الوقت - مرت عدة أشهر على إعلان نتائج الانتخابات النيابية العراقية، والخلافات بين الأحزاب حالت دون الاتفاق على تشكيل الحكومة، وفي ظل هذه الظروف السياسية، فإن التيار الصدري سينفذ قرار الخروج من مجلس النواب باستقالة نوابه.
وبالتزامن مع استقالة نواب مقتدى الصدر من مجلس النواب، انتشر المزيد من الأخبار حول تخطيط بعض التيارات السياسية للنزول إلی الشوارع وخلق الاضطرابات في العراق، وتكرار سيناريو تشرين(سقوط حكومة عادل عبد المهدي عام 2019).
وحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن هذه التيارات السياسية تحاول القيام بما يشبه انقلاباً في الشوارع تحت ذرائع مختلفة(البطالة، قلة البنزين، انقطاع التيار الكهربائي في ذروة الحرارة وإلخ)، وأخيراً اعتبار مجموعة "الإطار التنسيقي الشيعي" والحشد الشعبي العراقي على أنها سبب الوضع الراهن في العراق.
طبعاً، تجدر الإشارة إلى أن تشويه وإظهار عدم فاعلية الإطار التنسيقي الشيعي واتهام هذه المجموعة بتعطيل العملية السياسية وتشكيل الحكومة العراقية، قد بدأ قبل أشهر قليلة، ورئيس هذه الدعاية تيار تحالف"مقتدى - حلبوسي - بارزاني".
إن إضعاف وإزالة الخصوم السياسيين(الإطار التنسيقي الشيعي) وحل هيئة الحشد الشعبي، هو الهدف الأساسي للحركات السياسية المقربة من الأمريكيين في العراق، والذي تتم متابعته عبر خلق انقلاب الشوارع.
ويظهر رصد التطورات الميدانية والسياسية أن التيارات السياسية العراقية المعروفة في الأيام الماضية، بدأت سيناريو الفوضى مع شح الوقود والكهرباء في بعض المحافظات(بالتزامن مع استقالة نواب مقتدى الصدر وانسحابهم من مجلس النواب).
وحسب مصادر ميدانية، فقد تم الإعلان عن نقص البنزين لأول مرة في إقليم كردستان، وفي فترة وجيزة وردت تقارير عن عدم كفاية إمدادات البنزين في مدن عراقية أخرى. وزاد الانقطاع الواسع للتيار الكهربائي في المحافظات الجنوبية(البصرة وذي قار وميسان) من غموض المشهد.
سيؤدي الحد من توزيع البنزين وانقطاع التيار الكهربائي(في ذروة الحرارة) دون سبب واضح، إلى عدم الرضا والاحتجاجات في أجزاء مختلفة من العراق، وهذا بالضبط هو الهدف الذي تسعى إليه التيارات المناهضة للحشد الشعبي والإطار التنسيقي الشيعي.
إن التيارات السياسية التي لم يعد انحيازها للمحور الغربي - العبري - العربي خفيًا عن أحد، تنوي تعمد تفاقم بعض المشاکل، ووضع المواطنين العراقيين في مأزق، وتمهيد الطريق لهم للدخول في احتجاجات في الشوارع.
وحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فقد خططت هذه التيارات، بشكل مباشر وغير مباشر، مع عملاء استخبارات أجانب، لسوق عدم الرضا والاستياء إلى الفوضى، وعزو الاحتجاجات والمشاكل الاقتصادية والفشل في تشكيل الحكومة(على غرار انقلاب أكتوبر 2019) إلى الإطار التنسيقي الشيعي والحشد الشعبي، وهما تياران متجذران في المجتمع واكتسبا مصداقيتهما من خلال تقديم الخدمات للناس والتضحية بالنفس.
لقد تعهدت التيارات السياسية المتعطشة للسلطة بأي ثمن، للأمريكيين بإزالة العقبات أمام نهب العراق، من خلال خلق الفتنة الشيعية-الشيعية(الإطار التنسيقي الشيعي والحشد الشعبي)، وأخيراً جعل العراق خاضعاً لواشنطن بالكامل.