الوقت- أعلنت حركة "أنصار الله" في اليمن أنها تعتزم فتح الطرقات في محافظة تعز من طرف واحد، فور عودة الوفد المفاوض إلى صنعاء. وقال رئيس اللجنة العسكرية يحيى عبدالله الرزامي، إنه "في ظل عدم اهتمام الطرف الآخر فإننا عازمون بإذن الله على فتح الطرقات التي وردت في المبادرة الوطنية من طرف واحد فور عودتنا إلى العاصمة صنعاء". ولفت إلى أن ذلك يأتي "في سياق الحرص الشديد على تخفيف معاناة أبناء تعز". وأعرب الرزامي عن "أسفه الشديد للسلوك الذي ينتهجه وفد الطرف الآخر لعرقلة مسار المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة"، حسبما ذكرت وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين.
وخلال لقائه مع نائب ممثل الأمم المتحدة في عمان، قال الرزامي، إن غياب وفد الطرف الآخر حتى اللحظة يأتي ضمن سلسلة التعقيدات التي ينتهجها لعرقلة أي تقدم في مسار المناقشات وخاصة فيما يخص فتح الطرق في محافظة تعز. ونقلت الوكالة عن الرزامي: "لم نعد نجد أي تفسير لكل هذه التعقيدات التي ينتهجها الطرف الآخر سوى عدم الجدية في تخفيف معاناة أبناء تعز وخاصة بعد المبادرة التي قدمناها بكل مصداقية في سبيل ذلك" واعتبر الرزامي أن "إصرار الطرف الآخر على طريق بعينها وتجاهله للطرق الأخرى التي تعتبر حلاً واضحاً ومنطقياً لتسهيل مرور المواطنين والمركبات في تعز كخطوة أولى، يؤكد أن نوايا الطرف الآخر ليست مشكلة الطرق ولا ذات علاقة إنسانية وإنما لمآرب عدوانية أخرى".
وقال إن "تلبية مثل هكذا اشتراطات محلها هو الحل الشامل وليس الهدنة المؤقتة والتي بنودها واضحة للجميع". وكانت جماعة "أنصار الله"، أبلغت المبعوث الأممي إلى اليمن الأسبوع قبل الماضي، تمسكها بمقترحها بشأن فتح طرق تعز، ورفضها للمقترح الأممي الذي أعلنه هانس غروندبرغ، عقب انتهاء محادثات عمّان بين وفدي الحكومة المستقيلة وحكومة صنعاء في 6 يونيو، بعد جولتين استمرتا أسبوعين. ويدعو المقترح الأممي المنقح لإعادة فتح 5 طرق بما فيها خط رئيسي مؤدٍ إلى تعز، بهدف رفع المعاناة عن المدنيين وتسهيل وصول السلع.
ومن جانبه، أكد عضو وفد صنعاء المفاوض عبدالملك العجري ان طرف التحالف لا يريد الحل في تعز هروباً من المرتبات والملف والانساني . وأوضح العجري في سلسلة تغريدات على “تويتر ” ان الطرف الوطني طلب في بداية الهدنة زيادة الرحلات لأربع في الاسبوع فكان الرد ان الهدنة مؤقتة لشهرين لا نريد إثقالها بالمطالب ليسهل تمريرها وفي الاتفاق الاساسي ستتم زيادة الرحلات واستيعاب الملف الانساني .. مشيراً الى ان هذا المنطق اختفى في تعز. وأضاف : في تعز أعلنا استعدادنا لفتح عدد من الطرق كمرحلة أولى تفي بأغراض هدنة لشهرين وفي الاتفاق الأساسي تفتح كل الطرق في تعز وغيرها .. موكداً ان طرف التحالف لم يقبل بالمنطق الذي على أساسه قامت الهدنة رغم الفارق بين الأمرين فقرار إغلاق المطار تعسفي بحت لا يرتبط بأي تعقيدات عسكرية بينما في تعز طرق في منطقة تماس .
على الرغم من تراجع القتال إلى حد كبير منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي دام شهرين، اتهمت فصائل مختلفة بعضها البعض بانتهاك وقف إطلاق النار، حيث أبلغت حكومة صنعاء عن انتهاكات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار من قبل تحالف العدوان السعودي. ومن ناحية أخرى، احتجت صنعاء في الأسابيع الأخيرة على عدم التزام الجانب السعودي ببنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي هذا الصدد، أعرب "مهدي المشاط"، رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني، عن أسفه للسلوك المخيب للآمال للتحالف السعودي في عدم الامتثال لبنود وقف إطلاق النار، قائلا إنه "منذ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، شهدنا آلاف الانتهاكات التي تم ارتكابها من قبل تحالف العدوان السعودي، بما في ذلك أكثر من 35 عملية تقدم عسكري". ومن ناحية أخرى، ادعى "عبده مجلي" المتحدث الرسمي باسم القوات اليمنية التابعة للسعودية في تصريح صحفي: "منذ بداية وقف إطلاق النار الأممي وحتى اليوم، بلغت انتهاكات قوات صنعاء 4276 خرقا على كل جبهات ومحاور المعركة في تعز وحجة والضالع وصعدة والحديدة".
لقد أطلق مكتب حقوق الإنسان في محافظة تعز تقريره العام بشأن الوضع الإنساني والجرائم والانتهاكات الواقعة من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، خلال الثماني سنوات الماضية. وأوضح مكتب حقوق الإنسان في تقرير، أن العدوان تسبب على مدى سبع سنوات في استشهاد وإصابة أربعة آلاف و713 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن تدمير للممتلكات العامة والخاصة والإضرار بالأعيان المدنية. وأشار إلى أن عدد الشهداء بلغ ألفين و195 مدنياً، بينهم 486 طفلاً، 358 امرأة، وألفا و351 رجلاً، فيما أُصيب ألفان و518 مدنياً بينهم 472 طفلًا، و263 امرأة وألفاً و783 رجلاُ.
وتسبب تحالف العدوان في تدمير البنية التحتية لمحافظة تعز، حيث بلغ عدد المنشآت المدمرة والمتضررة 724 منشأة، منها 558 طريقاً وجسراً و64 خزاناً وشبكة مياه، ومطار وميناءان و38 محطة ومولد كهربائي و62 شبكة ومحطة اتصال. وبخصوص استهداف العدوان القطاعات الاجتماعية في المحافظة، ذكر التقرير أن العدوان تسبب في تدمير وتضرر 125 ألفا و313 منشأة عامة وممتلكات خاصة، منها 124 ألفا و952 منزلاً، و108 مساجد ودُور عبادة و164 مركزا ومدرسة تعليمية و10 منشآت جامعية و48 مستشفى ومرفقاً صحياً وست مؤسسات إعلامية.
ولفت التقرير إلى أن عدد المنشآت الاقتصادية والحيوية المدمّرة والمتضررة، نتيجة العدوان على المحافظة، بلغ أربعة آلاف و727 منشأة، موزعة على ألفين و679 منشأة حكومية و557 سوقا ومخزن أغذية و129 شاحنات غذائية وناقلات وقود. كما تسبب تحالف العدوان في تدمير 828 وسيلة نقل و54 محطة وقود و22 موقعاً أثرياً و40 منشأة سياحية، و58 مصنعاً، و16 منشأة رياضية و232 حقلاً زراعياً و49 مزرعة دجاج ومواشي و63 قارب صيد. ودعا التقرير إلى التدخل لإيقاف جرائم وانتهاكات العدوان ومرتزقته على محافظة تعز، معتبراً تلك الانتهاكات جرائم حرب لن تسقط بالتقادم، وتستوجب المساءلة الجنائية لمرتكبيها أمام المحاكم المحلية والدولية. وحمّل التقرير المجتمع الدولي والأمم المتحدة المسؤولية الأخلاقية إزاء الصمت تجاه جرائم وانتهاكات تحالف العدوان بحق أبناء محافظة تعز، منذ سبع سنوات.
وعلى سياق متصل، أكد نائب وزير الخارجية اليمني حسين العزي، أن دول العدوان لاتزال تعرقل تسيير الرحلات الجوية من مطار صنعاء وتحتجز سفن المشتقات النفطية وقال ان اليمنيين أمام خصوم لا يحترمون التزاماتهم، مشددا ان الهدنة لا شك في طريقها للفشل ما لم يتوقفوا عن خروقاتهم ومماطلاتهم، مضيفا إن كل التصريحات التي نسمعها من الأمم المتحدة عبارة عن أكاذيب بهدف تخدير الجانب اليمني والتغطية المفضوحة على تعنت تحالف العدوان. المتحدث باسم حكومة الإنقاذ الوطني ضيف الله الشامي ايضا، اكد ان الهدنة في طريقها الى الفشل وقال الشامي في تصريحات اعلامية أن التعامل السلبي من قبل العدوان مع الهدنة المعلنة والتحرك الأمريكي في البحر الأحمر يعطي قراءة سوداوية لهذه الهدنة. وأضاف إن المعطيات الميدانية والتعامل السلبي من قبل العدوان مع الهدنة المعلنة والتي لم تظهر بوادرها حتى اليوم وتزامنها مع التحرك الأمريكي في البحر الأحمر يعطي قراءة سوداوية لهذه الهدنة مشيرا أن اليقظة عالية والأيادي على الزناد فإما وفاء بالعهود أو تأديب لمن ينقضون عهودهم بعد توكيدها حسب تعبيره.
ولقد انتقد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تصرفات تحالف العدوان بقيادة السعودية واعتبروا ان ذلك دليل على انهيار الهدنة، وان السعودية بهذا التصرف تقوم بمحاصرة شعب اليمن باكمله ولا تقدم اي حل سلمي لانهاء الحرب الظالمة التي شنتها وانها تقوم بزرع الفتن والضغينة بمساعدة اممية. واشار النشطاء الى ان تحالف العدوان يزيد بذلك من عدد الضحايا الابرياء بينما يتخذ من اعلان تطبيق الهدنة فرصة لكسب المزيد من الوقت والترويج على انه يسعى للسلام. ولفت النشطاء الى انه اذا لم يسير تحالف العدوان رحلات الطيران المدنية فسيتم تسيير الطائرات المسيرة لتصيب اهدافاً في قلب السعودية، مشددين على ضرورة ان ياخذ العبرة من العمليات السابقة التي تم تنفيذها في السعودية والتي كبدته خسائر فادحة.