الوقت - أثناء حضوره حفل تخريج مجموعة جديدة من ألوية الحماية الرئاسية، أكد مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني، أن الجيش اليمني أثبت مرةً أخرى أن اليمن مقبرة للمعتدين.
وأوضح رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني، أن أداء الجيش في جميع العمليات مع القوات المعتدية کان بطولياً، وقال: نحن في وضع يسمح لنا بالدفاع عن بلدنا. نحن لا نشكل تهديداً لأحد سوی من يتآمر على بلدنا. وقواتنا المسلحة تبحث عن من يفكر في التهام بلادنا وإن شاء الله نكتب نهايته. نكرر نصيحتنا للقوات المعتدية ونؤكد أن تكلفة السلام أقل بكثير من تكلفة الحرب.
وأعلن هانز جروندبرج، المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن، مؤخرًا أن وقف إطلاق النار في اليمن، الذي كان ساري المفعول منذ أبريل، قد تم تمديده حتى 2 أكتوبر.
وفي هذا الصدد، قال علي الدرواني، الكاتب والصحفي اليمني إنه لا يخفى على أحد أن الهدف من وقف إطلاق النار هو تلبية الاحتياجات الإنسانية، وتخفيف الحصار، وإعادة فتح مطار صنعاء، وإزالة بعض القيود على الواردات عبر ميناء الحديدة، وخاصةً الوقود، وفتح الباب أمام خيارات الحل السياسي والتدريجي لتحقيق السلام الدائم والشامل.
وأضاف: لكن كانت هناك حاجة لتوسيع المساعدات الإنسانية ورحلات مطار صنعاء وعدد السفن النفطية وعدم اعتراض شحنات الوقود، وذلك وفق مبدأ التدرج في السلام.
وأوضح الناشط اليمني أن السعودية أصرت على تقليص هذه القيود والمساعدات الإنسانية التي تهدد وقف إطلاق النار. لذلك، تدخل الوسطاء الدوليون، وخاصةً سلطنة عمان، لإدراج شروط وقف إطلاق النار السابق في التمديد الحالي. وقبل اليمن التمديد وننتظر حسن نية السعودية، وقدرة الوسطاء على الوفاء بحقوق الشعب اليمني في هذين الشهرين.
وتابع السيد الدرواني أنه لا يمكن أن تكون هذه الهدنة بديلاً، فالهدف المنشود لليمنيين، كما يؤكد السيد عبدالملك حفظه الله، هو تحرير كامل أراضي اليمن من أيدي الغزاة والمحتلين، واستعادة السيادة الكاملة وإنهاء العدوان والحصار. ولكن إذا كانت نوايا الطرف الآخر صحيحةً، فيمكن أن تتحول هذه الهدنة تدريجياً إلى هدنة دائمة.
وقال: ولتحقيق السلام الذي يستحقه اليمنيون وينتظرونه بفارغ الصبر، يجب أن تكون هناك طاولة مفاوضات يمنية يمنية لبناء دولة قوية وتنميتها، بعد إعادة البناء وتعويض الأضرار التي سببتها الحرب والعدوان.
وصرح الناشط اليمني أن هذه مجرد آمال وأحلام، والواقع للأسف، على الأقل في الأفق المنظور، ليس سوى تحضير لجولة جديدة من الحرب والعدوان. ويجب أن يعلم التحالف المعتدي أن اليمنيين لم يناموا في فترة وقف إطلاق النار وهم مستعدون لكل الاحتمالات، ومن يقرر القتال يجب أن يتحمل العواقب.
وقال الکاتب علي الدرواني إن هناك عقبةً كبيرةً، وهي أوهام الطرف الآخر، الذي يعتقد أن الوضع الإنساني السيء يمكن أن يحقق ما لم تحققه الحرب العسكرية والحصار والقيود الاقتصادية، ويتسبب في استسلام تدريجي لليمنيين. لذلك، يستمر تحالف العدوان في استغلال الوضع الإنساني، ولا يسعی إلى سلام دائم وحل سياسي نهائي.
وأضاف: يريد بايدن تحقيق أحد وعوده في حملته الانتخابية بوقف الحرب في اليمن، فيما تستمر الإدارة الأمريكية في تبني المواقف السعودية، وهذه التصريحات هي مجرد مثال على "الخداع". أمريكا تريد الهروب من الجرائم الإنسانية ومشاركتها في عدوان وحصار اليمن، ولکن محاولة أمريكا الظهور كحمامة سلام وداعم إنساني لن يخدع الشعب اليمني.
وذکر الدرواني أن هذا العدوان كما وصفه اليمنيون منذ البداية "عدوان أمريكي-سعودي"، ومن أسباب ذلك تعاونهم مع السعودية على مستوى التنسيق العسكري والاستخباراتي. کما أنه لأمريكا دور بارز في جميع الجرائم المرتكبة بحق النساء والأطفال في اليمن، وتحويل صنعاء إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم، حسب منظمات دولية.
وقال: كلما أرادت الرياض أن تلعب دور الوسيط، لم تستطع ... لعدة أسباب. أولاً: هي التي جلبت القتل والتجويع لليمنيين، وثانياً: لم يستطع مرتزقتها تحمل مسؤولية مواجهة القوى الوطنية دون مشاركتها المباشرة. واليوم لا تزال الرياض تحاول ترك مرتزقتها في الميدان للعب دور الوسيط، لكنها تفشل باستمرار في القيام بذلك.
وصرح السيد الدرواني أنهم يفشلون في مواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية بل إدارة جبهتهم. وكثيرًا ما نلاحظ أن هناك صراعًا بين قواتهم، وهو ما رأيناه هذه الأيام في شبوة وقبل ذلك في عدن وأبين وحضرموت. أما تحويل الأزمة إلى أزمة يمنية - يمنية، دون تدخل سعودي، فهذا في حد ذاته سيكون انتصارًا كبيرًا لصنعاء، لأن اليمن يريد دائمًا حل الخلافات اليمنية دون تدخل خارجي.
وختم بالقول: لكن لا يمكن للرياض أن تترك اليمن، وحقيقة أن السعودية تريد أن تلعب دورًا خفيًا وتنسحب من المواجهة المباشرة، تعني هزيمةً ساحقةً للسعودية. وفي هذه الحالة سيكون من الأسهل سحق مرتزقتها أيضاً.