الوقت - شهدت ما يزيد على 30 مدينة مغربية وقفات تحت شعار"الشعب يريد إسقاط التطبيع" في الذكرى الأولى لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
وجرت الوقفات بالتزامن مع الذكرى الأولى لتوقيع الاتفاق الثلاثي الذي استأنفت ضمنه المغرب تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وما تلاه توقيع اتفاقيات التعاون العسكري.
وذكرت صحيفة "هسبريس" المغربية أن مواطنين من 36 مدينة تفاعلوا مع نداء"الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" حيث جرت الاحتجاجات والوقفات في مدن الرباط، طنجة، أغادير، وجدة، الدار البيضاء، سيدي يحيى الغرب، الناظور، مكناس، أبي الجعد، تطوان، العرائش، مراكش، القصر الكبير، بركان، تاوريرت، زايو، جرسيف، تازة، فاس، صفرو، سيدي قاسم، آزرو، سيدي سليمان، جرف الملحة، وزان، المحمدية، سوق الأربعاء، القنيطرة، بن سليمان، سيدي بنور، أبي الجعد، الفقيه بن صالح، مراكش، الجديدة، بني ملال، وإنزكان".
وأشارت "هسبريس" إلى أن السلطات العامة قابلت هذه الوقفات التي نظمت، يوم الأربعاء الماضي، بالمنع، بحجة "حالة الطوارئ الصحية المعلنة، المرتبطة بتفشي جائحة كورونا".
وأعلنت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" ، تنظيم "محاكمة رمزية" حول التطبيع والمطبعين يوم السبت بالتوقيت المحلي.
وتعد هذه المحاكمة الرمزية جزء من أنشطة وفعاليات احتجاجية أخرى تقودها الجبهة المغربية طوال شهر ديسمبر الجاري في ذكرى مرور عام على توقيع اتفاق التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني في العاشر ديسمبر 2020 وما تلاه من اتفاقيات وشراكات بين الطرفين.
ودعت الجبهة، مسانديها وأعضاءها إلى الاحتجاج بمختلف مدن المملكة خلال الشهر الجاري، واصفة ذكرى إعلان التطبيع بـ "المشؤومة"، وما نتج عنه من اتفاقات "تفريطا في السيادة الوطنية".
وأكدت، استمرار الأشكال النضالية ما استمر التطبيع، حتى إسقاطه، ببرنامج نضالي لمقاومته بكل الأشكال السلمية المتاحة.
وتعرض مناهضو التطبيع في كل من الرباط واكادير وزايو والقنيطرة وخنيفرة والعرائش...إلى الضرب بالعصي والهراوات ما خلف عدداً من الإصابات. ومنعت عناصر الأمن بالقوة وقفة احتجاجية كان من المقرر تنظيمها أمام مقر البرلمان بالرباط، لتتحول إلى مسيرة جابت عدداً من شوارع العاصمة الرباط رغم الحصار الأمني المضروب على العاصمة المغربية.
وقال عضو الفدرالية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، أمين عبد الحميد، في تصريحات صحفية في نهاية مسيرة الرباط إن المدن المغربية خرجت للتنديد بالتطبيع مع الكيان الصهيوني رغم القمع للتأكيد على وفائها للقضية الفلسطينية وللتبرؤ من كل اتفاقيات التطبيع.
من جهتهم أطلق حقوقيون مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي حملة شعبية لمناهضة التطبيع تحت شعار "فليسقط التطبيع" وذلك في الذكرى السنوية الأولى لتوقيع نظام المخزن لاتفاقية التطبيع المشؤومة مع الكيان الصهيون المحتل.
ويستنتج من التطوّرات الحاصلة بالمملكة أن النظام والشعب يسيران في تيارين متعاكسين تماما، ما ينذر بانفجار الوضع بعد أن طفح الكيل لدى أبناء الشعب المغربي الذين يواجهون تحديات فرضها عليهم النظام وسياسته من حالة اجتماعية مزرية وتدهور للحال في جميع القطاعات وخاصة التعليم والصحة، يضاف الى ذلك تصاعد حدة القمع الذي تجابه به احتجاجاتهم السلمية.
ويعيش المغرب في غليان شامل توج بغضب المحامين على فرض "جواز التلقيح" للولوج للمحاكم، حيث أدان في هذا السياق التكتل الحقوقي بالمغرب حملة الترهيب التي تستهدف المحامين بالمملكة وطالب بوقف قرار فرض جواز التلقيح لدخول المحاكم.
من جهتها أدانت حركة "مغربيات ضد الاعتقال السياسي الاعتداءات الصهيونية ضد الأسيرات الفلسطينيات وأكدت تضامنها الكامل معهن، كما طالبت بالإفراج الفوري عن جميع الاسيرات والاسرى الفلسطينيين".
ويرى إدريس راضي، والد الصحفي المغربي عمر راضي الموجود رهن الحبس، أن "الشارع المغربي أصبح مفتوحا على احتمال واحد لا ثاني له وهو الاحتقان بعدما صارت الأجهزة تعطل الدستور والقوانين وكأننا في حالة طوارئ حربية".
وكتب إدريس راضي منشورا على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" على شكل رسالة موجهة لنجله المعتقل تحت عنوان "لليوم 147 من الحكم الجائر ولليوم 512 من الاعتقال التعسفي.. طال تغييبك أيها الغالي ظلما وعدوانا"، متسائلا "متى تنتهي محنتنا ومحنة المعتقلين بعدما تم الإجماع على أنها محاكمات سياسية بلباس أخلاقي وبانتقام أسود على شجاعتهم وقدرتهم على إحراج السلطة وفضح فساد رجالها ؟ متى تنتهي تفاهة صحافة الرصيف من الهجوم على الحقوقيين والسياسيين وتتوعدهم واحدا واحدا بمصير من سبقوهم من التشهير والتحريض والمحاكمات والسجن؟".
ووصف عبد الصمد فتحي، منسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ونائب منسق “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع”، وصف ذكرى اتفاق استئناف التطبيع بـ”الذكرى السنوية المشؤومة للتطبيع مع الكيان الصهيوني”، مشيرا إلى أن هذا الأمر “دفع الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع إلى الدعوة إلى يوم وطني ضد التطبيع”.
وقال عن الوقفات التي نظمت إن “ما يقرب من 40 مدينة خرجت استجابة للنداء، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، وإدانة لسياسة التطبيع، الذي هو تسونامي خرج عن كل الخطوط، وأخرج التطبيع من الإطار الطبيعي إلى إطار عهد حماية جديدة صهيونية”.
وتابع المسؤول في “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع” القول بهذه المناسبة إن “آلاف المغاربة رجالا ونساء كبارا وصغارا خرجوا تضامنا، لكن جوبهت وقفاتهم للأسف بالقمع في كثير من المدن، مثل الرباط وأغادير، ونقل بعضهم إلى المستشفيات، مع اعتقال مشاركين، رغم أنها وقفات سلمية، أراد أصحابها التعبير عن موقف مناهض ومعارض لقرار السلطة، المستفرد، والمخالف لنبض الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني، الذي يرفض كل تطبيع مع الكيان المحتل المشرد لأهل فلسطين”.
ورأى أن الوقفات بمثابة تضامن يأتي “من باب الأخوة والوفاء؛ فلا يجب أن يكون أي اعتراف بهذا الكيان، ولا أن تجمعنا أي ارتباطات معه، لأنها تزكية، ليزيد في بطشه وتنكيله بأهلنا في فلسطين، ناهيك عما يؤدي إليه هذا من تخريب لبلدنا، ونسيجه المجتمعي واستقراره واستقلاله”.
وبشأن النشاطات المقبلة المنددة بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي قال عبد الصمد فتحي: “الأشكال النضالية سوف تستمر، ما استمر التطبيع، حتى إسقاطه، ببرنامج نضالي لمقاومته بكل الأشكال السلمية المتاحة”.