الوقت- تتواصل المعارك العنيفة، لليوم الخامس على التوالي، بين قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من جهة وبين قوات تحالف العدوان السعودي والفصائل المسلحة التابعة لها من جهة أخرى غرب محافظة شبوة. وقالت مصادر محلية في محافظة شبوة، إن "مواجهات عنيفة بين الطرفين تواصلت منذ يوم الجمعة الماضي، في الصحراء الفاصلة بين مديريتي عسيلان وبيحان، تمكنت خلالها قوات صنعاء، من السيطرة على منطقة العكد والتقدم باتجاه مواقع قوات التحالف في منطقة الرملة القبلية شمال منطقة المجبجب، حيث تدور حالياً معارك عنيفة بين الطرفين بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي متبادل". ووفقاً للمصادر، فإن المواجهات الشرسة بين الطرفين أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، يأتي ذلك جراء التصعيد العسكري الأخير لقوات تحالف العدوان السعودي بشن هجوم عسكري فاشل الثلاثاء الماضي، باتجاه مواقع قوات حكومة صنعاء، في منطقة الساق، على أمل فصل مديرية بيحان شبوة عن مديرية حريب مأرب، حيث تمكنت قوات صنعاء من اجبار قوات التحالف على الانسحاب باتجاه منطقة "المجبجب" التي سقطت بقبضة قوات صنعاء يوم أمس.
وفي غضون ذلك واصلت مقاتلات التحالف شن غاراتها على عدد من مناطق المواجهات في صحراء عسيلان شبوة، خاصة المناطق التي سيطرت عليها قوات صنعاء، مؤخراً، وذلك في محاولة لايقاف تقدمات قوات صنعاء في جبهات غرب محافظة شبوة. وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" تمكنوا، يوم الجمعة الماضي، من إفشال زحف واسع لقوات التحالف والجماعات المسلحة التابعة لها، غرب محافظة شبوة. وفي هذا السياق، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، في صنعاء، اللواء عبد الله الجفري، إن ما يتم ترويجه عن انتصارات لدول العدوان في جبهات القتال غير صحيح، والجميع جرب تلك الحملات طوال سنوات الحرب وتبين له أن الواقع دائما عكس ما يقولون في وسائل إعلامهم.
وأضاف، "استمعنا قبل أيام قليلة للإحصائيات التي أوردها الناطق الرسمي في صنعاء للعام (2020 / 2021)، التي حوت أعداد القتلى والجرحى من المرتزقة في الداخل والخارج وهي أعداد كبيرة جدا، علاوة على عمليات السيطرة واغتنام الأسلحة والمعدات وتابع الخبير العسكري اليمني: "كما تم أيضا قطع خط الإمداد على مدينة مأرب في سياق عملية تحرير مأرب بالكامل… إذا ما هي الانتصارات التي يتحدثون عنها، كما أن كل المحاور التي تحيط بمدينة مأرب من الجيش واللجان الشعبية لا تزال في مواقعها ومستميتة وعلى مسافات قريبة جدا من مركز المدينة لا تزيد على 7 كيلومترا، إذا الأمور حسمت عسكريا في مدينة مأرب.
وحول ما يحدث في محافظة شبوة يقول الجفري إن "منطقة عسيلان التي يتحدثون عنها هي منطقة مسالمة وخاصة في بني الحارث وهي منطقة اشتباك في الوقت الراهن، حيث كانت منطقة بني الحارث محايدة لا مع هذا الطرف ولا مع الطرف الآخر، وقبل "أنصار الله" هذا الاتفاق حتى لا تكون المنطقة معرضة للاشتباكات، لكن عندما دخلت قوات العمالقة وخرقوا هذا الاتفاق صنعوا لهم انتصارات وهمية، وبناء على ذلك تم التصدي لهم وتكبيدهم أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وتدمير عدد من آلياتهم، ولم يحدث أي تقدم لدول العدوان سواء كان في الساحل الغربي أو في محافظة شبوة أو مدينة مأرب ولا حتى في الجوف، وجميعها أخبار كاذبة".
وعلى صعيد متصل، أفادت مصادر محلية يمنية ،أمس بمقتل وإصابة 20 جنديا من قوات ألوية العمالقة في محافظة شبوة، شرقي اليمن. وقالت المصادر إن خمسة جنود قتلوا وأصيب 15 آخرون في قصف يعتقد أنه صاروخي شنه جماعة أنصار الله استهدف معسكر خمومة في مديرية مرخة. وأضافت أن الجرحى نقلوا إلى مستشفى عتق لتلقي العلاج، مشيرة إلى أن جراح بعضهم خطيرة. ولم يصدر جماعة أنصار الله اي تعليق حول هذا القصف. واكدت مصادر عسكرية ومسؤول محلي باليمن إن جماعة أنصار الله أطلقت صاروخا على معسكر لقوات يمنية موالية للتحالف الذي تقوده السعودية أمس، بعد أن أرسل التحالف تعزيزات لصد هجوم على محافظة شبوة المنتجة للنفط. وقالت ثلاثة مصادر عسكرية إن الصاروخ الباليستي تسبب في مقتل خمسة جنود وإصابة 13 في المعسكر بمديرية مرخة. وقال مسؤول محلي إن القتلى عددهم سبعة.
وشنت جماعة أنصار الله هجمات داخل شبوة وقطعت خطوط الإمداد عن مأرب، وهي آخر معقل في الشمال للحكومة المعترف بها دوليا. ولا تزال القوات الحكومية تسيطر على عاصمة مأرب ومنشآت النفط والغاز القريبة. وهناك حالة جمود منذ سنوات على صعيد المعارك العسكرية في الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين، لكن 2021 شهدت تغيرات في الخطوط الأمامية قد تزيد من تعقيد جهود السلام المتعثرة. وكثفت جماعة أنصار الله أيضا هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة عبر الحدود على السعودية، وشن التحالف ضربات جوية على أهداف لجماعة أنصار الله، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وعلى نفس هذا المنوال، بارك مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري اليوم برئاسة رئيس المجلس الدكتور "عبد العزيز صالح بن حبتور"، الانتصارات المتتالية التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية والأحرار من أبناء القبائل في كافة الجبهات ومأرب وشبوة بصورة خاصة. وحيا رئيس المجلس، البطولات الأسطورية للجيش واللجان الشعبية والأحرار في جبهات الكرامة والعزة والشرف، والتضحيات الجسيمة التي يقدمونها على مدى السنوات الماضية وحتى اللحظة في مواجهة التحالف الباغي وأذنابه ومرتزقته وصنيعته من العناصر القاعدية والداعشية. ونوه بالروح المعنوية والقتالية العالية لأبطال الوطن الذي يخوضون هذه المعارك بإمكانيات تسليحية لا تقارن مع ما لدى المعتدين وأتباعهم وعملائهم من قدرات تسليحية متطورة وغطاء جوي ودعم لوجستي .. مشيراً إلى أنهم على الرغم من كل ذلك يصنعون الفارق في جميع الجبهات ذوداً عن الوطن وكرامة أبنائهم وصون حاضرهم ومستقبلهم من التبعية والارتهان.