الوقت- خلال الایام الماضیة ورغم جائحة كورونا، شهدت الصين انطلاق حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في العاصمة بكين، وشهد حفل الافتتاح حضوراً رسمياً كبيراً خصوصاً بين رؤساء الدول العربية، ولكن كان من اللافت غياب ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، عن افتتاح دورة الألعاب، على الرغم من ورود اسمه في قائمة المدعوين، فيما كانت الصحافة السعوديّة قد أكّدت بشكل مستمر وحتي قبل ساعات من بدء الحفل على حضور ولي العهد السعودي. ولكن عدسات الکامیرات الناقلة للحفل لم ترصد سوى حضور السفيرة السعودية الأميرة ريما بنت بندر وتلويحها عند دخول فريق بلادها الساحة. وكان هذا في الوقت الذي كانت السفارة الصينية لدى السعودية سبق وغردت برسالة ترحيب حار بولي العهد في حفل الافتتاح، ولكن يبدو ان الامير الشاب غير خطته في آخر لحظة.
مهرجان الإبل و افتتاح الاولمبيات في الصين، ايهما اهم؟
في الواقع كان ينظر إلى أن الزيارة المأمولة لـ"بن سلمان" إلى الصين على أنها ستعزز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، فالجانب السعودي كان ينظر إلى هذه الزيارة كفرصة مهمه لتفعيل النشاط المتعلق بتقوية العلاقات مع الصين وخاصة في ظل الكثير من التجاذبات التي شهدتها الساحة السياسية في علاقة السعودية مع بعض الاطراف الدولية؛ فالعلاقات السعودية في الفترة الأخيرة شهدت فتوراً كبيراً في علاقتها الدولية على خلفية الكثير من القضايا والأحداث، وخصوصاً المنعطفات التي حصلت بعد قضية خاشقجي
وبالتالي ظهرت تساؤلات وتكهنات لدى وسائل الإعلام العربية والعالمية حول أسباب غياب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن حفل افتتاح دورة الألعاب المهم في بكين وهو يعتبر حدثاً عالميا مهم وفرصة لبن سلمان لإعادة استعراض نفسه على الساحة الدولية. وهنا يطرح تساؤل، هل ياترى أن آخر الفعاليات التي شارك بها الأمير بن سلمان، وهي حضوره مهرجان الإبل في بلاده، أهم من حضوره حفل الافتتاح في الصين ؟
لا شك أن غياب بن سلمان عن أولمبياد بكين يكشف حجم الضغوطات التي يواجهها ولي العهد السعودي ومطالبة الكثير من منظمات حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم بمحاكمته على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018، حيث سبق وأن رُفعت دعوى قضائية جنائية أمام القضاء الألماني على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تتهمه فيها بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، و بهذا فلا شك أن ولي العهد السعودي في ورطة كبيرة. على سياق أخر هناك غضب شعبي من قبل الشعوب العربية والإسلامية بسبب الحرب في اليمن، و يتجلى ذلك بوضوح على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تضج بمطالبات ومنشادات يومية بوقف الحرب التي ارتكب فيها التحالف الذي تقوده السعودية ابشع الجرائم "ضد الانسانية" في اليمن. حيث يقوم مراراً وتكراراً باستهداف المدنيين اليمنيين وفي البيوت ومخيمات النازحين والأسواق والمباني السكنية والمستشفيات. اضافة الى اتهامات بتورطه بعمليات تعذيب بحق أبناء الشعب السعودي قام بها مسؤولون سعوديون.
في النهاية يمكن القول إن عدم حضور ابن سلمان فعاليات أولمبياد بكين رغم تأكيد الإعلام السعودي حضوره يعكس تخبط الامير الشاب الطائش في إتخاذ قرارته السياسية ويظهر عدم قدرة الموسسه السياسية على اتخاذ أبسط القرارت كما ويبين حجم الضغوطات الهائلة التي يعاني منها رجل المنشار كما لقبه الغرب بعد قضية خاشقجي.
يبدو أن ابن سلمان لدية خيارين لا ثالث لهما فما أن يستمر بسياستة الطائشة بتجاهل حقوق الإنسان في بلده وإستمرار سياستة الإقليمية التي تقضي بالتدخل بشؤون دول المنطقة وضرب أمنها وإستقرارها وخصوصاً حربه العبثية على اليمن وبذلك لن يستطيع الخروج من عزلته السياسية الدولية؛ واما أن يتخذ نهجاً تصحيحياً بإقامة علاقات سليمة ومتوازنة مع دول المنطقة على أساس الأمن المشترك والمصالح المشتركة، وإفساح المجال لمزيدٍ من حقوق الإنسان والحريات السياسية للشعب السعودي وهو ما يبدو مستبعداً من الامير الذي يخطط للحكم لفترة طويلة ولن يتم ذلك له مالم يخدم الأجندات الأمريكية الصهيونية القاضية بزعزعة أمن واستقرار المنطقة حفاظاً على وجود الكيان الصهيوني في قلب الأمة الإسلامية.