الوقت- صفعة جديدة يتلقاها كيان الاحتلال الإسرائيلي من الرياضيين العرب.. هذه المرة جاءت من اللاعب الجزائري أحمد توبة الذي رفض الذهاب إلى عاصمة كيان الاحتلال الإسرائيلي تل أبيب مع فريقه إسطنبول باشاك شهير التركي لمواجهة نادي مكابي نتانيا الصهيوني، في إياب الدور التمهيدي من مباريات دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم، وذلك بعد رفضه المشاركة في لقاء الذهاب أيضاً الذي كان في إسطنبول الأسبوع الماضي.
ونال المدافع الجزائري اشادة كبيرة من العالمين العربي والإسلامي، حيث اعتبر قراره رجولياً وبطولياً وصفعة بوجه كيان الاحتلال والمطبعين معه، وتاكيداً على أن الشعوب الحرة لن تنساق وراء التطبيع والمطبعين ولن تقبل بأي مساس بالأراضي الفلسطينية المحتلة ولن تتخلى عن الشعب الفلسطيني ومقاومته.
كيان الاحتلال الإسرائيلي والمطبعين معها اعطوا الإيعاذ للذباب الإلكتروني للهجوم على توبة، حيث بدؤوا بكيل الشتائم له واستخدام العبارات العنصرية واتهموه بمعاداة السامية، ويعتبر هذا الاتهام مضحكاً جداً، لأن التاريخ يقول أن اليهود ساميون والعرب أيضاً ساميون فكيف يُعادي الشخص نفسه أو عرقه؟ ولكن يبقى هذا الاتهام هو وسيلة الهجوم الأبرز التي يستخدمها الصهاينة ضد كل من يقف أمام مشاريعهم واحتلالهم للأراضي الفلسطينية وتدنيسهم للمسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حقوق الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني والشعب السوري في الجولان المحتل والشعب اللبناني في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
موقف اللاعب أحمد توبة لم يكن وليد اللحظة أو وليد نفسه، بل هو بسبب تراكمات تم البناء عليها في نفوس الشعب الجزائري، وخصوصاً أن الحكومة الجزائرية لديها موقف واضح وصريح من كيان الاحتلال الإسرائيلي موقف يرفض هذا الكيان ويدعم الشعب الفلسطيني حتى يستعيد ارضه المسلوب وحقه المنهوب، وهو ما يؤكد أن للحكومات دور في توعية الشعوب وتوجيه قرارها وبوصلتها نحو النقطة الصحيحة، وعلى الرغم من تطبيع بعض الدول سياسياً، إلا أن شعوبها لا تزال حتى الآن ترفض هذا الكيان اللقيط، مثل مصر، فمنذ التطبيع المصري في كامب ديفيد عام 1978 إلا أن الشعب المصري حتى الآن يرفض كيان الاحتلال ويرفض التعامل معه، ويعتبر أن كل من يتعامل مع كيان الاحتلال هو مجرم بحق المسلمين، أما الحكومة الأردنية التي طبعت في عام 1994 في اتفاقية وادي عربة، فلا يزال الشعب الأردني حتى اليوم يرفض هذا التطبيع ويرفض التعامل مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ودائماً ما يخرج بتظاهرات ضد أي قرار في التعامل مع تل أبيب.
الشعوب العربية لا تزال ترفض أي محاولة من محاولات التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي حتى وإن كانت رياضية أو ما دون ذلك، لأنها تعتبر أن الرياضة والفن وحتى التقابل في الألعاب الإلكترونية عن بعد، هي أمور ستفيد كيان الاحتلال بأن يعتبر نفسه شيئاً طبيعياً في المنطقة، ولذلك الشعوب العربية ترفض أن تعطيه هذه الشرعية لأن وجوده السرطاني لن تعززه هذه الأمور وبالتالي الرفض المستمر له يبقيه في حالة عزلة رغم كل محاولات إضفاء الشرعية له، والتي تقوم بها للأسف بعض الدول العربية المطبعة حديثاً معه، حيث تحاول أن تظهر على شاشاتها المسؤولين الصهاينة ليعطوا وجهة نظرهم بالقضايا العربية، أو التسويق للموسيقا الصهيونية أو الأفلام والمسلسلات، ولكن الشعوب العربية هي أوعى وأقوى من جميع هذه المحاولات التطبيعية لأنها تعرف تماماً السبب الخفي خلفها وبالتالي ترفض أن تعطي الكيان الصهيوني ما يريده من هذه المحاولات وتؤكد أنها تقف مع الشعب الفلسطيني ولن تتخلى عنه.
للأسف يتعرض الرياضيون العرب والمسلمون للضعوطات سواء من دولهم أو من اتحاد كرة القدم الدولي الفيفا أو الإتحاد الأوروبي بهدف إجبارهم على اللعب مع اللاعبين الصهاينة أو ضد الأندية الصهيونية، ولكن يضحي هؤولاء اللاعبين بالمال والفرص للإحتراف في الأندية الكبيرة مقابل احترامهم ودفاعهم عن حقوق وتضحيات الشعب الفلسطيني، إضافة إلى أنهم يرفضون المغريات التي تقدم لهم مقابل هذا الأمر، وفي الشهر الثالث من هذا العام خرج لاعب الاسكواش المصري علي فرج، ليؤكد أن خلط السياسة بالرياضة بات ممكناً وذكر بمعاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت ظلم الاحتلال منذ أربعة وسبعين عاماً، وذلك بعد أن خلط الاتحاد الأوروبي الرياضة بالسياسة باستبعاده للأندية واللاعبين الروس بعد الحرب في أوكرانيا، وقبل فرج كان هناك اللاعب المصري محمد ابو تريكة الذي تعرض للعقوبات بسبب تضامنه مع أهالي غزة، وبعده أيضاً اللاعب المالي المسلم فريديريك كانوتيه الذي تضامن مع غزة والفلسطينيين أيضاً عندما كان يلعب في إشبيلية الإسباني.