الوقت - احدى الجوانب المهمة والمميزة للعرض العسکري للجيش الإيراني في 19 أبريل في طهران، كان الوجود الواسع والمتنوع للطائرات دون طيار التابعة لوحدات جيش جمهورية إيران الإسلامية، ما أعطى سمةً خاصةً لهذا العرض.
في غضون ذلك، استقطب عرض عدة طائرات إيرانية جديدة من دون طيار تحمل اسم "أبابيل 5"، والتي لم ترد أنباء رسمية عنها من قبل، اهتمام الخبراء ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
تعتبر هذه الطائرة، التي شوهدت لأول مرة، طائرةً دون طيار تتمتع بقدرات استطلاع وهجوم، ما يُظهر سلسلةً من التحسينات المهمة والفعالة مقارنةً بجزء كبير من الطائرات الإيرانية التقليدية دون طيار.
لكن للحديث عن أبابيل 5، يجب في الواقع أن ننتقل أولاً إلى عقيدة مختلفة في القوات المسلحة الإيرانية.
تم تقديم طائرات الاستطلاع والهجوم دون طيار في إيران مبدئيًا بمنتج مهم واستراتيجي مثل "شاهد 129"، ثم تم تطوير بعض النماذج الإيرانية على أساس RQ-170.
إن نوع التصميم ومواصفات الطيران لهذه السلسلة من الطائرات دون طيار، يضعها بوضوح في فئة الطائرات الاستراتيجية وفي ترسانة الدفاع الإيرانية.
من ناحية أخرى، بالنظر إلى أهمية الطائرات دون طيار في العقيدة الدفاعية لجمهورية إيران الإسلامية، وفي الوقت نفسه الاتساع والتنوع الجغرافي لإيران، سرعان ما أصبحت هناك حاجة إلى تطوير طائرات دون طيار قادرة على إجراء عمليات الاستطلاع والهجوم، ولكن بتصميم وتكاليف أقل، ضرورية.
في غضون ذلك، أثيرت عدة قضايا للقوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية. كانت المناقشة الأولى هي تطوير ذخائر تطلق من الجو للطائرات دون طيار.
كانت مسألة الذخيرة المصغرة والصغيرة وفي الوقت نفسه الدقيقة، واحدة من التحديات التي تم تناولها في صناعة الدفاع الإيرانية، وولدت منها منتجات مثل القنابل العمودية ذات السلسلة الرأسية. بالطبع، بعد ذلك وفي السنوات التالية، تمت إضافة مسألة صواريخ "الماس" إلى هذه السلسلة من الذخائر.
لكن الطائرات دون طيار الأرخص سعراً للقيام بمزيد من مهام الاستطلاع والهجوم، كانت تحدياً كبيراً آخر للقوات المسلحة الإيرانية في السنوات السابقة. وإحدى الخطوات الأولى في هذا الصدد، كانت تسليح سلسلة طائرات "أبابيل 3" دون طيار.
هذه الطائرات الصغيرة دون طيار، التي اكتسبت شهرةً عالميةً من خلال تصوير حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج الفارسي، تم تجهيزها أيضًا بقنابل موجهة في المرحلة التالية من التطوير.
يعدّ تصميم الذيل على شكل حرف H أيضًا أحد أكثر أنواع تكوين الذيل استخدامًا في الطائرات دون طيار، والذي يتمتع بمزايا هيكلية وديناميكية هوائية مناسبة للطائرات دون طيار الصغيرة والمتوسطة الحجم.
يرتبط كل قسم من جزأي الذيل في أبابيل 3 بجزء من الجناح بالقرب من جذره، وفي النهاية يتم توصيلهما بواسطة ذيل أفقي. يقلل تصميم الذيل هذا من ارتفاعه بسبب تقسيم مساحة الذيل المطلوبة إلى جزأين. والجزء المتحرك من الذيل في هذه الطائرة، هو نفس ارتفاع الذيل كله.
رافق هذا التطور تغيير آخر في جهاز الهبوط الأمامي للطائرة دون طيار، وأصبحت الطائرة الجديدة دون طيار تُعرف باسم "أطلس". تم تجهيز هذه الطائرة دون طيار أيضًا بصواريخ سلسلة "الماس"، وتم إجراء الاختبار الأول لهذا الصاروخ في نموذج الإطلاق الجوي من نفس الطائرة دون طيار.
إضافة إلى مسألة طائرة "أبابيل 3" دون طيار التي تمت ترقيتها، أو "أطلس"، وضعت صناعة الدفاع الإيرانية أيضًا على جدول الأعمال تطوير طائرة دون طيار أكبر، أي "مهاجر 6".
مرةً أخرى نحن أمام طائرة استطلاع قتالية دون طيار بتصميم بسيط ورخيص وعملي، مع قدرة إنتاج ضخمة تم توفيرها للحرس الثوري والجيش الإيراني بكميات كبيرة جدًا في السنوات الأخيرة، وتم تركيب كل من قنابل "قائم" وصواريخ سلسلة "الماس" عليها.
في الصور الأولى لهذه الطائرة دون طيار، كان يظهر تحت كل جناح عادةً قنبلة واحدة ثم قنبلتان أو صاروخان. وفي الوقت نفسه، حتى مسألة حمل أغطية الحرب الإلكترونية ومكتشف إشارات رادار العدو، قد تم تحديدها لطائرة مهاجر 6 دون طيار. وبهذه التعريفات لمشروعين إيرانيين مهمين ومشهورين للطائرات دون طيار، ننتقل إلى الخطة الجديدة، وهي أبابيل 5.
أبابیل 5؛ مزيج من طائرتي أبابيل ومهاجر
كما ذُكر، خلال عرض الجيش الإيراني في 19 أبريل من هذا العام، عُرضت طائرة مسيرة جديدة، نُصب ثلاث منها على ظهر شاحنة كبيرة.
في واحدة على الأقل من الطائرات دون طيار وتحت أحد الأجنحة، شوهد صاروخان من "الماس"، وفي حالة أخرى، تحت كل جناح، شوهدت ثلاث قنابل موجهة ومستقيمة الماسورة من فئة "قائم"، وهي سلسلة طائرات أبابيل 5 الجديدة دون طيار.
عندما ننظر إلى أبابيل 5، في الجزء الخلفي من الجسم، وخاصةً الذيل، نشاهد نفس التصميم الشهير على شكل H المستخدم في طرازات أبابيل 3 الأولی، إضافة إلى تصميم "أطلس" المحدث. لكن في الجزء الأمامي وفي رأس الصاروخ، نحن أمام تصميم أكثر تقدمًا لعائلة "مهاجر 6".
تظهر لنا الصور المتاحة أننا نشاهد أيضًا اتساعاً في مسألة فتحة الجناح، وكما ذكرنا، فقد زاد أيضًا حجم الذخائر المحمولة في هذه الطائرة دون طيار.
نقطة أخرى جديرة بالملاحظة حول هذه الطائرة دون طيار، هي أن جهاز الهبوط الأمامي لهذه الطائرة دون طيار، بناءً على الصور المتاحة، يمكن طيّه داخل جسم الطائرة.
وهذا يوضح أنه في مسألة تصميم الجزء الأمامي، تم تنفيذ فكرة وتصميم جديدين، کما أننا نشاهد مساحةً أكبر. وفي الوقت نفسه، فإن إزالة مجموعة العربات من أسفل الطائرة دون طيار أثناء التحليق، بلغة بسيطة للغاية، يسمح بزيادة السرعة وتحسين مبادئ الديناميكا الهوائية.
أما بخصوص مواصفات وإحداثيات طائرة أبابيل 5 دون طيار، فلم يتم الإعلان عن أي معلومات رسمية؛ ولکن بالنظر إلى المظهر الأكبر وحمل المزيد من الذخائر، يمكن القول إن طائرة "أبابيل 5" ربما تكون مرتبةً أعلى من طائرة "مهاجر 6" من حيث الصمود في الساحة، وإلى حد ما ارتفاع التحليق، وتحديداً مسألة الذخائر المحمولة.
الطائرات دون طيار في القوات المسلحة الإيرانية، كل يوم أكثر قوةً من الأمس
تطوير الطائرات دون طيار مثل سلسلة مهاجر 6 أو أبابيل 5، يشير في الواقع إلى اعتماد واستمرار استراتيجية دفاعية إيرانية فعالة ومفيدة، وإحالة جزء كبير من مهام القوات المسلحة لهذه الطائرات.
على سبيل المثال، اليوم، وخاصةً في الحدود الشرقية لإيران، نرى منطقةً ذات مساحة طويلة جدًا، وفي نفس الوقت طبيعة قاسية جدًا تحتاج إلى السيطرة من الأعلى.
کما أن الزيادة الكبيرة في قدرة الجيش الإيراني في مجال الطائرات دون طيار في السنوات الأخيرة، تشير بوضوح إلى التخطيط المكثف لتغطية هذا النوع من المناطق بالطائرات دون طيار.
الإنتقال إلى تصميم أبابيل 5 يتيح إمكانية قيام طائرة دون طيار بعمليات مراقبة في منطقة كبيرة نسبيًا لفترة زمنية أطول، وحتى بتكلفة منخفضة. وبطبيعة الحال، تتمتع هذه الطائرات بمستوى عالٍ من الاستعداد والقدرة على تنفيذ العمليات خارج المنطقة الجغرافية للبلاد، إذا لزم الأمر.