الوقت- استكمالاً لمنهج التطبيع الذي بدأه العدو الصهيوني مع العديد من الدول العربية لأخذ اعترافات رسمية بوجوده، يتابع الكيان الغاشم سعيه في تعميم الاعتراف به في جميع القطاعات وبالذات القطاع الرياضة، جاهداً حصد "تطبيع رياضي" الا أنه يواجه صفعات متتالية من قبل الكثير من اللاعبين الرياضيين الشرفاء في العالم العربي والعالم، وها نحن بعد أيام قليلة سنشهد انطلاقة لكأس العالم ومن المقرر أن يرفرف العلم الفلسطيني في سماء قطر اثناء بطولة كأس العالم، لكن ماذا عن مشاركة اللاعبين الإسرائيليين؟ في هذا الصدد أجرت مراسلة موقع الوقت الإخباري التحليلي مقابلة مع الإعلامي الرياضي أدهم سلامة، حيث تناولت المقابلة الجوانب التالية :
الوقت: منذ متى بدأ اللاعبون العرب مقاطعة المنافسات التي يواجهون بها الرياضيين الاسرائيليين؟
أدهم سلامة : أبناء الجزائر هم المبادرون إلى الانسحاب من مواجهة المحتلين، وبدأ ذلك عام 1991 حينما رفض بطل إفريقيا في الجودو مزيان دحماني المشاركة في بطولة العالم للجودو في برشلونة بعد أن أوقعته قرعة الدور الأول أمام منافس إسرائيلي، وتكرر الأمر عام 1992 من اللاعب الجزائري نفسه في دورة الألعاب الأوليمبية التي جرت في إسبانيا، وفي عام 2003، رفض مصارع الجودو الجزائري عمر رباحي مواجهة منافس من (إسرائيل) في بطولة العالم، ما سمح للأخير بمواصلة المنافسة، فيما خرج رباحي مبكرا منها.
ولا ننسى أيضا لاعب الجودو وبطل إفريقيا الجزائري فتحي نورين الذي كسب إعجاب الملايين حينما انسحب من دورة الألعاب الأولمبيّة، لتفادي مواجهة لاعب "إسرائيلي"، ليدفع غاليًا ثمن موقفه الأخلاقي والوطني بإيقافه 10 سنوات كاملة، الأمر الذي أجبره على الاعتزال، وسار على الدرب أبطال من الكويت والسودان والأردن وبعض البلدان الأخرى.
الوقت: كيف تصفون ردود أفعال الحكومات العربية حيال حالة الرفض هذه؟
أدهم سلامة : الأنظمة العربية - باستثناء بعض الدول الداعمة بشكل علني للقضية الفلسطينية- هي أنظمة تعمل تحت السقف الأمريكي ولا تستطيع الخروج بالموقف الشجاع المؤيد والداعم لمواقف أبطالها من الرياضيين الشرفاء الذين يرفضون التطبيع الرياضي وينسحبون من بطولات عالمية, ردود أفعال الحكومات العربية تجاه أبنائها هي أفعال غير مسؤولة ولا تمت للعروبة بأي صلة ومواقف سيلعنها التاريخ والأجيال القادمة.
الوقت: ما هو الرأي العام العربي حيال ذلك؟ وبماذا يؤثر على العدو؟
أدهم سلامة: الرأي الشعبي العربي يقف موقف مشرف ونلاحظ استقبال الرياضيين الأبطال في بلدانهم ونتابع التضامن الشعبي من الشعوب الحية مع القضية الفلسطينية، مواقف مشرفة من شعوبنا العربية والذي تحرج بذلك أنظمتها وحكوماتها وتجبر العالم على احترام القضية الفلسطينية بهذا التفاعل العربي أمام رفض التطبيع الرياضي، ويؤثر على العدو بأن ظاهرة مقاطعة اللاعبين العرب، ورفضهم مواجهة لاعبين صهاينة في الأولمبياد أو المحافل الدولية هو مؤشر على إفلاس التطبيع مع الدول العربية.
الوقت: ما الذي حققته مقاطعة الرياضيين "الإسرائيليين" لفلسطين؟
أدهم سلام : الذي يتحقق هو إعادة توجيه البوصلة من جديد للقدس وفلسطين بأن هنالك شعب محتل في فلسطين يستحق الحياة من خلال البوابة الرياضية حول العالم، ليعرف العالم أكثر عن هذه القضية من خلال انسحاب الأبطال العرب من مواجهة صهاينة ورفضهم لذلك.
الوقت: إن كان لديكم ما تضيفونه بهذا الخصوص فتفضلوا؟
أدهم سلامة : لا يترك الرياضيون العرب مناسبة إلا ويعبرون من خلالها عن موقفهم بشكل لا يقبل التأويل تجاه مهزلة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، فرفض مواجهة من يحتلون فلسطين وينعمون بخيراتها، أصبح هو السمة السائدة والقاعدة الراسخة رغم سيف التهديد الذي تلوّح به الاتحادات الرياضية الدولية.
بكل شجاعة ومسؤولية، ما زال الأبطال العرب على مدى العقود الماضية ينسحبون من مواجهة منافسين صهاينة، إيمانًا منهم بأن مجرد الوقوف إلى جانبهم هو اعتراف ضمني بكيانهم الذي يغتصب الأرض ويقتل الشعب الفلسطيني ليلًا ونهارًا بلا حسيب أو رقيب، ونتمنى من الأبطال أن يخلدهم التاريخ بمواقفهم المشرفة.