الوقت- أعلنت العديد من وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية في بنغلاديش عن تنديدها بتعرض العمال البنغال في السعودية لانتهاكات واسعة وعمليات ابتزاز ونكران الحقوق.
وفي هذا السياق قالت مجلة “نيو إيج بنغلاديش” المحلية إن العمال البنغال في السعودية يتعرضون للابتزاز ونكران الحقوق والاعتداءات الجسدية والجنسية ويعودون قبل انتهاء عقود أعمالهم.
تفاعل من قبل النشطاء لا يغنى من جوع
وأوضحت المجلة إن العمال البنغال في السعودية وخاصةً النساء منهن العاملات لا يحصلون على العدالة بعد إساءة أرباب عملهم إليهم جسدياً، وفي كثير من الحالات، جنسياً. وقالت المجلة إن أغلب هذه الاعتداءات لا يتم النظر إليها بسبب امتناع الحكومة في التدخل للتحقق من مثل هذه الجرائم. على الرغم من تعدد شكاواهم إلى نشطاء حقوق الإنسان في البلاد.
الناشطون في مجال حقوق المهاجرين في بنغلاديش أكدوا أن عدداً كبيراً من المهاجرات اللواتي عملن بشكل أساسي كخادمات في المنازل عادوا إلى بنغلادش قبل انتهاء مدة العقد بعلامات إصابة مختلفة على أجسادهن. وذكر النشطاء إن العمال البنغال في السعودية تعرضوا للانتهاكات لكنهم لم يحصلوا على العدالة.
ومن بين العائدين الذين تعرضوا لسوء المعاملة، وجد بعضهم مكسور اليدين والسيقان والأسنان وضحايا الاعتداء الجنسي في المملكة السعودية ودول الخليج الفارسي بشكل عام.
كما أكد نشطاء حقوقيون أن الحوادث تتزايد فقط حيث لم تتخذ السلطات البنغلادشية ولا حكومات بلدان المقصد إجراءات، وحتى السلطات لم تحتفظ بسجل للانتهاكات.
تقارير وبيانات لمنظمات حقوقية
وحول هذا الأمر ذكرت منظمة "براك"، وهي منظمة غير حكومية تعمل مع العمال المهاجرين البنغال، أنه خلال السنوات الأربع الماضية، عادت 9 آلاف عاملة بنغالية من السعودية، معظمهن كان يشتكي من التعذيب الجسدي والاعتداء الجنسي.
وقال شريف الإسلام حسن، رئيس برنامج الهجرة في بنغلادش ، إنه في السنوات الأربع الماضية، استقبلت بنغلاديش 500 جثة و12 ألف إلى 15 ألف من المهاجرات تعرضن للإيذاء في بلدان المقصد.
وأضاف إن “من بين 500 على الأقل انتحر 100، معظمهم بعد تعرضهم لسوء المعاملة”، مضيفا إنهم دفنوا دون تشريح الجثة. وأضاف: "جميع العاملات تقريباً عدن بأيد فارغة، والعديد منهن ليس معهن سوى الثوب الذي ترتدينه".
وتابع: "لقد وجدنا أن العديد من النساء في مطار دكا ما زالت تحمل أجسادهن آثار ندوب التعذيب الجسدي"، لافتا إلى أنه لا توجد وكالات توظيف أو وزارات معنية تستقبل النساء المصابات بصدمات نفسية.
وفي أبريل، نشر برنامج Ovibashi Karmi Unnayan، وهي منظمة غير حكومية، تقريراً عن 262 عاملة مهاجرة عائدة من السعودية، ومن بينهم 65٪ تم استغلالهم جنسياً، و60٪ تعرضوا للتعذيب الجسدي، و 50٪ تعرضوا لسخرية، و 37٪ تم تشغيلهم للعمل دون أجر في منزل أقارب أصحاب العمل، و33٪ تم استغلالهم عقلياً.
وأشار نشطاء حقوقيون إن عدة آلاف من العمال البنغال في السعودية سنوياً يتعرضون للانتهاك في بلدان المقصد، لكن لم يحصل أي منهم على العدالة باستثناء امرأة واحدة.
كما قدم البعض وصفاً حياً لكيفية تعرضهم للأذى عندما ضرب أصحاب العمل رؤوسهم بالجدران، واستخدموا قضبان حديدية ساخنة لحرق أجزاء أجسادهم وحتى سكب الماء المغلي عليهم.
وفي هذا السياق قالت جوبيدا بيغوم، وهي من العمال البنغال في السعودية العائدين إلى بنغلادش: “لم أحصل على طعام، ولم يسمحوا لي بالراحة وبقي راتبي غير مدفوع”.
وأخبرت جوبيدا البالغة من العمر 40 عاماً، والتي تنحدر من مانيكجانج، مجلة “نيو إيج” أن أجر شهرين لم يتم دفعها وأنه يتعين عليها دفع تذكرة سفر للعودة إلى الوطن والتي كلفتها 40 ألف تاكا.
وأضافت جوبيدا إنها أُجبرت على العمل 18-20 ساعة لعائلة مكونة من ثمانية أفراد لكنها لم تحصل على ما يكفي من الطعام كما أن “صاحب العمل كان لديه عادة سيئة (إشارة إلى الإكراه الجنسي) بينما كانت ابنته الصغرى تعذبني جسدياً”.
إيذاء الخادمات البنغلاديشيات داء مستفحل في السعودية
يبدو أن إيذاء الخادمات البنغلاديشيات داء مستفحل في السعودية. فهم يعاملون الخدم كالعبيد والرق ولا يقدمون لهم أدنى مقومات الحياة. وهذا مؤسف أن يعامل العامل في بلد إسلامي ورمز وقطب الإسلام في العالم بهذا الشكل في حين كان رسول الله يقول أعطي العامل أجره قبل أن يجف عرقه.
والعمالة البنغالية هي بين لهيب نارين وبين أمرين أحلاهما مر فإما العمل في السعودية في هذه الظروف القاسية وتحمل العذاب أو البقاء في الدولة التي تعد من أفقر دول العالم وإذا ما قرر الهجرة وتعرض للتعذيب والحرمان والاستعباد عليه أن يعلم أن لا أحد يمكن أن يسترد له حقوقه المسلوبة فالحكومة السعودية كانت وما زالت دائما تقف إلى جانب السعوديين ضد العمالة الأجنبية بغض النظر عن المجرم والحكومة في بنغلادش تصمت بسبب ضخامة التحويلات المالية التي يقوم بها العمال إلى ذويهم في البلاد، والتي تعتبر ثاني أكبر مورد للبلاد بعد صناعة الألبسة، وبين هذا وذاك يبقى العامل البنغالي وحيداً مع معاناته دون أدنى حدود الأمان.