الوقت- بدعم من كافة الفصائل الفلسطينية، قرّر أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الشروع اليوم بإضراب مفتوح عن الطعام. وسيشارك في الإضراب معظم أسرى الجهاد وعددهم نحو 400، وذلك رفضاً لاستمرار إدارة سجون الاحتلال بإجراءاتها التنكيلية العقابية الممنهجة بحقّهم، ومحاولتها مؤخراً استهداف البنية التنظيمية لهم.
القرار جاء أيضاً تصعيداً لخطواتهم النضالية، رفضا للإجراءات العقابية الأخيرة التي تعرضوا لها، بعد عملية فرار الأسرى الستة من سجن "جلبوع".
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان صحافي، يوم الثلاثاء، أنّ هذه الخطوة هي جزء من البرنامج النضالي الذي أعلنت عنه لجنة الطوارئ الوطنية مؤخراً، والذي ارتكز بشكلٍ أساس على التمرّد ورفض قوانين إدارة السجون، بمشاركة كافة الفصائل.
الإضراب جاء بعد أسبوع اشتمل على فعاليات "عصيان" لأوامره، وبدأت أولى الخطوات، الرافضة للعقوبات الجماعية التي فرضت ضدهم، بعد عملية فرار الأسرى الستة بإرجاع وجبتي طعام، ومن المقرر حسب برنامج الأسرى النضالي أن يتم يوم الأربعاء، إغلاق الأقسام كافة من الساعة الرابعة عصرًا حتى نهاية اليوم، كما سيقوم الأسرى بإرجاع وجبتي الفطور والغداء يوم الخميس المقبل، والتشاور مع مختلف الفصائل مع نهاية الأسبوع للاتفاق على موعد لحل التنظيمات ضمن خطوات التصعيد الإضافية.
يُشار إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال، ومنذ السادس من سبتمبر/أيلول الماضي – تاريخ عملية "نفق الحرّيّة"، شرعت بفرض جملة من الإجراءات التنكيلية وسياسات التضييق المضاعفة على الأسرى، واستهدفت بشكلٍ خاص أسرى حركة الجهاد الإسلامي، من خلال عمليات نقلهم وعزلهم واحتجازهم في زنازين لا تتوفّر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، عدا عن نقل مجموعة من القيادات إلى التحقيق.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، الثلاثاء، أن إدارة سجون الاحتلال تواصل عزل الأسيرين زيد بسيسي وأنس جردات، داخل زنازين سجن "الجلمة"، منذ أكثر من شهر، وأن الأسيرين يحتجز كل منهما داخل زنزانة ضيقة مليئة بالحشرات، وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية، وهما معزولان تماماً عن العالم الخارجي، إضافة إلى سوء وجبات الطعام المقدمة لهما.
وقالت الهيئة إن إدارة السجن تسمح للأسيرين بالخروج بشكل فردي إلى الممر الموجود بين الغرف لمدة ساعة فقط، مدعية أنها "ساعة الفورة"، كما تحرمهما من الحصول على ما يكفيهما من ملابس.
إلى ذلك فلا يزال ستة أسرى محكومين إداريا يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، رغم خطورة أوضاعهم الصحية، خاصة وأن أحدهم أنهى شهره الثالث وبدأ بالشهر الرابع بالإضراب، فيما انضم إليهم قبل ستة أيام الأسير زكريا الزبيدي، أحد الأسرى الذين نفذوا عملية الفرار، وأعيد اعتقالهم، رفضا لإجراءات عزله الانفرادية، وعمليات التحقيق القاسية التي يتعرض لها.
ونقلت إدارة سجون الاحتلال الأسيرين بسيسي وجرادات من معتقل "ريمون" إلى عزل "الجلمة" في 6 سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك كجزء من الحملة الانتقامية التي نفذتها بحق عدد من الأسرى في مختلف السجون، لا سيما أسرى حركة الجهاد الإسلامي خلال الشهر الماضي، وتعتزم هيئة شؤون الأسرى تقديم التماس لمحكمة الاحتلال لإنهاء عزل الأسيرين، وإعادتهما إلى الأقسام العامة.
يشار إلى أن الأسير جرادات من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، وهو معتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن المؤبد و35 عاماً، والأسير بسيسي من بلدة رامين شرق طولكرم، وهو معتقل منذ عام 2001، ومحكوم بالسجن المؤبد و55 عاماً، وكلاهما من قيادات أسرى حركة الجهاد الإسلامي داخل السجون.
وفي السياق، يواصل المعتقل كايد الفسفوس إضرابه لليوم الـ90 على التّوالي مطالباً بإنهاء اعتقاله الإداري. وأوضح نادي الأسير أن سلطات الاحتلال تتعنّت في الاستجابة لمطلبه، ورفضت محاكمها الالتماس والاستئنافات التي قدّمت للطّعن في اعتقاله "بلا تهمة".
وأشار النادي إلى أن الوضع الصّحي للفسفوس (32 سنة) يتفاقم بشكل متسارع، لا سيما أن إدارة سجون الاحتلال تقوم بنقله بين سجن عيادة الرملة والمستشفيات المدنية، من دون مراعاة وضعه الصّحي والإرهاق المضاعف الذي تتسبّب به عملية النقل.
وكايد الفسفوس من مدينة دورا في محافظة الخليل، وتعرّض للاعتقال عدّة مرات، وآخر اعتقالاته كانت في شهر يوليو/تموز 2020، وهو متزوج وأب لطفلة، وله ثلاثة أشقاء آخرين رهن الاعتقال، وهم أكرم ومحمود وحافظ، وخاض إضراباً عن الطعام في عام 2019 مدّة 12 يوماً، وقبل اعتقاله كان يعمل موظفاً في بلدية دورا، واستأنف دراسته مؤخراً في جامعة الخليل بعد سنوات من التعثّر بسبب الاعتقالات المتكررة.
ويواصل ستة معتقلين إضرابهم المفتوح عن الطّعام، فضلا عن كايد الفسفوس، احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، وهم مقداد القواسمة المضرب منذ 83 يوماً، وعلاء الأعرج المضرب منذ 66 يوماً، وهشام أبو هواش المضرب منذ 57 يوماً، ورايق بشارات المضرب منذ 52 يوماً، وشادي أبو عكر المضرب منذ 49 يوماً، وعيّاد الهريمي المضرب منذ 20 يوماً.
فيما يواصل الأسرى خليل أبو عرام وراتب حريبات وأكرم أبو بكر إضرابهم لليوم الثالث على التوالي دعماً للمضربين الإداريين.
وبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي نحو 4600، من بينهم 35 أسيرة ونحو 200 طفل.