الوقت- أفادت العديد من التقارير الاخبارية، بأن رئيس الوفد الوطني المفاوض "محمد عبدالسلام"، قال يوم أمس السبت، في تغريدة على حسابه بتويتر: "بعد انكشاف هشاشة كيان القبة الحديدية أمام طائرة مسيرة يفترض بالمراهنين أن يمنحهم أمانا بقدراته الدفاعية أن يراجعوا حساباتهم". وأضاف إن "العاجز عن حماية نفسه هو عن حماية غيره أعجز، وفقط الخروج من اليمن من يعيد لدول العدوان أمانا تنشده من غير أهله".
ويأتي هذا التصريح عقب العملية الناجحة للمقاومة الإسلامية في لبنان داخل عمق كيان العدو الصهيوني، من خلال تحليق الطائرة المسيرة "حسان" لمدة أربعين دقيقة في أجواء العدو وعودتها بسلام دون أن تتمكن دفاعات العدو في التصدي لها.
الجدير بالذكر أن المقاومة الإسلامية في لبنان، أعلنت يوم الجمعة الماضي، إطلاق الطائرة المسيّرة "حسان" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكدت المقاومة أن الطائرة حلقت "40 دقيقة في مهمة استطلاعية، امتدت على طول 70 كم في فلسطين"، مضيفةً إنها عادت "سالمة على الرغم من كل محاولات العدو المتعددة والمتتالية لإسقاطها".
وفي بيان، قالت المقاومة إنّ الطائرة "حسان" عادت من الأراضي المحتلة سالمة على الرغم من كل محاولات العدو المتعددة والمتتالية لإسقاطها، بعد أن نفذت "المهمة المطلوبة بنجاح، ومن دون أن تؤثر في حركتها كل إجراءات العدو" الموجودة والمتبعة. واعترف الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، بفشله في إسقاط المسيّرة التي دخلت فلسطين المحتلة من لبنان.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن "صفارات الإنذار في الشمال أدخلت السكان الملاجئَ وسط الاستعدادات ليوم السبت"، مؤكدةً أنه "كان هناك ذعر".
وأكد المتحدث باسم "جيش" الاحتلال أن "الطائرة اجتازت الأجواء الإسرائيلية بينما كانت أجهزة الاستكشاف تتعقّب مسارها"، مضيفاً إنّه "تمّ استدعاء مروحيات وطائرات حربية، وأُطلقت صواريخ اعتراض من القبة الحديدة من دون نجاح عملية الاعتراض، وتمّ تفعيل الإنذارات في الجبهة الداخلية، لكن الطائرة عادت إلى لبنان". ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن "جيش" الاحتلال قوله: "تم فقدان الطائرة المسيّرة، ولم يجرِ إسقاطها".
وفي تغريدة عبر حسابه في تويتر، كتب معلق الشؤون العسكرية في "القناة الـ 13"، أور هيلر إنه "فشل آخر كبير لمنظومة القبة الحديدية في الشمال، ويطرح كثيراً من الأسئلة الصعبة".
وفي سياق متصل، كان الأمين العام لحزب الله، السيد "حسن نصر الله"، تحدث في ذكرى الشهداء القادة، عن بدء "تصنيع المسيّرات في لبنان"، ولفت إلى أن "المقاومة قررت تفعيل الدفاع الجوي الموجود منذ سنوات في مواجهة خطر المسيّرات الإسرائيلية"
وعلى صعيد متصل، فقد أثار الوجود العسكري لجماعة "أنصار الله" في الأشهر الأخيرة في الكثير من المناطق والمدن اليمنية وسيطرته على أجزاء رئيسية من اليمن وسواحلها، وقيامه بتنفيذ ضربات موجعة على مدن السعودية والإمارات مستخدما الطائرات المسيرة والصواريخ، حالة من الذعر بين الحكام العرب، وكذلك قادة الكيان الصهيوني، لأن زيادة مدى صواريخ "أنصار الله" وسيطرة هذه الاخيرة، على الساحل الغربي لليمن، سيكون بمثابة دعوة لزيادة المخاوف الامنية لإسرائيل ولوجودها البحري في منطقة الأحمر والخليج الفارسي، ولهذا فقد قامت تل أبيب مؤخرا وبدعم من الولايات المتحدة وتعاون مع بعض الدول العربية في الخليج، بزيادة قطعها العسكرية البحرية في منطقة البحر الاحمر والخليج الفارسي.
لقد كانت آثار وأضرار عملية "إعصار اليمن" التي نفذتها قوات الجیش واللجان الشعبية اليمنية يوم الاثنين الماضي في العمق الإماراتي، قوية ومؤثرة وأصابت دويلة الاحتلال الإماراتي بالصدمة والرعب، حسب محللين سياسيين، لكن الصدى الأكبر لهذه العملية الناجحة تردد في كيان الاحتلال الصهيوني الذي بات يقرأ مضامين وأبعاد مثل هذه العمليات النوعية بعقلية أكثر إدراكا وفهما على عكس ما هو عليه حال القادة والسياسيين في نظامي "سعود زايد" واللذين يسارعان عند تلقيهما لأي صفعة إلى التقليل من شأن الخصم وينسبون الإنجاز إلى أطراف أخرى قبل أن يقدموا على الانتقام من المدنيين الأبرياء. وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن القادة الاماراتيين قاموا بالتوسل لکیان الاحتلال الصهيوني لإنقاذهم من هذا المستنقع.
وهنا يتساءل العديد من المراقبين ويتساءل الشارع العربي، هل وصل بنا الحالي إلى أن تطلب دولة عربية مسلمة الدعم والمساعدة من دولة الاحتلال الصهيوني التي تمتلك سجل أسود في قتل الابرياء في الاراضي المحتلة.؟ وهل فعلا اصبحت اسرائيل هي راعية السلام والامن في منطقة الشرق الاوسط.؟ هل اصبح القاتل هو الحارس الامين على الضحية؟. إن هذه الاحداث تؤكد بما لا تدع مجالا للشك بأن بعض الدول العربية وصلت إلى الحضيض وأنها باعت قيمها الاسلامية واصبحت ترى المجرم على أنه الحامي والمدافع.
وعلى نفس هذا المنوال، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن قلقٍ متزايد من تعرض الكيان الغاصب لهجمات جوية مماثلة لتلك التي دكت أبوظبي. وكشف الإعلام العبري عن إجراء خبراء عسكريين إسرائيليين اتصالاً مع القيادات العسكرية في الإمارات لعرض المساعدة في التحقيق وهو ما اعتبره مراقبون وخبراء عسكريون، استباقا صهيونيا للسيناريوهات القادمة المحتملة على صعيد المخاوف المتزايدة التي باتت تؤرق قطعان الصهاينة. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الثلاثاء الماضي، عن مصدرٍ صهيوني قوله "إن مصدر القلق يرجع إلى إمكانية القيام بهجوم مماثل على مواقع إسرائيلية بواسطة مسيّرات موجهة ومتفجرة". وأفادت الصحيفة بأن "خبراء عسكريين إسرائيليين أجروا اتصالاً مع القيادات العسكرية في الإمارات وعرضوا المساعدة في التحقيق بالحادث، إضافة إلى الخوض في مراجعة حيثيات الحالة للاستفادة من الدروس على نحوٍ يكفل إحباط هجمات مماثلة في المستقبل".
وفي الختام يمكن القول إن الامارات ومن لف لفها من الأنظمة العربية التي تراهن على حماية إسرائيل لعروشهم لن تجني شيئا؛ فالإمارات والسعودية تلقتا ضربات موجعه في عمقهما رغم انفاقهما مئات المليارات من الدولارات مقابل الأسلحة الامريكية. وخاصة أن دولة الاحتلال الصهيوني تلقت العديد والعديد من الضربات الموجعة خلال الاشهر الماضية على يد أبطال المقاومة الفلسطينية حماس ولم تستطع انظمتها الدفاعية من التصدي لصواريخ المقاومة وردعها.