الوقت- عدوان تلو الآخر يشنّه كيان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ودائماً ما كان هناك تضامن عربي وإسلامي واسع معها، ولكن اليوم كان هناك لحن آخر من بعض الدول العربية المطبعة مع كيان الاحتلال، بيانات بخصوص العدوان كانت خالية من كل شيء أي مثل الحليب الخالي من الدسم، ومن يقرؤها يهيأ له أن الفلسطينيين هم من اعتدوا على كيان الاحتلال الإسرائيلي وليس العكس، ما دفع المتحدث باسم حرکة الجهاد الإسلامي داوود شهاب ليؤكد أن المعركة الحالية قد تستمر أسابيع وأن الحركة لا تعوّل على دعم الأنظمة التي تطبع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي ولا ترجوا منها خيراً. بل تعوّل على دعم الأُمة الاسلامية ومحور المقاومة وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
موقف حركة الجهاد الواضح والصريح من الدول المطبعة جاء بعد النهج الاحتيالي الذي قامت به هذه الدول تجاه القضية الفلسطينية، فهي لا تدعم القضية الفلسطينية لا في فترة السلّام ولا في فترة الحرب، وكانت تستغل الملف الفلسطيني لتمرير أجنداتها، مثلاً هي التي قالت إنها طبعت مع الاحتلال لدعم فلسطين ووقف الاستيطان وفك الحصار عن غزة! وخلال عامين زاد الاستيطان وهذا ثاني عدوان يشن على قطاع غزة ولا تقف ضده ولا تعمل على إيقافه وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، وخلال الفترة الماضية أرسلت عدة طائرات تحمل مساعدات إلى كيان الاحتلال سواء في فترة جائحة كورونا وما بعدها، إضافة إلى أن بعض الخبراء يؤكدون أن هناك دولا عربية عرضت أن تدفع الأموال مقابل قيام كيان الاحتلال بتدمير المقاومة بشكل كامل في قطاع غزة، وشجعته على ذلك وقدمت له بعض المعلومات الحساسة، فكيان الاحتلال يقصف ويقتل ويعتقل الفلسطينيين، والعرب يعتقلونهم في الدول العربية التي يقيمون فيها، بل يطردون من العمل كل عربي يتضامن مع فلسطين وقضيتها.
مقابل هذا الخذلان كانت هناك مواقف مهمة من دول محور المقاومة وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أكدت أنّ مِن حقِ الشعب الفلسطيني الدفاعَ عن نفسِه وشددت على أنّ كيانَ الفصلِ العنصري الصهيوني يتحملُ المسؤوليةَ كاملةً عن هذه الجريمةِ والعدوان على الفلسطينيين. كما أكدت سوريا على استمرار دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني محملة كيان الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التصعيد في قطاع غزة ومطالبة بمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين الذين اعتادوا ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
أما وزارة الخارجية اليمنية في صنعاء فقد أدانت بأشد العبارات العدوان الصهيوني، وأكدت على حق الشعب الفلسطيني المشروع في اتخاذ ما يراه مناسباً من خيارات الرد والدفاع عن النفس ومقاومة العدو الصهيوني المحتل، وعبّرت عن تضامن الجمهورية اليمنية قيادة وشعباً مع الشعب الفلسطيني الشقيق ومباركة نضالاته، وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، أما الجزائر فقد دانت العدوان على غزة بشدة ووصفته بالإجراء الغاشم وأعربت عن قلقها من التصعيد.
وفي تونس عبّرت وزارة الخارجية عن إدانتها للعدوان، ودعت المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته إزاء الفلسطينيين. كما دانت العديد من الأحزاب والمنظمات الإسلامية والدولية العدوان الأخير على غزة وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على كيان الاحتلال لوقف جرائمة المتكررة بحق المدنيين، حيث حملت منظمة التعاون الإسلامي كيان العدو المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا التصعيد الخطير، داعيةً المجتمع الدولي، وخصوصاً مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياته في وقف هذا العدوان الإسرائيلي الظالم وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
هذه المواقف تؤكد بما لا يقبل للشك بأن الشعب الفلسطيني ليس وحده أمام آلة الحرب الصهيونية، وأن هناك العديد من الدول العربية والإسلامية تقف إلى جانبه وتدعم مقاومته بكل الوسائل المشروعة سواء إنسانياً ومالياً ووصولاً إلى الدعم العسكري واللوجستي والتقني، وبالتالي هذه المقاومة ما كانت لتكون بهذه القوة والصلابة والصمود أمام كيان الاحتلال لولا الدعم اللا محدود من هذه الدول، وهذا الدعم يعتبر وسام فخر على صدور جميع الداعمين لانه مقدم لشعب يضحي من أجل قضيته منذ عقود ويقدم لها الغالي والنفيس، بوجه كيان الاحتلال الذي هو أوهن من بيت العنكبوت، وبالتالي زواله أمر حتمي وليس ببعيد وخصوصاً مع توحّد ساحات المقاومة وقوة محورها وعدم انكسار كلمتها وكلمة داعميها، وتبقى الدول الداعمة للمقاومة هي الأكبر ولها الكلمة العليا في وجه كل التكتلات والدول الطفيلية التي تدعم وتطبع مع الكيان الصهيوني.