الوقت- رغم أن الأردن طبع علاقته مع الكيان الصهيوني بموجب ما تسمى معاهدة سلام "وادي عربة" عام 1994، فإن 27 عاما لم تجبر الشعب الأردني على القبول بإسرائيل والتماهي معها وفرضها عليه. وما زال الأردن عبر برلمانه وشعبه يعلن رفضه لأشكال التطبيع كافة ويبغض المطبعين ويدينهم.
برز ذلك في انسحاب طلاب وأكاديميين بالجامعة الأردنية، من ندوة للمنح الدراسية أقيمت أخيرا في كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات، رفضا لاستضافة ممثلين عن جامعة محمد بن زايد (ولي عهد أبوظبي) للذكاء الاصطناعي الإماراتية، لتعاونها مع جامعات ومعاهد إسرائيلية.
وكانت الجامعة الأردنية أعلنت عبر عمادة كلية تكنولوجيا المعلومات، أن وفدا من جامعة "محمد بن زايد" للذكاء الاصطناعي سيزور الجامعة الأردنية لعقد ندوة تعريفية عن الدراسات العليا والمنح الدراسية المتاحة للطلبة.
وخلال الندوة، تبين وجود شركاء في برنامج المنح الدراسية من إسرائيل، حيث ظهر اسم مركز "وايزمان" للعلوم والتكنولوجيا، والجامعة العبرية.
وعلى الفور، انسحب عدد من الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية من الندوة، ونظم الطلاب وقفة احتجاجية في ساحة الجامعة استنكارا لما حدث.
ولم يصدر تصريح رسمي أردني من الجامعات التي من المفترض أن يزورها الوفد، أو من الجامعة الإماراتية.
وتأكيدا على رفض الزيارة، توجه طلاب الجامعة إلى مبنى كلية “آي تي” التي كان من المقرر أن تستضيف الندوة، وعبروا ع رفضهم لمثل هذه الزيارة. حيث رفعوا لافتات ورقية مكتوب عليها شعارات ضد الاحتلال والتطبيع معه.
وأصدرت الكتل الطلابية بيانا أشادت فيه بقرار إدارة الجامعة إلغاء الزيارة.
وقالت الكتل : “بعد التواصل مع إدارة جامعتنا ممثلةً بعميد شؤون الطلبة الأكرم الدكتور صادق شديفات، ونقلًا عنه. فقد تم إلغاء زيارة وفد جامعة بن زايد للذكاء الاصطناعي”.
كما قدمت “القوى الطلابية” الشكر لإدارة الجامعة وعميد شؤون الطلبة فيها، “على موقفهم وتجاوبهم مع مطالب الطلاب. وصوتهم الرافض دائمًا وأبدًا للتطبيع مع الكيان الصهيوني”.
وشدد البيان على أن “التطبيع بكافة أشكاله لا يمكن أن يمرّ. وصوت طلبة الجامعة الهاشمية الأحرار حاضرًا ليؤكد على موقفهم الواضح من القضية الفلسطينية (..)، من أجل رفض ترويج الخيانة كوجهة نظر”.
كما أهابت “القوى الطلابية” بموقف طلبة الجامعة الأردنية الذين غادروا المدرج، الثلاثاء، وموقف طلاب الجامعة الهاشمية الذين لم يسمحوا بانعقاد هذا المؤتمر من الأساس. على أن تكون “هذه التحركات شوكة في حلق كل من يسعى لاختراق وعي المؤسسات الأكاديمية والجامعات”.
وختم البيان: “عندما تكون العقيدة أساسًا، والوجهة واضحة، والمبادئ ثابتة لا تتجزأ؛ عندئذٍ تنهض الأمم وتقوم الحضارات، ولأن كل بوصلة لا تُشِير إلى فلسطين مشبوهة، فلا مكان بيننا لعقد فعاليات تطبيعية”.
من جانبه، قال عميد شؤون الطلبة لكتلة “أهل الهمة” في الجامعة الأردنية “نرفض ما حدث في المؤتمر المنعقد اليوم في كلية الـ IT، بسبب ما فيه من تطبيع مع الكيان الصهيوني”.
وأضاف” نفخر ونعتز بموقف طلابنا الذين قاموا بالانسحاب مباشرة من المؤتمر، ونؤكد رفضنا القاطع جميع أشكال التطبيع”.
وأثنى الناشطون على موقف طلاب الأردن، مستنكرين على الإمارات التفافها على الشعوب والعمل كمندوب لإسرائيل في الدول العربية لتمرير التطبيع وفرضه عليهم.
الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة، شكر شباب الجامعة الأردنية الأوفياء لدماء الشهداء، لافتا إلى أن الأردن وقع معاهدة السلام مع العدو الصهيوني عام 1994 والشعب الأردني ظل وفيا لفلسطين ودماء الشهداء ولم يطبع، الإمارات اليوم تريد أن تعمل وكيلا لإسرائيل وتقود الشباب الجامعي لخيانة أمته وبلده.
ووجه الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط فراس أبو هلال، السلام للأردنيين، حيث تسكن فلسطين في القلب، وحيث يختلف الجميع على كل شيء إلا على فلسطين، وحيث ترى القدس من جبال السلط وعلى جبهة كل أردني.
الأكاديمية الأردنية فاطمة الوحش، وصفت موقف طلبة الجامعة الأردنية وانسحابهم من مؤسسة متعاقدة مع معهد وايزمن للتوظيف بوساطة جامعة إماراتية، بالمشرف ووجهت التحية لهم وعدتهم عنوانا لهوية الأردن الصامد، مشيرة إلى أن الشعوب ما زالت ترى أن التطبيع خيانة، وستبقى.
وصب ناشطون غضبهم على الإمارات واتهموها بخيانة العرب والفلسطينيين وقضيتهم، وممارسة دور مشبوه بديلا عن إسرائيل في تمرير التطبيع، واعتبروها ذراعا لإسرائيل في المنطقة.
واعتبر المغرد محمد، ما حدث في كلية الـIT في الجامعة الأردنية، يؤكد حقيقة أن النظام الإماراتي ليس مجرد نظام مطبع ولا حتى متحالف مع إسرائيل، بل هو نظام صهيوني، ليكود عربي (نسبة إلى حزب الليكود الإسرائيلي المتطرف) بكل معنى الكلمة، مؤكدا أن محاولتهم نقل تطبيعهم القذر للجامعة الأردنية بهذه القذارة أمر مرفوض.
واستهجن عمار صخري، التصرف الإماراتي، قائلاً: "يعني الإمارات لا تكتفي بعهرها بل تحاول نشر العهر للدول الأخرى، مثل البكتيريا ما بتروح إلا بالتعقيم".