدر عن الجانب التونسية عن تجنيد عناصر «دواعش» في ليبيا من أجل زعزعة الأمن في تونس، بأنه اتهام الباطل وتلفيق وأكاذيب.
وكان المكتب الاعلامي لعبد الحميد الدبيبة أفاد ان رئيسة الحكومة نجلاء بودن اجرت الأربعاء الماضي ، مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة. وأن هذه المكالمة تمحورت حول متابعة العلاقات الثنائية بين تونس وليبيا.
وقد تقدّمت بودن خلال الاتصال بالشكر للدبيبة وللشعب الليبي على وقوفهم المستمر مع الشعب التونسي.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الليبي عمق العلاقات بين البلدين، والموقف المتميز للشعب التونسي وحكومته خلال المراحل التي مرت بها ليبيا.