الوقت- على الرغم من تدني العلاقات السياسية بين تركيا والكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة، إلا أن هذه التوترات في طريقها إلى الحل في الأيام المقبلة مع زيارة وفود الكيان الصهيوني إلى تركيا.
وفي هذا الصدد، سافر وفد إسرائيلي إلى تركيا في الأيام الأخيرة، والتي كان حاضرًا أيضًا هذه المرة، وفقًا لوسائل الإعلام الصهيونية، ديفيد بارنيا، رئيس جهاز الموساد الصهيوني. إن وجود رئيس الموساد في أنقرة سببه حتما إجراء محادثات بخصوص قضايا أمنية واستخباراتية في مع المسؤولين الأتراك، مما يثير تساؤلات حول الغرض الأساسي من الزيارة.
تقلبات في علاقات الاستخبارات التركية والموساد
أفادت القناة 12 الإسرائيلية في 12 شباط / فبراير أنه "على الرغم من العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين تل أبيب وأنقرة، فقد تعززت علاقات الموساد مع جهاز المخابرات الوطنية التركية (MIT) في السنوات الأخيرة". واضافت القناة ان "جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة الاسرائيلي -الموساد- ساعد في كشف واحباط 12 مؤامرة ارهابية في تركيا خلال العامين الماضيين". وتأتي مزاعم التعاون الاستخباراتي التركي الإسرائيلي هذه بعد أن ذكرت وسائل إعلام تركية الأسبوع الماضي أن 15 شخصًا قد حوكموا بتهمة التجسس السياسي والعسكري لإسرائيل؛ وكتبت صحيفة الصباح المقربة من الحكومة التركية في تقرير: "المشتبه بهم بينهم فلسطينيون وسوريون اعتقلوا في تشرين الأول / أكتوبر خلال عملية لجهاز الاستخبارات التركي "ميت"؛ وإذا ثبتت إدانتهم، فإنهم يواجهون عقوبة تصل إلى 20 عاما في السجن". كذلك واجهة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب توترات في نوفمبر 2021، بعد اعتقال زوجين إسرائيليين بتهمة التجسس لالتقاطهما صورًا للقصر الرئاسي في إسطنبول، حيث تولى نفتالي بينيت وديفيد بارنيا زمام المبادرة في هذه القضية، وبدأ بارنيا مفاوضات مع نظيره التركي لتحرير الزوجين. في النهاية، بعد ثمانية أيام من اعتقالهم، أطلقت الحكومة التركية سراحهم.
الغرض من زيارة الوفد الصهيوني لتركيا
بعد رغبة أنقرة في إقامة وتوسيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، تحدث أردوغان عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في نوفمبر 2021، بعد إطلاق سراح زوجين صهيونيين متهمين بالتجسس. وفي أعقاب ذلك، أعلن أن رئيس الكيان، إسحاق هرتسوغ، سيزور تركيا في آذار (مارس) 2022. وبعد رفع مستوى النشاطات الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية الخميس 10 فبراير أن مسؤولا صهيونيا قام بزيارة سرية لأنقرة والتقى بكبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام تركية أن وفدا من كبار المسؤولين الإسرائيليين زار تركيا في الماضي، بما في ذلك رئيس الموساد ديفيد بارنيا. وفي هذا الصدد، أكدت القناة الرابعة عشرة في تلفزيون الكيان الصهيوني، نقلاً عن تقرير إعلامي تركي عن زيارة كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى أنقرة، إمكانية وجود رئيس الموساد في هذه الزيارة. وقال "هناك علاقة جيدة بين الموساد وجهاز المخابرات التركي وهذه العلاقة كانت قوية وجيدة في ظل رئيس الموساد السابق كوهين رغم أنها كانت متوترة سياسيا". وفي هذا الصدد، يمكن القول إن هذه الرحلة تمت لأغراض محددة، والتي يمكن أن تشمل مشاورات حول تعزيز التعاون الاستخباراتي بين تركيا والكيان الصهيوني، والمفاوضات بشأن إطلاق سراح الأشخاص المتهمين بالتجسس لصالح الكيان، تحت إشراف بارنيا نفسه، وكذلك تشمل المباحثات العلاقات الاستخبارية مع تركيا، وكذلك فيما يتعلق بالتهيئة لزيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا في آذار / مارس الماضي، وتوفير الأمن لهذه الرحلة. بالإضافة إلى ذلك، تأتي الزيارة في الوقت الذي أفادت فيه وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام الأخيرة بأن "إيران تحاول اغتيال رجل الأعمال الإسرائيلي يائير جيلر على الأراضي التركية. وأضافت أن "بعض رجال الأعمال الإسرائيليين تلقوا مؤخراً تحذيرات نصحتهم بوجوب تغيير طبيعة حياتهم وتوخي الحذر بشأن عمليات محتملة تستهدفهم".
في الواقع، يمكن القول إن الموساد سعى إلى زيادة وجوده الاستخباراتي والأمني في تركيا من خلال مزاعمه بـ "مواجهة الأعمال الإرهابية الإيرانية"، ويمكن أن يكون وجود ديفيد بارنيا في تركيا في الأيام الأخيرة أيضًا خطوة نحو هذا الهدف.