الوقت - تعود القضية الفلسطينية لتجمع منظمات المقاومة. وهو ما أكدته زيارة وفد حركة حماس والتي حملت عنوان التعزية والتضامن مع قيادة حزب الله، لا سيما بعد التفجيرات التي حصلت في برج البراجنة في لبنان مؤخراً. لتكون القدس أكبر من كل الإختلافات التي قد تكون طغت في الآونة الأخيرة. فماذا في اللقاء الذي جمع الطرفين؟
استقبل نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم وفداً قيادياً من حركة حماس ضم نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق ومسؤول العلاقات الخارجية أسامة حمدان وممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، بحضور مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله حسن حب الله، حيث جرى البحث في آخر المستجدات على الساحتين الفلسطينية واللبنانية. وشكر قاسم الوفد على التعزية بشهداء برج البراجنة، وأكَّد على أهمية مواجهة الفتنة وصنَّاعها، مشيراً الى أن هذا ما يتحقق عندما يتم العمل على الوحدة الوطنية والإسلامية، وتبقى بوصلة وأولوية الجميع مواجهة الکيان الإسرائيلي. كما أكد الشيخ قاسم على أن أمريكا والدول التابعة لها تعبث في منطقتنا، وهو ما يدمر خيراتها ويعطل الحياة فيها لمصالحها، ولكن التصدي للمشروع المعادي للمقاومة بالجهوزية والجهاد والتعاون قد كسر اندفاعة هذا المشروع، وعلينا الإستمرار والصبر لقطف ثمار الصمود والتضحيات لما فيه خير وقضيتنا المركزية فلسطين وبناء دولة الشراكة في لبنان. من جهةٍ أخرى أكد أبو مرزوق إدانة حركة حماس للتفجير الإرهابي الذي استهدف المدنيين والأبرياء في منطقة برج البراجنة ناقلاً للأمين العام ولقيادة "حزب الله" واسر الشهداء تعازي رئيس المكتب السياسي خالد مشعل وقيادة "حماس".
ورأى الطرفان أن هذه الأعمال الإرهابية تحرف البوصلة عن القضية الأساس فلسطين، وتصب في خدمة الکيان الإسرائيلي الذي يمارس كل صنوف القتل ضد الفلسطينيين العزَّل في القدس والضفة والقطاع والـ 48 بهدف تمرير مسلسل الإستيطان والتهويد الذي يطاول الأحياء والمدن الفلسطينية ومصادرة ما تبقى من أملاك وأراضٍ ومؤسسات فلسطينية بدعم أمريكي وصمت عربي فاضح بعيداً عن كل القيم الإنسانية والأخلاقية. ودعا المجتمعون إلى دعم الإنتفاضة الباسلة وحمايتها وتحصينها ضد المشروع الصهيوني، وبذل كل الجهود لتوحيد الصف وإنهاء الإنقسام وإلى مزيد من التنسيق لتحصين المخيمات من بعض العابثين، مؤكدين أن القضية الفلسطينية هي من أولى أولويات المقاومة التي هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض والمقدسات.
عادت القدس مرةً أخرى لتجمع المسلمين. فالتوجهات الأخيرة والتي جعلت البعض يشتبه في القراءة بين سطور السياسة المعقدة اليوم، يبدو أنها عادت لتضع فلسطين في أولوية الخيارات. فيما يجب الأخذ بعين الإعتبار أن التحولات الأخيرة والتي رسخها صمود محور المقاومة بقيادة إيران، لا بد أنها جعلت البعض يُعيد النظر في سياسته.