الوقت- رغم العدوان والحصار الجائر وللعام السابع الا ان اليمن سيظل شامخا بشموخ ابنائه وها هو العيد يطرق الابواب ويستقبل اليمنيون هذا العيد رغم المعاناة بسبب العدوان وحصارة الا أن اليمنيين يستقبلون هذا العيد بشموخ واباء كبيرين حيث ترى الاسواق والشوارع مزدحمة والناس يمارسون حياتهم الطبيعية، وللاحتفاء بعيد الأضحى المبارك في المجتمع اليمني عادة وموروث شعبي تختلفان من منطقة إلى أخرى، وتمتزج مضامين هذه العادات بموروث قديم يجسد المعنى الإنساني المشترك في المحبة والسلام والفرح والوئام. مظاهر العيد الحالي والتي تبدو بسيطة تكشف عن الفرحة المنقوصة التي يعيشها اليمنيون بسبب العدوان والحصار والذي أثر وما زال على حياتهم نفسياً ومادياً ومعنوياً.. حيث لم يستطع الكثير من الناس شراء مستلزمات العيد لهم ولأولادهم بسبب غلاء أسعارها والبعض منهم تظهر عليهم ملامح الحسرة لضيق الحال وقلة الحيلة.
لقد دخل العدوان السعودي الأمريكي عامه السابعة وما زال مستمراً في غيه وضلاله، وعيد يتلوه عيد يتجرع فيها الشعب اليمني كل المآسي والويلات التي خلفها هذا العدوان، ليبقى الإصرار على مقاومته والسعي للحرية، والتحرر من التبعية، والعيش بكرامة، قرار ينتهجه جميع اليمنيين الأحرار حتى تحقيق النصر بإذن الله. وفي كل عيد يرفع اليمنيون شعار أعيادنا جبهاتنا ويجسدونه على الواقع قولاً وعملاً خلال أيام العيد برفد الجبهات بالرجال والمال والقوافل الغذائية وحلويات وهدايا العيد، والتصدي لكل محاولات العدوان وتصعيده العسكري لأنه دائما يستغل الأعياد ويعتبرها ثغرة للوصول إلى أهدافه. وهنا لا يمكننا أن نغفل عن الدور الرائع بل المتميز الذي يقوم به أبناء اليمن العظيم في تقوية الجبهات الداخلية ومساندة أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية في جبهات القتال. وفي ظل هذه الفرحة التي يعيشها اليمنيون يواصل تحالف العدوان حصاره البحري بمنع واحتجاز عشرات السفن المحملة بمواد غذائية وإغاثية ومشتقات نفطية، والذي يعتبره أحد أسلحته العسكرية على اليمن وشعبها المحاصر بهدف زيادة معاناة اليمنيين واستمرارها وممارسة الضغوط الاقتصادية عليهم بمزيد من إجراءات الخنق والحصار والتجويع.
وبمناسبة هذا العيد وهذه الفرحة، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن "مهدي المشاط" يوم الاثنين خلال كلمته بمناسبة عيد الأضحى المبارك، إن "استمرار العدوان يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والإنساني وتهديداً خطيراً للسلم والأمن"، مذكراً "الأمم المتحدة بخطورة ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار". وأوضح المشاط في كلمة له أن "تعاطي الطرف الآخر مع المبادرة التي أعلناها الأسبوع الفائت لم يكن مسؤولًا أو مشجعاً حتى الآن"، مضيفاً إن "ارتكاب العدو للمجازر أمر ينذر بتعنت واضح أمام المبادرة التي قدمناها". كما أكّد تمسكه بالمبادرة إكمالاً للحجة واحتراماً لدعوات السلام المتجددة ولما يبديه بعض العقلاء من تفهم. كذلك، أكد "المشاط" قائلا: "جهوزيتنا للسلام بقدر جاهزيتنا لخوض مراحل الوجع الكبير وأمامنا أيام محدودة جداً للصبر والتقييم". وتابع رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن قائلاً "العدوان شن أكثر من 100 غارة جوية على اليمن منذ إعلاننا مبادرة السلام ووقف الهجمات على السعودية".
وعلى صعيد متصل، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني، إن "العدو راهن على معركة البيضاء كثيراً ومنحها الكثير من المال والإعلام والإسناد الجوي وعلى مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي زيفًا وكذبًا محاربة القاعدة وداعش"، مؤكدًا أنه بسقوط العدو في معركة البيضاء أسقط الشعب اليمني آخر ما تبقى لأمريكا والمجتمع الدولي من أقنعة ومن قدرات على الغش والزيف والادعاء. وأعرب "المشاط" في بيانٍ بمناسبة عيد الأضحى عن إدانته واستنكاره الدعم المتزايد لعناصر "القاعدة" و"داعش" بالمال والسلاح ومحاولات توطينهم في كل من مأرب والبيضاء، شاجبًا صمت المجتمع الدولي إزاء الممارسات الإجرامية للتنظيمين وآخرها إعدام الأسيرين ومواصلة إسنادها من قبل تحالف العدوان. وشدَّد على أن المجتمع الدولي يواصل التنكر لإرادة وحقوق الشعب اليمني وما يتعرّض له من جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية وفي مقدمتها الحصار الجائر، داعيًا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى مراجعة مواقفهم تجاه اليمن ولوقف سياسة الكيل بمكياليْن في التّعاطي مع الحرب والسلام في اليمن.
واستنكر "المشاط" كل من يدين حق اليمنيين في الدفاع أو يتهمهم بالرغبة في إطالة الحرب طالما أن الحرب عليهم لا تزال قائمة، مبيّنًا "لا يحق لأحد أن يلومنا أو يدين حقنا في الدفاع عن بلادنا وشعبنا طالما استمر العدوان والحصار". وأضاف "هذه الأساليب والسياسات ستظل تفتقر للكثير من التوازن والإنصاف ولن تساعد على بناء الثقة ومعالجة المخاوف بقدر ما ستبقى تفاقمها". وأكّد رئيس المجلس السياسي الأعلى حرصهم في السلام العادل والمستدام وإطلاق مفاوضات جادة على أساس رفع الحصار ووقف العدوان وإنهاء الاحتلال ومعالجة آثار الحرب. كما أعرب عن شجبه بشدة حالة الإصرار على استعمال الحصار والتجويع كسلاح من أسلحة الحرب والتفاوض باعتبار ذلك جريمة حرب، داعيًا قيادة التحالف إلى مراجعة صداقاتها وعداواتها وتلمس المكامن الحقيقية لمصالحها وتهديداتها في ضوء الكثير من المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية. وأعرب "المشاط" عن جاهزية المجلس لمفاوضات سلام جادة وصادقة فور توافر مؤشراتها العملية والواقعية وفي مقدمتها رفع الحصار عن شعبنا اليمني المظلوم. هذا، وثمن الدور الإيجابي والمساعي الحميدة التي تقودها سلطنة عمان، ومؤكّدًا دعمه لكل الجهود الخيرة بما يحقق السلام العادل والدائم.
وفي سياقٍ آخر، بارك "المشاط" للشعب اليمني انطلاق مصفوفة من الإصلاحات في مختلف المجالات القانونية والقضائية والأمنية والسياسية والزراعية والبُنى التحتية في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة. وقال "إننا نسعى جاهدين لتسريع إجراءات النظر في القضايا والمظلوميات والحد من كل الممارسات والمخالفات المعيقة والمسيئة". وتابع "نريد من كل المعنيين مضاعفة الجهود لإنجاز التصحيحات المطلوبة واتّخاذ الإجراءات الحاسمة ضد كل مُخالف أو مُتلاعب أو مستغل أو متعسف أو عابث بحقوق الناس". كما بارك للجيش واللّجان انتصاراتهم المتوالية ومواقفهم المشرفة وآخرها الانتصار الكبير على "القاعدة" في البيضاء، مُهيبًا بالشعب اليمني وقبائله الوفية في مضاعفة الجهود ومواصلة الدّعم والإسناد والرفد المُستدام للجبهات وخاصة مع تصعيد العدو.
وعلى صعيد متصل، دعت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان للضغط على دول تحالف العدوان لرفع الحصار وإدخال سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة. وأشارت وزارة حقوق الإنسان في بيان لها يوم أمس الاثنين بمناسبة عيد الاضحى المبارك، إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان محافظة الحديدة، نتيجة توقف عملية التوليد الكهربائي بسبب احتجاز تحالف العدوان سفن المشتقات النفطية ومنع وصولها إلى الميناء. وأكد البيان أن غياب الاستجابة من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها يدل بما لايدع مجالاً للشك على حجم التواطؤ تجاه ما يتعرض له اليمنيون من انتهاكات وقتل وتجويع وتصدير للأوبئة والأمراض من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي. ودعا البيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى اتخاذ موقف منصف وعادل وإيقاف الوحشية التي تمارسها دول العدوان بحق الشعب اليمني. وحملت وزارة حقوق الإنسان دول العدوان والمجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية تداعيات استمرار الحصار واحتجاز سفن المشتقات النفطية رغم حصولها على تصاريح دخول من الأمم المتحدة .