الوقت- يوم الجمعة الماضية أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إنه نقل أكثر من 100 من الأسرى المفرج عنهم إلى اليمن بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إطار مبادرة إنسانية لدعم هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة، حيث سبق وأعلن التحالف الشهر الماضي أنه سيطلق سراح 163 سجيناً من جماعة أنصار الله، التحالف السعودي الإماراتي أعلن في ذلك الوقت أن الخطوة تهدف إلى تعزيز جهود الأمم المتحدة للحفاظ على الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 2 أبريل . وكذلك خلق وسيلة للحوار بين الأطراف المعنية بالصراع اليمني وتسهيل إنهاء حالة الأسرى والمعتقلين ‘.
رغم أن التصريحات السعودية تصب في مصلحة أنهاء ملف الأسرى الا ان الواقع يقول غير ذلك فالتصرفات السعودية والمراوغات التي تقوم بها تثبت عكس ذلك وتصب في إطار العرقلة الدائمة لملف الأسرى ، ومن هنا يتبين أن التحالف الذي تقوده السعودية لاتوجد لدية نية صادقة في إنهاء الحرب اليمنية وإنما يستمر في المرواغات يوماً بعد أخر ، فإفشال ملف تبادل الأسرى الاخيرة تأتي ضمن المراوغات السعودية في اليمن.
السعودية تسعى لتلميع صورتها من خلال تبني مبادرات إنسانية غير حقيقية
بعد اتمام صفقة تبادل الأسرى ظهرت تصريحات إعلامية حيث إن لجنة شؤون الأسرى في صنعاء تقول إنّ عدد الأسرى المحتجزين لدى السعودية بلغ نحو 126 وهم ليسوا من أسرى الحرب باستثناء خمسة، وتشدد على عدم السماح للمملكة بتسييس ملف الأسرى واستغلاله. وفي بيان، مساء الجمعة، قالت لجنة شؤون الأسرى في صنعاء إنها تواصلت مع الصليب الأحمر الدولي، بخصوص ما أسماها النظام السعودي “مبادرة للإفراج عن 163أسيراً”.وأضافت اللجنة: “تبين أن عدد المحتجزين هم 126، وهم ليسوا من أسرى الحرب باستثناء 5 فقط”.وأوضحت أنّ “بقية الأسماء غير معروفة لنا كلجنة وطنية، ويجب التنسيق معنا مسبقاً على الرغم من ترحيبنا بإطلاق سراح أي يمني”.وأشارت إلى أن “من بين المحتجزين 9 أجانب من جنسيات أفريقية لا علاقة لنا بهم”.
لجنة شؤون الأسرى شددت على أنه “يجب عدم استغلال ملف الأسرى في المزايدات والابتزاز، ولا يمكننا السماح للنظام السعودي بتسييسه”.من جهته، قال عضو وفد صنعاء المفاوض عبدالملك العجري، إنّ “السعودية تعتقل عمال يمنيين وترحلهم بحجة أنهم أسرى حرب”، معتبراً أنّ هذا المسلسل هو “استمرار لمسلسل استهداف العمالة اليمنية السعودية”وقبل أيام، قال رئيس لجنة الأسرى في حكومة صنعاء عبد القادر المرتضى في تغريدة على “تويتر” إنّ “السعودية زعمت تقديم مبادرة للإفراج عن بعض من أسرى الجيش واللجان”. وحثّ دول التحالف على “التوقف عن المتاجرة والمزايدة بملف إنساني بامتياز” . إضافة إلى ذلك فقد قال رئيس لجنة شؤون الأسرى والمعتقلين في صنعاء، عبد القادر المرتضى، في حديث إلى الميادين، أنّ تصرف السعودية "مقصود، ويتضمن نيات خبيثة". حيث أفاد المرتضى، بأنّ "السعودية تسعى لتلميع صورتها من خلال تبني مبادرات إنسانية غير حقيقية"، مشيراً إلى محاولتها "إلصاق تهمة استخدام عناصر أجنبية بالجيش واللجان الشعبية". من جهةٍ أخرى أعرب رئيس لجنة شؤون الأسرى عن استعداد صنعاء لإنهاء الملف بالكامل من خلال تبادل كل الأسرى بين الطرفين، مؤكداً أنّ لجنة شؤون الأسرى في صنعاء معنية بأسرى الأعمال الحربية فحسب.
إفشال ملف الأسرى يؤكد عدم جدية العدوان في إيجاد الحلول
كما هي العادة والمعروف أن السعودية وحلفاءها لم يتقيدوا ابداً في الاتفاقات المبرمة وهذا ماشهدناه موخراً ، حيث إن السعودية لم تلتزم بما تم التفاهم بشأنه لتبادل الأسرى ، وفي هذا السياق قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي إن إفشال تحالف العدوان إنجاز عملية التبادل في ملف الأسرى الإنساني يبعث رسالة بعدم الجدية في الحلول.مبيناً أن دعوات السلام التي تطلق من قبل تحالف العدوان لم يترافق معها برامج عملية ولا حلول واقعية .ولفت إلى أن تعثر المفاوضات حول الأسرى بالعاصمة الأردنية عمان يعد دليلاً على عدم الجدية لوضع حد للمأساة اليمنية وإيقاف العدوان وتداعياته وآثاره. وتاكيداً على ماسبق ، قالت لجنة الأسرى والمعتقلين التابعة لجماعة أنصار الله إن عدد الأسرى المفرج عنهم من السعودية 126، وليسوا 163 مثلما تتضمنه كشوفات اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأوضحت أن بين المفرج عنهم 5 أسرى حرب و4 صيادين مختطفين من البحر الأحمر، والبقية أسماء غير معروفة بالنسبة لجماعة أنصار الله . وقال رئيس الوفد المفاوض في حركة "أنصار الله" محمد عبد السلام، في تغريدةٍ عبر "تويتر": "على الأمم المتحدة ومبعوثها عدم اللهاث وراء الدعاية السعودية السوداء وتبييضها وتجميلها، ولا سيّما في قضايا باتت واضحة ومدعاة للسخرية".وأضاف: "عليه في اشارة إلى المبعوث الأممي" القيام بدوره بمسؤولية وحيادية، أمّا المواقف الرمادية ومجاراة المعتدي فلن تؤدي به إلا إلى ما أدّت بأسلافه".بدوره، أكّد نائب وزير خارجية صنعاء حسين العزي، في تغريدةٍ عبر "تويتر"، أنّ "الأمم المتحدة تفتقر إلى أبسط شروط الوسيط المحايد، وتبدو عاجزة عن تسمية الأشياء بمسمياتها".وتابع العزي: "لقد أفرجنا عن مجموعة كبيرة وحقيقية من الأسرى، ولكن من الواضح أن فوبيا أميركا وباقي دول العدوان منعت المبعوث الأممي من الحديث عن هذه الخطوة".
في الختام لم تدخر حكومة الانقاذ الوطني في اليمن جهدً لأنهاء ملف الأسرى حيث إنها قدمت العديد من التنازلات أمام عرقلة العدوان. ولكن السعودية تسعى للسيطرة سيطرة كاملة على ملف الأسرى من خلال الضباط السعوديين فالكثير من عمليات التبادل التي فشلت مسبقاً كانت بسبب العرقلة السعودية، ويبدو ان الهدف من تعنت السعودية بانها تريد أن تكون هناك صفقة تشمل كل ضباطها وجنودها ، رغم هذا أعلنت صنعاء أنها جاهزة في إطلاق الكل ولكن السعودية تريد إطلاق السعوديين دون إطلاق الأسرى اليمنيين وفي هذا السياق لايخفى على احد أن السعودية أفشلت 80 عملية تبادل أسرى، حيث إن السعودية قلقة من اي تقارب بين اليمنيين فيما يخص التفاوض في ملف الاسرى ، حيث ان هناك خشية ان يؤدي هذا التقارب الى تقارب اكثر في ملفات اخرى، إضافة الى رغبتهم في ابقاء هذا الملف تحت سيطرتهم وتحت اشرافهم، كما ان السعودية لا ترغب في اعطاء المرتزقة الذين يتبعونها صلاحية في هذا الملف بشكل كامل.