الوقت_ بالفعل، أدهشت الإمارات حتى العدو الصهيونيّ نفسه بحجم خيانتها وعمالتها، حيث أثارت قضية تبادل زرع الكلى البشرية بين إماراتيين موالين للحكومة وآخرين صهاينة موجة غضب واستنكار واسع، وسط ذهول كبير من وصول العلاقات والتطبيع إلى حد التبادل بالدم والأعضاء مع العدو الصهيونيّ القاتل، وقد تصاعدت خيانة أبو ظبي عبر ما يعُرف بالتطبيع مع الكيان المجرم، بعد أن تحالف حكام الإمارات مع أشدّ الكيانات إجراماً واحتلالاً تحت ذرائع واهية اصطدمت مع كل القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة والدينيّة، في ظل تعزيز العلاقات مع محتل الأرض العربيّة في كل المجالات الدبلوماسيّة والاقتصاديّة والعلميّة والتكنولوجيّة والطبيّة والثقافيّة والدينيّة والإعلاميّة والاستخباراتيّة والسياحيّة.
جسدٌ واحد
في الحقيقة ذهب النظام الإماراتي أكثر من حد التعاون الشامل مع العدو، عقب منحه السيطرة الكاملة على بعض المجالات الحيويّة والحساسة في البلاد ما أدى إلى تغلغله فيها رغم خطورة ذلك، ومؤخراً تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ مقطع فيديو يوثق نقل كُلى بشرية بين الاحتلال وأبوظبي، حيث تم تنفيذ 3 عمليات زرع كلى في وقت واحد، هي عمليتان في الأراضي الفلسطينيّة التي تحتلها العصابات الصهيونيّة، وواحدة في أبوظبي الداعم الكبير لقتلة الأطفال، تلقت خلالها شابة إسرائيليّة كُلْية من متبرع إماراتيّ، في حين حصل مواطن إماراتيّ على كُلْية من متبرعة إسرائيليّة، ونفذت العملية بتعاون 3 مستشفيات تابعة للعدو.
ومن خلال تلك العمليات يبدو أنّ الجانبين الإماراتيّ والصهيونيّ أرادا إرسال رسالة واضحة للجميع بأنهما "جسد واحد"، وذلك استكمالاً لنهج التعاون الكبير بين الإمارات والعدو الصهيونيّ الباغي، بعد الخيانة العظمى التي ارتكبتها أبو ظبي بحق فلسطين والعرب، والدليل على ذلك ما كتبه حساب "إسرائيل في الخليج" التابع لخارجية العدو حول أن ما أسماها "ثمار السلام" مباشرة من فلسطين المحتلة تم نقل كلية إلى أبوظبي ومن أبوظبي إلى فلسطين المحتلة حيث تمت زراعة 3 كلى منها ٢ في الكيان و ١ في أبوظبي.
وقد مهدت العلاقة المتناميّة بشدّة بين الإمارات والعدو الصهيونيّ لمثل هكذا حدث، بعد أن شكلا تحالفاً جديداً يزداد نمواً بشكل سريع للغاية، حيث ذكر حساب "إسرائيل بالعربية" في منشور مماثل تقريباً لمنشور خارجيّة العدو أنّ "ثمار السلام" بين الكيان العنصريّ والإمارات تفوق الخيال، وأن ذلك اليوم هو يوم تاريخيّ بفضل عمليات نقل الكلى التي تمت في عملية لوجستيّة دقيقة شملت العديد من الطواقم في شتى فروع الصحة والإدارة، وفقاً لمزاعم الحساب الصهيونيّ.
رفضٌ واسع
بالتزامن مع الانخراط الإماراتيّ غير المسبوق في المشاريع الصهيونيّة الإجراميّة، عبّر صحفيون وناشطون حقوقيون عن رفضهم لتلك الخطوة التي انتقلت من خلالها الإمارات من التطبيع إلى شراكة الدم والتبرع بالأعضاء للأعداء الذين يحتلون أرضاً عربية، معتبرين أن ذلك يمهد الطريق أمام الاحتلال لاستغلال الدول العربية بشكل أكبر، وقد بيّن آخرون أنّ حكام الإمارات قدموا مكافأة للصهاينة المحتلين على "جرائم الحرب" التي يستخدمونها ضد الفلسطينيين والعرب، بدءاً من الاحتلال و تعذيب الأسرى أو إساءة معاملتهم أو إعدامهم، ومروراً بالجرائم الموجهة ضد المدنيين والتعدي على ممتلكاتهم الشخصية وتهجيرهم قسريّاً، وليس انتهاء عند القتل والحصار والإبادة الجماعيّة.
وفي الفترة الأخيرة قامت الإمارات بتتويج خيانتها بشكل مؤسف للغاية، حيث كشفت وسائل إعلام عالميّة حجم التعاون الأمنيّ مع تل أبيب، إضافة لحصول آلاف الإسرائيليين على الجنسيّة الإماراتيّة، حيث تعمل أبو ظبي بكل ما أوتيت من قوة لتحقيق أحلام الكيان الغاشم الذي يمثل عمق المصالح الأمريكيّة والغربيّة في المنطقة، وقد شرعت الإمارات أبوابها للصهاينة بشكل كامل وساندتهم في كافة فعالياتهم ومشاريعهم الخطيرة، لدرجة أنّ الصهاينة باتوا يشعرون الآن بأن الإمارات تمثل "جنة جديدة" لهم.
وبما أن أبو ظبي من خلال خطواتها القذرة تهدف إلى أن تكون جزءاً مهماً من مشروع "صفقة القران" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينيّة، إرضاءاً لكيان الاحتلال العنصريّ وتحقيقاً لأهدافه التي تسعى باعترافه للتوسع وتدمير العرب والمسلمين، شدّد مغردون على أن شعار "إنقاذ الأرواح" الذي رفعته الإمارات والعدو في هذه الخطوة لا يمكن أن يغطي حقيقة أن هناك أسرى مرضى تركوا للموت من دون أيّ ذنب في سجون الكيان، ولن يجعلهم ينسون أن هناك مئات الأطفال قُتلوا عمداً بدم بارد على يد العصابات الصهيونيّة في فلسطين، دون أيّ محاسبة، فيما أوضح إعلاميون خليجيون أنّ الإمارات لم تكتف بالتطبيع في مجالات كثيرة مع الصهاينة، بل ذهبت أبعد من ذلك عندما دفعت مواطناً فيها للتبرع بكليته لصهيونيّ يحتل أرضاً عربية ويسكن بيتا سُرِق من فلسطينيّ.
وفي الوقت الذي انتقلت فيه الامارات من الخيانة إلى شراكة الجسد مع المجرمين، أشار إعلاميون آخرون إلى أنّ شعار "إنقاذ الأرواح" الكاذب، الذي أطلقته أبوظبي وتل أبيب، لا يعدو عن كونه "شعار مبتذل" لحرف النظر عن الأسرى والمرضى في سجون الاحتلال، الذين تُركوا للموت من دون أيّ ذنب، ولن ينسينا أطفالاً قُتلوا عمداً، ولن ينسينا أن في سجون الاحتلال 700مريض بينهم 300حالة مزمنة وأكثر من 10سرطان تركوا للموت، ولن ينسينا أن في سجون بن زايد مئات -عرب ومواطنين- بلا تهم، الموت أرحم لهم من تعذيب زنازين انفراديّة.
يُذكر أنّ الإمارات في الأشهر القليلة المنصرمة، احتفت بـ "الهلوكوست" أو الإبادة الجماعيّة التي وقعت خلال الحرب العالمية الثانية وقُتِل فيها ما يقارب ستة ملايين يهوديّ أوروبيّ على يد النظام النازيّ، لأدولف هتلر والمتعاونين معه، وفتحت مؤسساتها الإعلاميّة للصهاينة بعد أن افتتحت مدارس دينيّة لنشر الأفكار والمفاهيم الصهيونيّة ومحاولة تغيير مفاهيم وثقافة أبناء الشعب الإماراتيّ المعادي للكيان، كما فتحت فنادقها للسياح الصهاينة في كافة أرجاء البلاد إضافة للمطاعم اليهوديّة، بعد أن تحولت إلى أرض تستقبل تجار المخدرات الصهاينة الفارين من الأراضي الفلسطينيّة المحتلة.
في النهاية، يعلم حكام الإمارات الخائنين والأنظمة العميلة أنّ كل اتفاقيات وفعاليات الذل مع العدو الصهيونيّ لا يمكنها أن تُغيّر صحة التاريخ واتجاهه، ولن تصنع قبولاً له في وعي الشعوب الحرة والواعية، ولن تحرف بوصلة المقاومة التي تستفحل لحظيّاً، وإنّ أبوظبي ترغب في تشديد التطبيع السياسيّ لأنها تعلم أنّه سطحيّ ولا يملك البنية التحتية، ويريدون الاحتفاظ بهذا التطبيع بعد رحيل الرئيس الأمريكيّ السابق دونالد ترامب الذي كان من أكثر المدافعين عنه، وكما يقول الفلسطينيون فإنّ قضيّة إنهاء الاحتلال الصهيونيّ البغيض وتحقيق حرية الشعب الفلسطينيّ ستبقى منهجاً استراتيجياًّ، ولن تفلح الخيانة بشتى أشكالها في تزييف الحقيقة أمام الشعوب العربيّة عامة، وشعب الإمارات العظيم والمقاوم على وجه التحديد.