الوقت- قدمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في مقال، شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة الشهيدة، من وجهة نظر أصدقائها وزملائها.
بدأت صحيفة نيويورك تايمز بوصف دخولها في مجال الصحافة على النحو التالي: درست شيرين الهندسة المعمارية لأول مرة ولكن لم يكن لها مستقبل في هذا المجال. فقررت دخول مجال الصحافة وأصبح من أبرز الصحفيين الفلسطينيين. وبثت قناة الجزيرة، الأربعاء، بعد وقت قصير من استشهادها في الضفة الغربية، تقريرا قصيرا عنها قال فيه: "اخترت الصحافة لأقترب من الناس". قد لا يكون من السهل تغيير الواقع، لكنني على الأقل تمكنت من إسماع أصواتهم (من قبل الفلسطينيين). وكتبت صحيفة نيويورك تايمز: أبو عاقلة، صحفية فلسطينية أمريكية تبلغ من العمر 51 عامًا، كانت شخصية معروفة على قناة الجزيرة قضت 25 عامًا كصحفية على الشبكة، وبرز اسمها في خضم الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. قالت قناة الجزيرة ووزارة الصحة الفلسطينية إن أبو عاقلة قُتلت برصاص المحتلين الصهاينة في مدينة جنين يوم الأربعاء، فيما اتهمت صحيفة نيويورك تايمز ووسائل إعلام غربية أخرى الكيان الصهيوني باستهداف الصحفية، وأن ادعاء الجيش الإسرائيلي باحتمال قيام فلسطيني بإطلاق النار عليها بعيدة عن الحقيقة.
وقال محمد درغمة، رئيس مكتب وكالة الشرق الإخبارية في رام الله، والذي تربطه صداقة طويلة مع أبو عاقلة، أنه يعتبر نفسه ملتزمًا بتغطية كل القضايا المتعلقة بالفلسطينيين، كبيرها وصغيرها. قال إنه حزين، تحدث إليها قبل الحادث بيومين وأخبرها أنه لا يعتقد أن أحداث جنين مهمة بما يكفي لصحفي كبير مثلها، لكنها ذهبت إلى جنين لتغطية الاخبار ونقل الوضع هناك كما هو.
منتج قناة الجزيرة وسام حمد ينقل عن تجربته البالغة 17 عامًا في العمل مع أبو عاقلة: "ما كان يلفت انتباه أبو عاقلة لم تكن أحداثًا كبيرة أو سياسية، لكنها كانت مهتمة بالقصص الصغيرة التي تحكي حياة الناس. كانت تنظر إلى القضية الواحدة بشكل مختلف عن الآخرين. يقول حمد إنني أحيانًا كنت أُخبر شيرين، أن هذا الموضوع ليس مهمًا، لكنها كانت دائمًا ًتبحث عن زوايا جديدة في معالجة مشكلة ما؛ كيف يمكن تحويل ذلك إلى قصة إنسانية للغاية ومؤثرة عن الفلسطينيين. شيء لا يفكر أي صحفي آخر في القيام به.
ذكرت الصحيفة الأمريكية في جزء آخر من المقال: شيرين التي ولدت في القدس وتنحدر من أسرة كاثوليكية، درست في الأردن وتخرجت بدرجة البكالوريوس في الصحافة. وفقًا لأصدقائها وزملائها، أمضت بعض الوقت في الولايات المتحدة عندما كانت شابة وحصلت على الجنسية الأمريكية نيابة عن عائلتها التي تعيش في نيو جيرسي. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الجزيرة قولها: "بعد تخرجها وانضمامها إلى قناة الجزيرة عام 1997، عملت شيرين مع العديد من وسائل الإعلام لعدة سنوات، بما في ذلك إذاعة صوت فلسطين وقناة عمان الفضائية". وسرعان ما أصبحت شخصية معروفة بين الفلسطينيين والعرب، وألهمت الكثيرين ممن أرادوا اتباع طريقها. قالت داليا هاتوقا، الصحفية الفلسطينية الأمريكية وصديقة أبو عقلة: "أعرف الكثير من الفتيات اللواتي نشأن أمام المرآة يمشطن شعرهن مشبهات أنفسهن بشيرين أبو عاقلة، كان وجودها دائمًا ومؤثرًا.
وكتبت وسائل الإعلام الأمريكية: لينا أبو عاقلة، ابنة شقيق شيرين البالغة من العمر 27 عامًا، كانت واحدة من تلك الفتيات اللائي قرأن تقارير شيرين المكتوبة على هاتف اللُعب. تقول لينا: "أخبرتها دائمًا أنني لا أعرف ما إذا كنت أمتلك شجاعتك وقوتك، فقالت إن الأمر لم يكن سهلاً". وأشار ابن شقيق شيرين إلى أن مقتلها يؤكد المخاطر التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون أثناء أدائهم لواجباتهم في الضفة الغربية المحتلة وغزة وداخل الأراضي المحتلة. وقد استشهد حسام زملط، سفير السلطة الفلسطينية في بريطانيا، بشرين كأبرز صحفي فلسطيني.
واشتهرت عائلة أبو عقيلة على نطاق واسع بين الفلسطينيين بسبب شهرت شيرين، فادي أبو عاقلة، ابن عمها، قال: "الكل يعرف شيرين". في كل مرة أقدم فيها نفسي، يسألوني ما علاقة شيرين بك. عاشت في رام الله والضفة الغربية والقدس، عاشت في القدس مع أخيها وعائلتها الذين أحبتهم كثيرًا.
قالت لينا أبو عاقلة، التي كانت رحلتها الأخيرة إلى نيويورك مع شيرين لقضاء عطلة عيد الميلاد، "كانت صديقتي المفضلة، والدتي الثانية ورفيقتي في السفر". بحزن، روت حب شيرين لفلسطين على النحو التالي: لم يبد أبدًا أنها تفكر بجدية في العيش في أمريكا. لقد ذهبت ذات مرة إلى الولايات المتحدة في مهمة تجارية من قناة الجزيرة، لكنها عادت إلى رام الله بعد ثلاثة أشهر، ولما عادت قالت: "الآن أستطيع أن أتنفس". الحياة هنا بسيطة، أحب فلسطين، اريد ان أبقى هنا.
وشيعت جنازة شيرين يوم الخميس في مدينة رام الله بالضفة الغربية ودفن جثمانها في مقبرة بجوار والدتها في القدس المحتلة يوم الجمعة.