الوقت- بدأت القوات الأمريكية والناتو، يوم السبت، رسمياً عملية سحب قواتها من أفغانستان. حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في 14 أبريل 2021 أن جميع القوات الأمريكية ستغادر أفغانستان بحلول 11 سبتمبر من هذا العام. يعني القرار أنه في الذكرى العشرين للهجمات على البرجين التوأمين في نيويورك، ستغادر القوات الأمريكية أفغانستان مع هزيمة كبيرة.
بموجب اتفاق السلام المبرم في 5 فبراير بين إدارة دونالد ترامب وطالبان، كان من المقرر أن تغادر جميع القوات الأجنبية أفغانستان بحلول يوم 2 مايو وفي المقابل ستوقف طالبان هجماتها على القوات الأجنبية والقواعد المرتبطة بها. والآن، وفي انتهاك جزئي للاتفاقية، وعدت إدارة بايدن بالانسحاب الرسمي للقوات الأمريكية في 11 سبتمبر، مما أثار ردود فعل متباينة داخل أفغانستان وامريكا والمجتمع الدولي.
خوف السياسيين الأمريكيين التقليديين من مغادرة أفغانستان
أثار إصرار البنتاغون على استمرار سياسة الانسحاب العسكري من مراكز الأزمات والبدء الرسمي لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان على المستوى الداخلي الأمريكي ردود فعل انتقادية خطيرة. وفي هذا الصدد، أكد الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي أن قرار جو بايدن بإجلاء جميع القوات الأمريكية المتبقية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر أمر مؤسف وسيؤدي على الأرجح إلى سيطرة طالبان على البلاد بأكملها. ونقلت سبوتنيك عن السناتور ميتش ماكونيل، الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي، قوله: "أعتقد أن هذا القرار مؤسف. لم نفقد شخصا واحدا في الصراع في أفغانستان خلال عام واحد، ما يقلقني هو أن طالبان ستسيطر على أفغانستان بحلول نهاية العام.
وقال مكونيل إن قرار بايدن يبدو مرغوبا فيه على المدى القصير، لكنه حذر أيضا من انسحاب جميع حلفاء امريكا في إيساف، الذين يسحبون قواتهم من البلاد في نفس الوقت. وقال الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ: "على المدى القصير، سيواجه الرئيس عناوين الصحف التي ستنال إعجاب الجميع .... ويوجد الآن ضعف عدد القوات الأمريكية والقوات المتحالفة في أفغانستان، لكنهم جميعًا يغادرون. إنني قلق للغاية من أن يكون الوضع في أفغانستان مشابها لما كان عليه من قبل.
بالإضافة إلى مكونيل، قالت هيلاري كلينتون وكوندوليزا رايس، وزراء الخارجية السابقين في إدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما، لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إنهم قلقون بشأن خطة بايدن لسحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان. وقالت رايس انه قد تحتاج أمريكا للعودة الى هناك.
تبادل كلينتون ورايس وجهات نظرهما مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب خلال اجتماع افتراضي يوم الأربعاء. وقال عضو في اللجنة لأكسيوس "تحدثت كوندوليزا رايس وكلينتون في الاجتماع. هناك بعض الخلاف حول أفغانستان، لكن كلاهما اتفقا على أنه من الضروري أن نتابع بطريقة ما مهمة مكافحة الإرهاب في الخارج. وقال "كوندوليزا رايس قالت انه قد يتعين علينا العودة لا سيما في خضم زيادة محتملة في العمليات الارهابية."
ردود الفعل في أفغانستان على الانتهاء من الانسحاب الأمريكي من البلاد
بالتزامن مع البدء الرسمي للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان، تشير التقارير إلى تشديد الإجراءات الأمنية في كابول وغيرها من المدن الأفغانية الكبرى. لكن الأهم، انه على الرغم من البدء الرسمي للانسحاب الأمريكي، حذر المتحدث باسم طالبان من أن مقاتلي الحركة لم يعودوا ملتزمين بمهاجمة القوات الأجنبية في أفغانستان. في الواقع، في اتفاق الدوحة بين امريكا وطالبان، الذي تم توقيعه العام الماضي، تعهدت طالبان بوقف إطلاق النار مع قوات التحالف الدولي حتى انسحاب هذه القوات بحلول الأول من شهر مايو. ويأتي تأكيد طالبان على عدم الالتزام بضربة عسكرية أمريكية في الوقت الذي حذر فيه وزير الدفاع الأمريكي، الجنرال سكوت ميللر، طالبان الأسبوع الماضي من أنهم سيواجهون "ردا قويا" إذا هاجموا قوات الناتو.
بالإضافة إلى المواقف الجديدة لطالبان، شهدنا ردود فعل عديدة من المسؤولين الأفغان خلال الأسبوع الماضي. وفي هذا الصدد، أكد وحيد عمر، كبير مستشاري العلاقات العامة لرئيس أفغانستان، أنه يحترم القرار الأمريكي، وأن أفغانستان قد ناقشت هذا الموضوع مرارا وتكرارا مع المسؤولين الأمريكيين.
وردا على إعلان انسحاب القوات الأمريكية وتغيير موقف طالبان، الذي قال إنه لن يحضر أي اجتماعات طالما ان القوات الأجنبية موجودة في البلاد، دعا مساعد المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية محمد أميري هذه الاطراف إلى التوقف عن تقديم الأعذار والمشاركة في قمة اسطنبول لإنهاء الحرب.
وقال عبد الله عبد الله، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان، في لقاء مع عدد من الأشخاص في كابول: الآن بعد أن أعلنت امريكا وحلف شمال الأطلسي قرارهما النهائي بالانسحاب، تحتاج أفغانستان إلى اتخاذ قرارها من أجل السلام في أفغانستان خلال أربعة أشهر.
لكن رئيس البرلمان الأفغاني مير رحمن رحماني حذر من أن أفغانستان ستواجه حربا أهلية إذا غادرت القوات الأجنبية البلاد دون سلام. وقال إن الظروف لم تكن مناسبة لانسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان وإنه على امريكا أن تجعل الانسحاب مشروطًا بالوضع في البلاد. وأشار رئيس البرلمان الأفغاني إلى أن القوات الأجنبية جاءت إلى أفغانستان لتحقيق أهداف معينة منها قمع الجماعات الإرهابية ومحاربة إنتاج المخدرات، ولكن حتى الآن لم تتحقق هذه الأهداف واستفادت الجماعات الإرهابية بشكل كبير من المخدرات في الإنتاج والاتجار.
منظمة حقوق الانسان تعرب عن قلقها إزاء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان
بالإضافة إلى ردود الفعل في أفغانستان وامريكا، كان رد فعل هيومن رايتس ووتش سلبا على انسحاب القوات الغربية من أفغانستان. وقالت الوكالة في بيان لها إن الإعلان عن خطة لسحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان أثار مخاوف بشأن تصاعد انعدام الأمن. وقال بيان صادر عن هيومن رايتس ووتش إن على الحكومة الأمريكية تعزيز دعمها للتعليم والرعاية الصحية، وخاصة للفتيات والنساء، ودعم وسائل الإعلام المستقلة. ووفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، فإن خطر تصعيد الحرب يقوض الإنجازات الحقوقية ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في أفغانستان.