الوقت- يبدو أن التبعات السلبية لاغتيال الصحفي السعودي الناقد "جمال خاشقجي" ما زالت تلقي بضلالها على البيئة السياسية والاقتصادية وحتى الترفيهية في السعودية. بالإضافة الى ذلك، يرفض الرئيس الأمريكي جو بايدن الاتصال بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، المسؤول المباشر عن اغتيال خاشقجي.
وكتبت صحيفة "رأي اليوم" في تقرير لها "الشركات التي تعهدت بعدم التعامل مع السعودية بعد اغتيال خاشجي لعلاقة القضية بحقوق الإنسان، منهم من يتاجر مع هذا البلد سرا حتى لا يفقد سمعته ويتلقى أموالا سعودية مقابل ذلك. على سبيل المثال، وفقًا لمراقبين، كان مهرجان جوائز السعادة، الذي أطلقته الحكومة السعودية والهيئة الترفيهية، دليلًا ملموسًا على إحجام بعض الفنانين عن دخول المملكة العربية السعودية. ونظم المهرجان تركي آل الشيخ، رئيس مجلس الترفيه السعودي بالرياض، ولم يحضره العديد من كبار الفنانين العالميين وكان محدوداً للغاية. يعود فشل الحكومة السعودية في جذب كبار النجوم الأمريكيين وأصحاب الأفلام عالية الأجور لحضور المهرجان إلى السجل الأسود للمملكة العربية السعودية في مجال حقوق الإنسان.
كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، عن تورط شركة إعلامية نظمت حفل جوائز السعادة في السعودية، ويُشار إلى أن الشركة تعهدت بإغلاق عملياتها في البلاد، وهذا يعتبر فضيحة كبرى لهذه الشركة وعار كبير للمسؤولين السعوديين. بعد ثلاث سنوات فقط من اغتيال الصحفي السعودي الناقد، تخلت شركة الإعلام الإعلاميةWeiss Media ، التي تسعى للحصول على أموال سعودية، عن وعدها بعدم التعامل مع المملكة العربية السعودية. في عام 2020، حصلت الشركة على 20 مليون دولار فقط لتنظيم احتفال في مدينة العلى بالمملكة العربية السعودية.
كشف موقع Inside Arabia مؤخرًا عن نية ولي العهد السعودي إنشاء منصة إخبارية رقمية جديدة في واشنطن العاصمة من أجل تحسين صورته، ما يعكس عزلة المملكة العربية السعودية وخوفها من تدهور سمعة محمد بن سلمان على المستوى العالمي. وبحسب استطلاعات الرأي التي نشرها الموقع نفسه، فإن الإحصائيات تشير إلى أن الشعب الأمريكي ينظر إلى السعودية على أنها عدو وليست حليفاً، حيث خرجت مظاهرات إلى الشوارع ضد نظام آل سعود، وطالب كثير من المحتجين بوقف ضد الحرب في اليمن ومعاقبة السعودية على جرائمها. وجدير بالذكر أن الحكومة السعودية أنفقت أكثر من 27 مليون دولار في العام الأول بعد اغتيال خاشقجي للتأثير على الرأي العام الأمريكي. ويبدو أن الرأي العام الدولي لم يتأثر بالدعاية السعودية، فقد سأل نشطاء معروفون على موقع يوتيوب الرأي العام الأمريكي عن محمد بن سلمان، فكانت معظم الإجابات عن جرائم خاشقجي ورجل "المنشار" والحرب في اليمن والحكم الديكتاتوري في السعودية. ربما أقنع هذا الامر المملكة العربية السعودية بتحسين صورتها من خلال شركات العلاقات العامة ودفع مبالغ كبيرة من المال.
وصل محمد بن سلمان إلى الصين، الجمعة، لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، في حين قاطع القادة الغربيون حفل الافتتاح. هذه واحدة من الرحلات القليلة التي قام بها الأمير الشاب إلى دول حول العالم بعد العقوبات الأمريكية والأوروبية، حيث كانت معظم رحلاته إلى عواصم دول الخليج الفارسي والعالم العربي، لكن هذه الرحلات لم تساعد في تحسين علاقات الأمير مع الغرب.
يعتقد بعض الخبراء أن محمد بن سلمان يبحث عن حلفاء جدد، لكن الأدلة تظهر أن الأمير الشاب لا يزال يسعى إلى تحسين صورته في أمريكا، ويأمل السعوديون في جذب الانتباه الأمريكي من خلال هذه الضغوط (محاولة إيجاد حلفاء جدد).