الوقت - أثارت سرعة التطورات في أفغانستان العديد من القضايا حول الوضع الراهن والمستقبلي لهذا البلد، ويعجز العديد من المراقبين السياسيين عن التنبؤ بما تحمله الأيام المقبلة. وفي هذا السياق أجرى موقع الوقت حواراً مع الخبير في شؤون أفغانستان "بير محمد ملازهي" لبحث آخر التطورات ومستقبل هذا البلد حيث اعتبر ملازهي وتيرة التطورات الراهنة سينجم عنها اتفاق لتشكيل حكومة مؤقتة بمشاركة ملا برادر وأحمد جلالي، ويعتقد أن أمريكا تبحث في عمق تطورات أفغانستان عن عرقلة وافشال لمشروع الصين "حزام واحد طريق واحد".
ويرى ملازهي أن الفيديوهات التي نشرت حول سقوط كابول ودخول طالبان مرتبطة بلقاء أحمد جلالي وملا برادر في كابول. وقال، كان أحمد جلالي وزيراً في الحكومة الأفغانية لعدة سنوات عقب سقوط طالبان في عام 2001. وكرجل عسكري، كان مذيعاً ومحللاً في إذاعة صوت أمريكا في لمدة 21 عاماً. وتشير الدلائل الآن إلى أن جلالي وملا برادر سيتوليان إدارة الحكومة المؤقتة أو الانتقالية لمدة ستة أشهر.
وأضاف: إن وجود أحمد جلالي في كابول كشخص غادر أمريكا إلى أفغانستان في الوقت الراهن يشير إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين على الأرجح بعدم مهاجمة كابول عسكرياً مقابل تنحي أشرف غني. وبشكل عام، يمكن اعتبار وجود زعيم طالبان وجلالي في القصر الرئاسي علامة على اتفاق كبير لتحديد آلية إنهاء حكم أشرف غني. فبحسب آخر الأخبار، فإن أشرف غني غادر أفغانستان. ويتم الآن تشكيل حكومة مؤقتة، وقد بعث الأمريكيون، من خلال إرسال 3 آلاف جندي إلى كابول لحماية سفارتهم ومطار المدينة، رسالة صريحة إلى طالبان مفادها أنهم لن يسمحوا لهم باحتلال كابول بالقوة العسكرية ويجب اجراء مصالحة.
وتابع، يبدو أن أحمد جلالي وملا برادر التقيا في الدوحة، وأن جلالي قد يتولى رئاسة الحكومة المؤقتة وملا برادر سيكون نائباً أو مسؤولاً رفيعاً في الأشهر الستة المقبلة. يمكن للحكومة المقبلة أن تكون مزيجاً من طالبان وقوى أفغانية أخرى حتى اجراء الانتخابات، لكن ما وراء ذلك هو أنه أثناء محادثات الدوحة تم الاتفاق على عودة طالبان إلى السلطة بشرط اجراء تغيير في التعامل السياسي.
أمريكا تحاول عرقلة وافشال مشروع الصين "حزام واحد طريق واحد" من خلال أفغانستان
وفي جانب آخر من تصريحاته قال الخبير في شؤون أفغانستان: في الظاهر يبدو أن أمريكا قد هزمت، ولكن إذا نظرنا إلى القضية بدقة أكبر فإن لأمريكا استراتيجية كبرى على المستوى العالمي، ويمكن تحليل سلوكها في أفغانستان في هذا الإطار. ينفذ الأمريكيون خطة معدة سلفا. من السذاجة التفكير بأن إنفاق أمريكا لمليارات الدولارات في أفغانستان كان عبثاً. بشكل عام، يجب الانتباه إلى أن النخب الأكاديمية والدينية في جميع البلدان الإسلامية هي التي تحدد معادلات القوة. ففي أفغانستان، يبدو أن الأمريكيين يعتقدون أن الطيف الأكاديمي الليبرالي والعلماني والقومي ليس لديه القدرة على التأثير في المعادلات ولا يتمتع بمكانة في المجتمع، لذلك سيكون من الخطأ الرهان عليهم.
وأكد ملازهي قائلا، لقد استدار الأمريكيون مجددا نحو طالبان عقب إدراكهم لخطأهم في التعويل على الطيف العلماني لأن هذه القوة لديها قوة اجتماعية كبيرة ولديها القدرة على التأثير في المعادلات. تنوي أمريكا الآن الاستفادة من طالبان كأداة لمواجهة مشوع "حزام واحد وطريق واحد. في الحقيقة، يعتقد الأمريكيون أن أفغانستان وطالبان هما أهم عقبات أمام تنفيذ مشاريع بكين.
وخلص الخبير في الشؤون الأفغانية إلى أنه لو دخلت طالبان كابول بالحرب ولجأت الى القوة لكانت اندلعت حرب أهلية في البلاد. لأن القوات الموجودة في كابول هي قوات من الشمال وقوى أخرى. تم الآن التوصل إلى صفقة أو اتفاق، ويبدو أن طالبان وافقت على عدم التعدي على حقوق الطاجيك والأوزبك والشيعة، والحكومة المؤقتة ستعكس صورتها الرئيسية.