الوقت - جنباً إلى جنب مع أسلافها الأوروبيين، ارتكبت أمريكا العديد من المجازر والإبادة الجماعية ضد السكان الأصليين عبر التاريخ.
وفقًا لاتفاقية جنيف، يتم تعريف الإبادة الجماعية على أنها سلوك يهدف إلى التدمير الجزئي أو الكلي لمجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية. وبتعريف الإبادة الجماعية المنصوص عليه في اتفاقية جنيف، بعد احتلال أمريكا عام 1492، بدأ المستعمرون الأوروبيون في القضاء على سکان هذه القارة.
الإبادة الجماعية لسکان الولايات المتحدة الأصليين
زاد عدد سكان المستعمرات الأمريكية الثلاثة عشرة من 2000 إلى مليونين و 400 ألف شخص بين عامي 1625 و 1775، بينما تم تهجير سكان المنطقة الشمالية الشرقية من أمريكا وأصبحوا بلا مأوى.
وبعد الاستقلال عن بريطانيا والتشكيل الرسمي للولايات المتحدة عام 1776 م، انتقل تدفق الهجرة إلى الغرب واشتبك المهاجرون مع القبائل الأصلية، مثل أباتشي وشيروكي وشايان وشينوك ونافاجو وسيوكس، وقضوا عليهم.
في كتابه المعنون "الهولوكوست الأمريكي: غزو العالم الجديد"، يعتقد ديفيد إي. ستانارد أن حوالي 100 مليون من السكان الأصليين في نصف الكرة الغربي قتلوا على يد الأوروبيين وأحفادهم على مدى خمسة قرون.
العبودية والإبادة الجماعية للأفارقة
على الرغم من بعض الحقوق مثل الحق في الحياة والحرية والسعادة، ولکن لا يتم تقييم المستعمرات الأمريكية بناءً على إعلان استقلال هذا البلد.
كان لدى المستعمرات نظام العبودية الذي جلبه المستوطنون الأوروبيون إلى القارة الأمريكية. وتشير التقديرات إلى أنه بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، تم إحضار حوالي 35 مليون رجل وامرأة وطفل من إفريقيا إلى العالم الجديد.
ووفقًا لبيانات موقع تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، عمل حوالي 12.5 مليوناً من أولئك الذين تم إحضارهم إلى أمريكا الشمالية كعمالة زراعية مجانية في ظل ظروف قاسية، وحتى اليوم يستمر نظام القمع المنهجي الأمريكي ضدهم في مجالات القانون والصحة والتعليم.
الحروب الأمريكية الأولی
كان على السود القتال من أجل البيض في الجيش الأمريكي قبل قرن من الزمن، قبل أن يكسبوا حقوقهم وحرياتهم المدنية. وفي الحرب التي بدأت عام 1861 واستمرت حتى عام 1865، قُتل 750 ألف جندي وعدد غير معروف من المدنيين.
وسعت الولايات المتحدة إلى استعمار جنوب شرق آسيا حتى نهاية القرن التاسع عشر، وتوفي حوالي 20 ألف مقاتل فلبيني وأكثر من 200 ألف مدني في هذا البلد بين عامي 1899-1902 خلال الحرب الفلبينية الأمريكية، بسبب الحرب والمجاعة والمرض.
وعلى الجبهة الداخلية في أوائل القرن العشرين، وقعت مذبحة "تولسا" العرقية. خلال هذه الحادثة وهجوم السكان البيض على السود عام 1921، تشرَّد أكثر من 10 آلاف من السود، 300 منهم قتلوا وجرح 800 آخرين.
القنبلة الذرية الأمريكية على الأبرياء في اليابان
انتصرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كحليفين لواشنطن والاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا النازية، لكن نهاية الحرب ترافقت مع القصف الذري للإمبراطورية اليابانية في المحيط الهادئ من قبل أمريكا.
حيث أسقطت أمريكا قنبلتين نوويتين على اليابان في عام 1945، ما أسفر عن مقتل حوالي 140 ألف شخص في هيروشيما و 74 ألفًا في ناغاساكي.
أيضًا، خلال الحرب العالمية الثانية وأثناء معركة أوكيناوا بين اليابان وأمريكا، وصل عدد الضحايا اليابانيين إلى 110 آلاف شخص، والتي كانت تعتبر أكبر وأعنف معركة دموية خلال الحرب العالمية الثانية.
حرب فيتنام وكمبوديا ولاوس
لا شك أن حرب فيتنام هي الحرب الأكثر دمويةً في تاريخ الولايات المتحدة، والتي أطلقتها واشنطن لمنع انتشار الشيوعية في جنوب شرق آسيا.
خلال هذه الحرب التي استمرت عقدين، قُتل 2 مليون مدني فيتنامي وتوفي 1.8 مليون آخرون خلال الحرب. ووفقًا لتقرير الحكومة الفيتنامية، قُتل 400 ألف شخص جراء الهجوم الكيميائي الأمريكي، وولد 500 ألف طفل غير مكتمل النمو أيضًا.
ومع اتخاذ الحرب في فيتنام مساراً تآكلياً، أدى الصراع إلى حروب أهلية في كمبوديا ولاوس. وبينما قتلت الحرب الأهلية الكمبودية 300 ألف شخص، خلفت الحرب الأهلية في لاوس أكثر من 60 ألف قتيل. وبهذه الطريقة بلغ عدد قتلی هذه الإبادة الجماعية 4.2 ملايين شخص.
العراق وأفغانستان تحت الاحتلال الأمريكي
بعد آسيا، أصبح الشرق الأوسط هدفًا لمغامرة أمريكا، ومنذ التسعينيات، مع حرب الخليج الفارسي، ركزت أمريكا على هذه المنطقة.
وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، اشتد الوجود الأمريكي في المنطقة وغيّر المشهد في الشرق الأوسط.
نتيجةً لحرب الخليج، قُتل حوالي 5000 مدني، وخلال الحروب اللاحقة، کثرت الخسائر بشكل كبير. وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص لقوا حتفهم بسبب الفوضى والحرب الأهلية.
کما قتل خلال الهجوم الأمريكي على أفغانستان منذ عام 2001 نحو 240، ألف شخص في مناطق الحرب في أفغانستان وباكستان. ووفقًا لتقرير جامعة براون، فقد أكثر من 71 ألف مدني أفغاني وباكستاني أرواحهم حتى أبريل 2021 بسبب الحرب.