الوقت- منذ بداية العدوان السعودي على اليمن مارست السعودية التعالي والغطرسة في عدوانها على اليمن رغم التحذيرات التي صدرت من قبل قيادة أنصار الله بأن العدوان الظالم الذي شنته السعودية على اليمن دون أي مبرر لن يجني على السعودية الا عواقب وخيمة، السعودية استمرت في عدوانها على الشعب اليمني وخلال فترة عدوانها تلقت ضربات موجة في عمقها الاستراتجي، حيث أدركت السعودية أن القيادة في اليمن وبعد كل التحذرات التي وجهتها للسعودية لن تسمح للعدوان السعودي أن يسرح ويمرح في اليمن كيفما يشاء، بل إن هناك تطورا في السلاح وفي التصنيع العسكري وإ القوة الصاروخية اليمنية على أتم الاستعداد وجاهزة للدفاع عن اليمن وعن الشعب اليمني أمام آلة القتل السعودية.
في هذا السياق وبعد الضربات التي وجهتها القوة الصاروخية للعمق السعودي وخاصة للمعسكرات والمنشأت النفطية، قبلت السعودية بالهدنة ومددتها لعدة مرات متتالية، من خلال ذلك يتبين أن الحروب قد تخضع لتحولاتٍ حادّةٍ تؤثر في مساراتها مهما كانت إمكانات العدو كبيرة، وهذا ما حصل بالفعل في اليمن ،فإضافة إلى تعقيد ظروف الحرب نفسها، واستطالة أمدها، فإن التحالف السعودي وبعد ثماني سنوات من العدوان على اليمن لم يعد أمامه الا القبول بالواقع الذي فرضة أنصار الله والقوة الصاروخية في اليمن، فصوت التعالي الذي كانت تتعامل به السعودية في بداية عدوانها على اليمن انخفض بشكل كبير بسبب الهزائم التي تلقتها في كل الجبهات اليمنية وهذا بالفعل ما يمكن مشاهدته خلال الايام الاخيرة، حيث يوكد مسؤلون يمنيون أن هناك تفاوضاً يتم تحت الطاولة تحاول من خلاله السعودية الحد من الضربات التي من المحتمل أن تتلقاها على أيدي رجال القوة الصاروخية اليمنية وخاصة بعد فشل تمديد الهدنة مباشرة عقب انتهائها.
وفد سعودي يصل إلى صنعاء.. ما هي الدلالات؟
شهدت الأيام الماضية عبر وسائل الإعلام العربية والعالمية العديد من التحليلات حول مصير الحرب في اليمن وخاصة أنه خلال الأيام الماضية لم يتم الإعلان عن تمديد الهدنة بعد انتهائها وفي ظل التحليلات السياسية التي ضجت بها وسائل الإعلام تم التصريح بوصول وفد سعودي إلى العاصمة اليمنية صنعاء بالتزامن مع وصول وفد من هيئة شؤون الأسرى التابعة لحركة أنصار الله إلى العاصمة السعودية الرياض، لبحث ملف تبادل الأسرى بين الجانبين.
في هذا السياق قالت مصادر عربية مطلعة، إن "هذه الخطوة تأتي لإعادة بناء الثقة بين الجانبين السعودي واليمني".والتقى الوفد السعودي الذي يزور صنعاء، أسرى التحالف العربي الذي تقوده المملكة، لدى حركة أنصار الله". وما تجدر الإشارة الية أن وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في صنعاء، نشرت صوراً للوفد السعودي الذي يضم ثلاثة ضباط، مع 10 أشخاص يرتدون الزي اليمني، يُعتقد أنهم أسرى من الجيش السعودي في مكان احتجازهم.
من جهةٍ اخرى وبصورة رسمية نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة لحركة أنصار الله ، عبد القادر المرتضى، قوله: "استقبلنا وفداً فنياً سعودياً، والهدف من زيارتهم الاطلاع على أحوال أسراهم التابعين لهم الموجودين لدينا، وأيضاً مطابقة الأسماء في الواقع، والتأكد منها والتمهيد لإجراء عملية تبادل في المستقبل القريب".
الهدف من الزيارة
أشار رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة لحركة أنصار الله ، عبد القادر المرتضى إلى أن الزيارة جاءت "حسب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في مارس المنصرم عبر الأمم المتحدة"، معرباً عن "الأمل في أن تكون هذه الزيارات المتبادلة بوابة للوصول إلى حل شامل لهذا الملف الإنساني".ولفت إلى أن فريقاً فنياً من لجنة شؤون الأسرى التابعة لحركة أنصار الله قام بزيارة إلى سجون السعودية للاطلاع على أحوال أسرى أنصار الله لدى المملكة، ومباينة الأسماء ومطابقتها مع الواقع من داخل السجون، والاطلاع على أحوال الأسرى والاطمئنان عليهم.
من جهةٍ اخرى قال رئيس الوفد السعودي سالم الحربي، لـ "أنصار الله": "أشكركم -باسمي ونيابةً عن زملائي- على حسن المعاملة مع أسرانا، ونشكركم على حسن الاستقبال والضيافة، وهذا غير مستغرب منكم فأنتم أهل الكرم، وزملاؤكم الذين وصلوا للمملكة هم إخواننا وأهلنا، ومكانهم فوق الرأس".في السياق نفسه كان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قال: إن مساعي تمديد الهدنة في اليمن لا تزال قائمة، مضيفاً إن الحوار مع إيران لم يصل إلى نتائج ملموسة بعد، بانتظار جولة محادثات سادسة.واعتبر بن فرحان، أن قرار تحالف "أوبك" خفض إنتاج النفط الخام "اقتصادي بحت"، ويأتي ذلك بموازاة تصريحات أمريكية عن ضرورة إعادة تقييم العلاقات مع المملكة.
غرض الزيارة أبعد مما هو معلن
علق الصحفي المعروف صلاح السقلدي على وصول وفد سعودي الى العاصمة صنعاء وقال السقلدي في تغريدة له على تويتر:وفد سعودي في صنعاء لبحث ملف الأسرى.. غرض الزيارة أبعد مما هو معلن، وخصوصا أن وفدا من أنصار الله يزور السعودية .
واضاف قائلاً: ثمة طبخة مجهولة تنضج على نار هادئة..يعلم الله ايش قد قالوا لهم.
هذا وأكدت حركة أنصار الله يوم الأربعاء، 12/تشرين الأول/2022، وصول وفد سعودي إلى العاصمة اليمنية صنعاء.
وأكدت الحركة أن الوفد السعودي وصل صنعاء بالتزامن مع وصول وفد من أنصار الله إلى السعودية. وهنا تجب الإشارة ايضاً إلى ما علق به وزير الخارجية اليمني الأسبق، والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي الحاكم سابقاً، عبدالكريم القربي، على الزيارات المتبادلة بين أنصار الله والسعوديين.
حيث قال القربي عبر حسابه على "تويتر": إن تبادل الزيارات في هذه الأثناء بين التحالف وأنصار الله لبحث ملفات مكملة لاتفاقية الهدنة دليل على أن الطرفين قد تجاوزا الكثير من نقاط الخلاف التي تهمهما، ووضعا أسس الحل والضمانات".وأضاف، أنه "لم يبق لنا إلا انتظار أسلوب إعلان الاتفاق".
من جهةٍ اخرى يشار إلى أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، قال يوم الثلاثاء الماضي: إن الرئيس جو بايدن يشعر أنه ينبغي إعادة تقييم العلاقات مع السعودية، بعد قرار تحالف "أوبك" خفض إنتاج النفط.أما وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، وعضو لجنة الأسرى في الحكومة اليمنية، ماجد فضائل، قال:"هناك ترتيب لزيارات متبادلة بين الأخوة الأشقاء (في إشارة إلى السعودية) والحوثيين، وذلك بشأن أسماء الأسرى في صفقة التبادل المرتقبة".
ويرى محللون أن الزيارات المتبادلة بين الجانبين السعودي واليمني "أنصار الله" تقرب العلاقة وعودة الثقة، في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية الأخيرة، وخصوصاً قرار أوبك خفض إنتاج النفط الخام، الذي أثار حفيظة الأمريكان، وتحذيرهم للسعودية باعادة تقييم العلاقات، واتهامهم للسعودية بالاصطفاف إلى جانب روسيا.
السعودية قررت الافراج عن أسرى حركة حماس
في ظل الحديث على أن الهدف المعلن من زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء هو موضوع الأسرى اليمنيين والسعوديين قررت السلطات السعودية، ايضاً الإفراج عن ممثل حركة حماس سابقاً في المملكة وهذا طرح العديد من التساؤلات هل هي مجرد صدفة أم إن موضوع الافراج عن أسرى حماس المعتقلين لدى السعودية كان أيضاً مطروحاً ضمن قائمة الأسرى اليمنيين لدى السعودية؟
في الحقيقة عندما نرجع بالذاكرة قليلاً إلى الوارء نرى أنه كان قد صرح قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي مرات عديدة وطالب السعودية بالافراج عن أسرى حماس في السعودية، بل إنه ذهب في السابق لإكثر مما هو ذلك حيث أبدى استعداده للإفراج عن الطياريين السعوديين الاسرى في اليمن مقابل الافراج عن الاسراى من أبناء حركة حماس الذين إعتقلتهم السعودية، ولكن السعودية في ذلك الوقت رفضت ذلك في حين أن المبادرة التي أطلقها في ذلك الوقت قائد حركة أنصار الله لقيت ترحيباً كبيراً وشكراً لقائد حركة أنصار الله من قبل حركة حماس واعتبرت حركة حماس ذلك موقفاً ايجابياً من اليمنيين وتعبيراً صادقاً عن إخلاصهم و وقوفهم إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني .
في النهاية يمكن القول ان السعودية التي تكبرت في بداية عدوانها على اليمن ورفضت جميع المبادرات التي قدمتها حركة أنصار الله في اليمن ها هي اليوم ترسل وفداً سعودياً إلى العاصمة اليمنية صنعاء بطائرة مدنية وبتنسيق من قبل حركة أنصار الله التي فرضت قوتها وأخضعت السعودية للقبول بالواقع وأن المعادلة تغيرت تماماً. من جهةٍ اخرى لامجال للشك أن الهدف من الزيارة إلى صنعاء ليس فقط موضوع ملف الأسرى بل إن هناك ترتيبات اخرى تتم بين حركة أنصار الله والسعودية لم يتم الاعلان عنها بشكل رسمي إلى الان.