الوقت- منذ الإعلان عن زيارة بايدن إلى السعودية طرحت العديد من التسأولات حول مدى تاثير الزيارة على الحرب اليمنية، حيث ضجت وسائل الإعلام بالتحليلات حول الزيارة وخلال يوم الجمعة الماضية وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية، وعقد لقاءين منفصلين الأول مع الملك سلمان بن عبد العزيز، والثاني مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.بعدها ، ألقى الرئيس الأمريكي كلمة مهمة تطرق خلالها للأزمة في اليمن، حيث أكّد بايدن أنه اتفق مع القيادة السعودية على تعزيز الهدنة في اليمن.
بيان المجلس السياسي الأعلى
قال المجلس السياسي الأعلى لحكومة الإنقاذ بصنعاء، في بيان إنه “يعبر عن رفضه لأي مخرجات تصدر عن زيارة بايدن للمنطقة، تمس بسيادة وأمن واستقرار اليمن”، مضيفا إن “الهدنة التي لم يلتزم طرف العدوان (في إشارة إلى التحالف السعودي) بتنفيذ بنودها، مثلت تجربة صادمة ومخيبة للآمال ولا يمكن تكرارها في المستقبل”.وبهذا الصدد، قال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العميد “عزيز راشد”، إن الهدنة هي فرصة للسلام، لكن الطرف الآخر (التحالف الذي تقودة السعودية ) لا يزال يحكم الحصار ويتحكم في السفن النفطية، رغم أن شروط الهدنة نصت على فتح الموانئ والمطارات وتسليم المرتبات وفتح الطرقات بشكل متساوٍ.وأضاف ، “قمنا بتنفيذ غالبية البنود من جانبنا في صنعاء، لكن على ما يبدو أن هناك نية دولية وإقليمية لاستمرار الحصار، وبشكل خاص من الجانب الصهيوني ، وقد رأينا عملية التطبيع بشكل علني أثناء موسم الحج، وهي أشياء غريبة على الوطن العربي”.
الهدنة بالنسبة لدول العدوان مجرد فرصة لكسب الوقت
قال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العميد “عزيز راشد”، ، إن العديد من الشواهد تؤكد أن هناك تحضيرا من التحالف للقيام بعمل عدائي في المستقبل على اليمن، وإن الهدنة في اليمن لا تمثل بالنسبة لدول العدوان سوى فرصة لكسب الوقت.وتابع، “أما من جانبنا فلا نرفض الهدنة ونقدم المقترحات والمبادرات العملية، لكن الطرف الآخر لا يزال يفرض الحصار ويراوغ في تنفيذ شروط الهدنة المتفق عليها، الأمر الذي أدى إلى تردٍ كبير في الأوضاع الاقتصادية”.وحول ما إذا كانت هناك نوايا حقيقية لوقف الحرب وإحلال السلام من جانب التحالف ذكر الخبير العسكري، أن الأمر لا يتعدى البحث من جانب دول العدوان عن المزيد من كسب الوقت والمداهنة والمهادنة.من جانبه قال المحلل السياسي اليمني “أكرم الحاج”:” في اعتقادي إن القمة التي عقدت في مدينة جدة السعودية مؤخرا في وجود الرئيس الأمريكي جو بايدن، خرجت بأشياء مغايرة للأجندة المتفق عليها بشأن الهدنة”. وأوضح في حديث ، “كان من أجندة قمة جدة أن بايدن قادم إلى تلك القمة للضغط على بقية الأطراف من أجل إيقاف الحرب، لكن الحرب لم تتوقف، ما يعني أن القمة فشلت فشلا ذريعاً، وكل ما جاءت به هو دعوة الأطراف اليمنية لتجديد الهدنة”.
من جهةٍ اخرى قال رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، إنّه "لن يكون هناك استقرار في المنطقة دون استقرار اليمن" وأكد محمد عبد السلام في تغريدة في حسابه في "تويتر"، إنّ "السلام في اليمن لا يتم إلا بوقف شامل للعدوان وسحب القوات الأجنبية ورفع شامل للحصار والإفراج عن الأسرى وصولاً إلى معالجة شاملة لتداعيات العدوان من تعويضات وغيرها"ورأى رئيس وفد صنعاء المفاوض أنّ "أي إجراءات لا ترقى إلى السلام الحقيقي في اليمن لا قيمة لها". وفي وقت سابق ، صرّح عضو المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" في اليمن، محمد البخيتي ، بأنّ "هدف دول العدوان من الهدنة هو الدخول في مرحلة اللاسلم واللاحرب مع اليمن"، لافتاً إلى أنّ "اليمن يمتلك القدرات العسكرية لتدمير البنية التحتية النفطية في السعودية والإمارات وتعطيل موانئهما ومطاراتهما".
في النهاية
من الواضح أن زيارة بايدن للسعودية كانت غير مثمرة ولم يكن لها تأثير كبير في الملف اليمني حيث إن صنعاء أكدت أن السلام لابد ان يكون بوقف كامل لإطلاق النار وإنهاء العدوان ورفع الحصار بشكل كامل على اليمن وخروج القوات الاجنبية من اليمن بشكل كامل، لكن بالمقابل من الواضح ان السعودية وتحالفها مازالوا إلى اليوم يراوغون في إنهاء عدوانهم على اليمن و وضع حد للمأساة التي تسببت فيها في اليمن.