الوقت- في محاولة للهروب من الصفعة المدوية التي وجهتها له القوات البحرية اليمنية من خلال الاستيلاء على السفينة العسكرية الإماراتية التي انتهكت المياه اليمنية، لجأ تحالف العدوان الأمريكي السعودي بمساندة صريحة من واشنطن إلى التهديد باستهداف وتدمير موانئ الحديدة، ووضعها في دائرة تصعيده الإجرامي المستمر، تحت شعار حماية الملاحة البحرية، الذي يبدو أن الرعاة الدوليين للعدوان يحاولون إعادة رفعه مرة أُخرى لتضليل الرأي العام وتبرير استمرار الحرب والحصار وابتزاز صنعاء، في ظل صمت أممي مخزٍ من جانب الأمم المتحدة التي تشرف رسميا على تفتيش كل السفن الواصله إلى الحديدة، غير أن هذا المسعى العدواني سيصطدم مجددًا بتحذيرات صنعاء العسكرية التي يستحيل تجاوزها .صنعاء كانت لها ردود واضحة وشديدة اللهجة على مزاعم وتهديدات تحالف العدوان، حيث أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض، وناطق "أنصار الله"، محمد عبد السلام، أن "اليمن معني قطعاً بممارسة كامل الحق في الدفاع عن أمنه وأمن مياهه الإقليمية، مثل كل دولة معنية بالدفاع عن مياهها الإقليمية، وما حصل مؤخراً قبالة مياه الحديدة باحتجاز سفينة شحن عسكرية إماراتية غير خاضع لأية مزايدة إعلامية أو سياسية، هي معركة كرامة وسيادة وشعبنا مستمر فيها حتى النهاية"
وأضاف عبد السلام إن "ميناء الحديدة مغلق منذ قصفه بالطيران أواخر عام 2015 باستثناء ما ندر من عمليات إنسانية، ومع ذلك فإن تهديد تحالف العدوان باستهداف المنشآت المدنية ليس جديدا، فقبل أيام قصف مطار صنعاء ومنشآت مدنية أخرى بدعاوى سخيفة، واختلاق المبررات والادعاءات الكاذبة هو ديدن هذا التحالف المفلس". وعلّق عضو الوفد الوطني المفاوض، عبدالملك العجري، في السياق نفسه قائلاً إن: "السفينة روابي لم تكن تحمل بطيخاً بل عتاداً حربياً لحربنا وفي مياهنا، أما مزاعم التحالف بخصوص الميناء فأصبحت مثل مسمار جحا، فكل مدن وشوارع وملاعب ومطارات وموانئ وجسور اليمن أصبحت مخازن ومعامل للصواريخ، ولا دولة عظمى لديها هذا الترسانة".
ومن جانبها قالت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان لها، إن "المحاولات الهزلية لتبرير استهداف تحالف العدوان الموانئ اليمنية، لا تعدو عن كونها تحرّكاً سينمائياً رخيصاً، يُظهر للعالم الفشل الذريع الذي تعيشه السعودية". وأضافت أن "السعودية تدرك أنها الجهة الأساسية والسبب الرئيسي في تحويل منطقة البحر الأحمر وباب المندب إلى ساحة عمليات عسكرية، من خلال عدوانها". وأشارت الوزارة إلى أن "ناطق العدوان ظهر في صورة باهتة ومشوشة، لا ترقى إلى ما لدى حلفاء السعودية المعروفين، من قدرات استخبارية جوية وبحرية". وبينت وزارة الخارجية في بيانها أن "السفينة، روابي، وسفناً أخرى، كانت في نطاق عمليات قوات صنعاء الدفاعية". وتابعت أن "الوضع الحالي لمنطقة العمليات البحرية الحربية على طول الساحل اليمني، يُظهر ويُؤكد مساهمة تلك الأهداف، على نحو مباشر أو غير مباشر، في العدوان العسكري على اليمن". وختمت الوزارة بيانها بتأكيد أن "السعودية والدول الغربية وأمريكا التي تقف وراءها هي السبب الرئيسي في اختلاق كل الإشكالات والتجاوزات، وتحويل البحر الأحمر ومضيق باب المندب إلى ساحة حربٍ محتملةٍ".
وكان المتحدث باسم التحالف السعودي، تركي المالكي، تحدث اليوم السبت عما وصفه بـ"أدلة" بشأن "الاستخدام العسكري لميناءي الحديدة والصليف". وفي وقتٍ سابق اليوم، عرضت القوات المسلحة اليمنية مشاهد توثق نقل أسلحة ومعدات عسكرية، داخل سفينة الشحن العسكرية الإماراتية، التي احتجزتها قبل أيام. وفي الـ3 من الشهر الجاري، أعلنت القوات المسلحة اليمنية ضبطها "سفينة شحن عسكرية إماراتية، على متنها معدات عسكرية، ودخلت المياه اليمنية من دون أي ترخيص، وتمارس أعمالاً عدائية". وقال رئيس الوفد المفاوض في جماعة "أنصار الله"، والمتحدث باسمها، محمد عبد السلام، عبر "تويتر"، إن "ميناء الحديدة مغلق منذ قصفه بالطيران أواخر عام 2015 إلا ما ندر من عمليات إنسانية، ومع ذلك تهديد تحالف العدوان باستهداف المنشآت المدنية ليس جديدا فقبل أيام قصف مطار صنعاء ومنشآت مدنية أخرى بدعاوى سخيفة".
وأضاف عبد السلام إن "اختلاق المبررات والادعاءات الكاذبة هو ديدن هذا التحالف المفلس". يأتي ذلك بعد اتهام وجهه التحالف العربي للجماعة، بالتخطيط والتنفيذ لعملية السيطرة على سفينة الشحن "روابي" انطلاقا من ميناء الحديدة، واتخاذ الميناء مركزا رئيسيا لاستقبال وتجميع الصواريخ الباليستية الإيرانية. وكانت قوات صنعاء أعلنت الاثنين الماضي احتجاز سفينة شحن إماراتية في المياه الإقليمية اليمنية، وقالت إن السفينة "تحمل معدات عسكرية"، وذلك بعد دخولها المياه اليمنية دون ترخيص من الجماعة، وقالت إن السفينة تمارس "أعمالا عدائية تستهدف أمن واستقرار الشعب اليمني".
وقال نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء حسين العزي ، في تغريدة على منصة (تويتر): "حصارهم المتعاظم وحرمان الشعب اليمني من الوقود اليمني ومن الوقود المستورد من الخارج في نفس الوقت ينم عن إفتقار للحكمة باعتباره سلوكاً تعسفياً قد يضع المنطقة بكلها على مشارف مرحلة جديدة لم نكن نريدها ولانتمناها". وختم بالقول: "لكن في نهاية المطاف تتحمل دول العدوان والعقلاء فيها تحديدا كامل المسؤولية". وأضاف نائب وزير الخارجية حسين العزي، ردا على ناطق العدوان، إن البعثة الأممية تنفذ زيارات دورية إلى موانئ الحديدة بشكل يومي وأسبوعي منذ اتفاق السويد. واستغرب العزي مما وصفه جرأة ناطق العدوان في نسج اتهامات، لافتا إلى أن التحالف في الواقع أولى بهذه التهم نظرا لانتهاكاته الجسيمة للقوانين والقيم الإنسانية وأخلاق الحروب. وأوضح أن صنعاء بعثت عشرات الرسائل إلى الأمم المتحدة بخصوص نقل وتطبيق آلية "اليويفيم" إلى ميناء الحديدة، مشيرا إلى أن تحالف العدوان يعمل على إعاقة وصول آلية اليونفيم إلى الميناء.