الوقت - النصف الشرقي من محافظة دير الزور(شرق نهر الفرات) من المناطق الخاضعة لسيطرة ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية(الميليشيات الكردية)، لكنها في الواقع من المناطق الرئيسية التي يحتلها الأمريكيون في سوريا.
يتسم شرق نهر الفرات بأهمية خاصة لوجود موارد نفطية وغازية وفيرة، وباحتلال هذه المنطقة المهمة وبناء عدة قواعد عسكرية، ينهب الأمريكيون ثروات الشعب السوري علانيةً.
"كونيكو، العمر، التنك، غواري، سيجان، جرينوف، الأزرق، قهار 1، قهار 2، غلبان، الجفرة، يونس، الشعيطات، أبو حردان، الشديحة، الكشمة، الكشمة الجنوبية و ..."، تعتبر أهم حقول النفط والغاز المحتلة شرق محافظة دير الزور.
واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لدى مصادر ميدانية، فإن عدة شركات أمريكية ومتعددة الجنسيات تقوم باستخراج النفط وبيعه في شرق نهر الفرات، وتقوم عناصر من الجيش الأمريكي بحماية حقول النفط جنباً إلى جنب مع المليشيات الكردية.
يعتبر حقل العمر النفطي من المصادر الرئيسية والأغنى في شرق نهر الفرات، كما أن المزيد من الاستخراج من هذا الحقل وغيره من الحقول النفطية في المنطقة بأسرع وقت ممكن، موضوع على أجندة القوات الأمريكية.
وتفيد التقارير بأن الأمريكيين يحاولون تسريع عملية استغلال واستخراج الحقول النفطية الأخرى شرق محافظة دير الزور، بما في ذلك "سيجان، والتنك، وكونيكو وغيرها"، بمساعدة شركات متعددة الجنسيات مقارنةً مع ماضي.
وحسب مصادر ميدانية، فقد حصلت عناصر الميليشيات الكردية في السنوات الأخيرة على حصص من حقول النفط شرق نهر الفرات مقابل تعاون وخدمات للأمريكيين، وجزء من ربح بيع النفط المنهوب يدفع لهم.
وجلب الربح من بيع النفط دخلاً كبيراً لقادة الميليشيات الكردية، وهم غير مهتمين بالتخلي عن هذه الثروات الفلكية ويحاولون الحفاظ على دخلهم بأي شكل من الأشكال.
وبناءً على المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن ما تسمى عناصر سوريا الديمقراطية يبيعون كميات كبيرة من الذهب الأسود المنهوب في العراق وتركيا يوميًا بأقل من السعر العالمي، وهذه القضية جذابة للغاية للمشترين.
وفيما يستمر نهب وبيع الثروات النفطية شرق نهر الفرات، أعلن قادة المليشيات الكردية أنهم يواجهون مشاكل مالية وغير قادرين على تقديم الخدمات لأهالي المناطق المحتلة، وهذه كذبة واضحة وفقاً لمصادر ميدانية.
حالياً، يتواصل استخراج موارد الطاقة شرق الفرات دون انقطاع، وترسل كميات كبيرة من النفط يومياً من قبل القوات الأمريكية والمليشيات الكردية لبيعها في أسواق المنطقة.
ولا ينبغي أن ننسى أنه حتى نهاية عام 2010، كانت الحكومة السورية تصدر ما لا يقل عن 250 ألف برميل نفط يوميًا من مختلف الحقول، وخاصةً شرق الفرات، إلى دول مختلفة، وهذا المبلغ من المبيعات کان يعادل 20٪ من الدخل السنوي لهذا البلد. لكن مع بداية الأزمة عام 2011، فقدت السيطرة على عدد كبير من مصادر الطاقة هذه(في محافظات دير الزور والحسكة وحمص) في فترة 4 سنوات.
تم تنفيذ عمليات النهب الهادفة لحقول النفط السورية لأول مرة(أواخر 2013) من قبل تنظيم داعش الإرهابي، وبالطبع بدعم واسع من الأمريكيين وتنسيق من أنقرة، ويومياً تتجه آلاف الشاحنات من مناطق الشرق النفطية(وخاصةً محافظة دير الزور) باتجاه الحدود المشتركة مع تركيا، ويتم تفريغ شحنات النفط.
في تلك الفترة، احتل تنظيم داعش الإرهابي مناطق واسعة من سوريا، وأتاح احتلال طريق الجنوب إلى الشمال نهب النفط وإرساله إلى تركيا عبر محافظة حلب دون أي مشکلة، والحصول على دخل كبير.