الوقت-قالت وسائل إعلامية مصرية، أمس الأربعاء، ان كلاً من مصر والسودان اتفقتا على أهمية تنسيق جهود البلدين على الصعيد الإقليمي، وعلى صعيدَيّ القارة الأفريقية والعالم، من أجل دفع إثيوبيا إلى التفاوض بجدّية حول ملف سد النهضة، إلى جانب ضرورة التحرك لحماية السلم والاستقرار في المنطقة، بحسب ما جاء في بيان مشترك عقب زيارة وزيري الخارجية والريّ المصريين إلى السودان والاجتماع بنظيريهما، اليوم الأربعاء.
واتفق الجانبان على "جدية المخاطر والآثار الوخيمة" المترتبة على الملء الأحادي لسد النهضة من قبل الجانب الأثيوبي، وأوضح البيان أن هدف البلدين هو "التوصل لاتفاق شاملٍ وعادلٍ وملزمٍ قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة، بعد أن وصلت المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي إلى طريق مسدود بسبب التعنّت الإثيوبي".
وبيّن الوزراء أن ذلك يتطلب "تدخلاً نشطاً من قبل المجتمع الدولي، لدرء المخاطر المتصلة باستمرار إثيوبيا في انتهاج سياستها القائمة على السعي لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب، والإرادة الأثيوبية المتمثلة بالإعلان عن عزمها على ملء سد النهضة خلال موسم الفيضان المقبل دون مراعاة لمصالح السودان ومصر".
وفي المضمار، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، تأكيده على ضرورة التوصل إلى "اتفاق ملزمٍ وعادلٍ لملء وتشغيل سد النهضة".
وجاءت تصريحات السيسي هذه خلال اتصالٍ هاتفيٍّ مع سامية حسن، رئيسة جمهورية تنزانيا لتهنئتها بتوليها منصبها.
وكان السيسي قد صرّح الشهر الماضي، بأن قضية سد النهضة هي قضية وجودية بالنسبة لمصر، التي لن تقبل بالإضرار بمصالحها المائية أو المساس بمقدرات شعبها.
وعلى صعيدٍ متصل، تحرّكت حشود عسكرية إثيوبية في إقليم أمهرة شرقي البلاد، باتجاه معسكرات الجيش السوداني بمنطقة الفشقة في ولاية القضارف، بحسب موقع "سوادن تربيون"، الذي أضاف نقلاً عن مصادر لم يسمّها أن الحكومة الإثيوبية دفعت بعتادٍ حربيٍّ كبير إلى الإقليم الحدودي، تمَّ نشرها في محورين حول معسكرات الجيش السوداني.
وتفيد المعلومات بأن القوات الإثيوبية تخطط لشن هجمات على الجيش السوداني في مناطق معسكراته، بدعمٍ وإسنادٍ من المليشيات المحلية بالإضافة إلى مزارعين إثيوبيين يقطنون في المنطقة الحدودية السودانية، التي تسيطر عليها أثيوبيا منذ عام 1995.
يُذكر أن جندياً سودانياً قُتِل مطلع شباط / فبراير الماضي، في هجومٍ للقوات الإثيوبية على نقطة للجيش في منطقة واقعة على الحدود الشرقية بين البلدين.
كما لقي 6 أشخاص مصرعهم وفُقِدت امرأتان نتيجة هجوم شنتّه قوات إثيوبية داخل الحدود السودانية بعمق 5 كيلومترات، في شهر كانون الثاني/ يناير من العام الجاري.