الوقت- بدأ نشطاء وحقوقيون سعوديون معتقلون، إضرابهم عن الطعام في “سجن الحائر” بالرياض منذ يومين. حيث ذكرت مها القحطاني، زوجة محمد القحطاني أحد مؤسسي حركة “حسم” المعتقلين منذ سنوات، أن زوجها ونحو 30 آخرين، بدؤوا إضرابا عن الطعام في سجن الحائر.
وأوضحت القحطاني أنه إضافة إلى زوجها، فإن الحقوقيين “فوزان الحربي”، و”عيىسى النخيفي”، أضربا عن الطعام أيضا.
ما هو سجن الحائر؟
يقع سجن الحائر على بعد 40 كيلومترا جنوب العاصمة السعودية الرياض، وهو أحد أكثر السجون التي تفوح منها رائحة الموت شهرة في العالم، وهو مخصص للتعذيب ومضايقة نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين.
ووفق موقع “ويكليكس السعودية”، فإن المفرج عنهم من هذا السجن يطلقون على سجن الحائر اسم “غوانتانامو السعودية” أو “جحيم الأسرى”. وهو مكان لا معنى فيه للقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، ووفق منظمات حقوق الإنسان فإن هذا السجن من أسوأ السجون في العالم.
في هذا المكان، حيث يتم تطبيق الإجراءات الأمنية الأكثر صرامة، بسبب نقص المرافق الطبية وقلة الاهتمام بالحالة البدنية، يحدث نوع من “الموت الصامت”. حيث توفي الدكتور عبد الله الحامد، وهو معتقل سياسي معروف، في 23 أبريل 2020 ، إثر إصابته بجلطة دماغية وإهمال مسؤولي السجن له، الأمر الذي أثار مرة أخرى شائعات حول أوضاع السجن. إضافة إلى ذلك، في السنوات الأخيرة، تم تسريب صور ومقاطع فيديو مختلفة من داخل السجن ، تظهر تعذيب السجناء.
ووفق CNNفإن ظروف هذا المكان أصبحت أكثر كارثية بعد وصول محمد بن سلمان إلى السلطة، وتغير استخدام سجن الحائر أكثر فأكثر إلى مكان لاحتجاز السجناء السياسيين.
خصائص السجن
يتكون هذا السجن من طابق واحد تبلغ مساحة زنزانته ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار تفتقر إلى الصرف الصحي وجميع الجدران غير آهلة ولا يتم مراعاة النظافة. الأنوار تنطفئ الساعة 9 مساءً وتشغل في السادسة صباحاً، ولا يُسمح للسجناء بمغادرة زنازينهم.
ويُعرف سجن الحائر بـ “سجن الموت” لأن السجناء يعانون من مجموعة متنوعة من الأمراض المعدية. ويضم السجن أكثر من 1200 مجرم وضم مؤخراً نشطاء حقوق الإنسان والسجناء السياسيين، ومعظمهم لم يحاكموا.
تم وصف السجن لأول مرة على أنه مكان للتعذيب في عام 2007 عندما تم تسريب مقطع فيديو لسجين يتعرض للضرب والقتل، ثم ضغطت منظمة حقوق الإنسان العالمية على حكومة الرياض لدخول السجن، والتحدث مع السجناء، اتضح خلالها أن كل أنواع التعذيب تتم في هذا المكان. اعتبرت الحكومة السعودية في ذلك الوقت أن تقرير هيئة حقوق الإنسان ليس له قيمة قانونية.
وفي عام 2012، عندما ثار السجناء واشتبكوا مع الضباط، احتل اسم سجن “الحائر” من جديد عناوين وسائل الإعلام. حيث سيطر السجناء على عدد من اقسام السجن في ذلك الوقت. لم تسمح الحكومة السعودية لأي منظمة حقوقية أو وسيلة إعلامية بدخول السجن منذ عام 2007. لكن منظمة العفو الدولية انتقدت في تقريرها السنوي لعام 2017 التعذيب الشديد في السجن، قائلة إنه تم نقل المئات إلى السجن بذريعة مكافحة الإرهاب، وأن السجناء الذين تعرضوا للتعذيب غالبا ما يجبرون على التحدث أمام المحكمة بشكل يدينهم لاحقا.
وفي حزيران 2020، أصدر أحد المعارضين السعوديين يحيى العسيري مقطع فيديو من داخل سجن الحائر تحدث فيه سجناء عن تعرضهم للضرب بكابلات ورمي الكراسي من قبل مسؤولي السجن.
لكن اسم سجن الحائر ظهر مرة أخرى في قضية الاعتقالات الجماعية للأمراء في نوفمبر 2017 في فندق ريتز كارلتون بالرياض وقيل حينها إنهم نقلوا إلى سجن الحائر. وتم نقل أكثر من 60 معتقلاً من الفندق الى سجن الحائر.
المضربون عن الطعام
محمد القحطاني (55 عاما)، هو أستاذ اقتصاد وناشط سياسي سعودي وأحد الأعضاء المؤسسين لـ”جمعية الحقوق المدنية والسياسية” حسم. واعتقل القحطاني في آذار 2013، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة.
هذا ويتعرض المدافعون عن حقوق الإنسان والناشطون ومن ينتقدون سياسات الحكومة أو يعبرون عن اعتراض أو رأي مغاير للسلطات إلى المضايقة والمراقبة والاحتجاز التعسفي وحملات التشهير، والمحاكمات الجائرة لمدد طويلة. كما يتعرض أيضا أفراد عوائل المدافعين عن حقوق الإنسان للاستهداف والترهيب والمضايقة من قبل السلطات السعودية مثل “فوزان الحربي”، و”عيىسى النخيفي".
الصمت الدولي إزاء ما يحدث في السعودية
عادة ما تعلو أصوات المحتجين والحقوقيين الدوليين المدافعين عن حقوق الانسان في مثل هذه القضايا الا اننا في هذه المرة نشهد صمتا مريبا وكانه ترقب حذر لما ستدلي به حكومات الغطرسطة مثل امريكا والدول الاوروبية، حيث ان بايدن تشدق منذ دخوله البيت الابيض بالكثير والقليل عن نهجه المغاير لسلفه ترامب خاصة في قضايا حقوق الانسان ووجه عدة تهديدات اعلامية لقادة بعض الدول مثل السعودية.
لكن ما يجري في الواقع هو ان الادارة الجديدة في البيت الابيض تتخذ نهجا مغايرا لسابقتها في الشكل فقط وانما المضمون ذاته، حيث اتبعت ادارة ترامب سابقا سياسة العصا والجزرة واجتذبت بها دول النفط في الخليج الفارسي، لكن بايدن الان يتخذ نهج السوط والكرباج والتهديد المباشر وغير المباشر كما حدث ويحدث في قضية جمال خاشقجي وسجن الجائر وحرب اليمن وغيرها الكثير، يبدو انه غير مستعد لتدلية الجزرة لهم حتى. وبهذا يضمن عدم خروجهم عن الطاعة ولا التفكير بذلك اساسا.
