الوقت-شيّعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية جثمان سفيرها السابق في لبنان غضنفر ركن ابادي في طهران، وذلك بعد مضي اكثر من شهرين على فقدان اثره في كارثة منى.وإنطلقت مراسم التشييع بعد صلاة الجمعة داخل العاصمة طهران حيث عبّرت الحشود الغفيرة المشاركة في التشييع عن غضبها إزاء ما حل بحجاج بيت الله الحرام ، وقد ردّد المشاركون في مراسم دفن الشهيد ركن ابادي هتافات "الموت لآل سعود".
نبذة عن الشهيد غضنفر ركن أبادي
غضنفر ركن أبادي هو اسم لامع في السياسة الخارجية الإيرانية. ولد عام 1966 في مدينة قم، حضر بقوة في مسيرته فهو حائز على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من الجامعة الإسلامية في بيروت وكان سفيراً لبلاده في بيروت بين 2010 و2014 ونجا عام 2013 من تفجير انتحاري مزدوج طال سفارة بلاده في بيروت في بئر حسن وعاش لسنوات في العاصمة اللبنانية .
نال ركن آبادي شهادة الماجيستير في العلوم السياسية والمعارف الإسلامية من جامعة الإمام الصادق في إيران وشغل منصب مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الايرانية منذ عام 2008 .
المناصب التي شغلها :
1990-1993 خبير سياسي في دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية
1993-1998 سكرتير اول في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان
1998-2002 نائب رئيس دائرة الشرق الأوسط الأولى في وزارة الخارجية
2002-2007 القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق
2007- 2010 رئيسا لدائرة الشرق الأوسط العربي وشمال آفريقيا في وزارة الخارجية وفي نفس الوقت رئيس اللجنة السياسية المنبثقة عن لجنة الدفاع عن القضية الفلسطينية لدى رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية
2009 -2010 عضو الهيئة المركزية لإعادة بناء غزة والمتحدث باسم هذه الهيئة
2010-2014 سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان .
مؤلفاته :
1ـ السياسة والديانة من منظور آية الله كاشاني
2ـ سوريا وحدود 4 حزيران مع الكيان الصهيوني
3ـ الإسلام والنظام السياسي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
بعض من تصريحاته
من عرفه أو رافقه في جولات إعلامية أو سياسية يتحدّث عن رجل متواضع وخدوم يتحدث في القضايا الكبرى ويحرص على عدم اهمال التفاصيل الصغيرة، أسرّ لأحد الاعلاميين أنه ينجذب الى الصدق في شخصية العماد ميشال عون. عن حزب الله قال"حزب الله حالة لبنانية تمكنت من أن تحطم الاحتلال، اما التواجد في سوريا فقد فرضته مصلحة لبنان وسوريا معا بعدما تم استجلاب المرتزقة من كل أصقاع الأرض لتقويض نظام لطالما ساند المقاومة في أكثر الأوقات مصيرية .
أكد في 11 أبريل 2014 :"نحن نكرر أن إيران تأمل ان يكون لها أحسن العلاقات بينها وبين كل البلدان في هذه المنطقة وعلى رأسها المملكة السعودية وانطلاقا من هذا الامر نحن نشعر ان هناك انفراجات بين إيران والسعودية خصوصا حيث ستترك آثارا ايجابية على كل الملفات لا سيما منها المتعلقة بالشرق الاوسط ".
في حديث صحفي: "لا نريد شيئا في المنطقة. لنا مبادئنا التي أرساها الامام المعلم (اية الله الخميني "ره") والتي تكرست دستوريا. ولا يسعنا، في ضوء الثوابت والنصوص، الا ان نكون على اهبة الاستعداد لمديد العون الى كل مضطهد. من هنا بالذات كان تعاطينا مع القضية الفلسطينية. لا غاية اخرى لدينا، ولا نلعب تكتيكيا. سياساتنا واضحة وضوح الشمس " .
كذلك کشفت ابنة الشهید رضوان فارس (الحاج رضا) القائد السابق لجهاز الحمایة في سفارة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة في بیروت الذي استشهد في التفجیر الإرهابي المزدوج الذي استهدف مقر السفارة قبل سنتین، عن تلقیها رسالة وداعیة من السفیر الإیراني السابق في لبنان الشهید غضنفر رکن آبادی یعرب فیها عن تمنیاته من الله تعالی أن یرزقه الشهادة . وقد خاطب السفير رکن آبادی ابنة الشهید فارس فی الرسالة حينها بالقول: أنا 'الآن رایح (ذاهب) إلی الحرم النبوي وأدعو لك ولجمیع الأهل...' .
ویضیف السفیر رکن آبادي: 'اعتبرکم جمیعًا أهلي وأنت ابنتي العزیزة' ویردف قائلاً: 'هنیئًا لأبیك هذه الشهادة'، ثم یختم مضیفًا: 'أتمنی من الله أن ألتحق بأبیك واستشهد فی سبیل الله '.
شهادته
رحل الشهيد ركن آبادي إثر كارثة منى التي افجعت العالم الاسلامي أدرجت اسم ركن آبادي بين المفقودين في البداية ثم روّجت السلطات السعودية خبر دخوله "بإسم مستعار الى المملكة السعودية وبجواز سفر مزور..."، إشاعات نفتها لاحقاً إيران رسمياً، فصفع الرجل كل الأقاويل فتأكد دخوله بإسمه وبجواز سفر عادي غير ديبلوماسي كأي مؤمن غير مثقل بأي حمولة سياسية . وقد تمّ في25-11-2015 التعرف على جثمان الفقيد من بين ضحايا فاجهة منى، وشيّع بعد صلاة الجمعة 27-11-2015 في مصلّى "الإمام الخميني" ودفن في حرم " امامزاده ۵ تن تهران"(مرقد دفن فيه 5 من أفاد الإمام زين العابدين رابع أئمة أهل البيت(ع)) في منطقة لويزان في العاصمة طهران.