الوقت- أعلن عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي عن إجراء تواصل غير مباشر بين الجماعة ومسؤولين أميركيين بشأن الأوضاع في اليمن. وقال البخيتي إن "هذا التواصل لم يحرز أي تقدم لحل الأزمة".
هذا التصريح جاء بعد أن أعلنت وكالة رويترز نقلاً عن مصدرين مطلعين أن مسؤولين أميركيين كباراً عقدوا أول اجتماع مباشر مع مسؤولين من حركة أنصار الله اليمنية في سلطنة عمان، وذلك في ظل سعي الإدارة الأميركية الجديدة لوضع نهاية للحرب اليمنية المستمرة منذ 6 سنوات.
وأضاف المصدران أن المناقشات - التي لم يعلن عنها أي طرف - جرت بالعاصمة العمانية مسقط يوم 26 فبراير/شباط الماضي بين المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ وكبير المفاوضين في حركة أنصار الله محمد عبد السلام.
وأضافت رويترز أن المسؤولين الأميركيين حثوا أنصار الله على إجراء محادثات مع السعودية، ووقف الهجوم على مدينة مأرب اليمنية.
أهمية معركة مأرب وغدر الثعلب الأمريكي
بالنسبة للموقع الجغرافي تقع مأرب في شمال غرب اليمن شرقي العاصمة صنعاء وتحيط بها خمس محافظات هي: الجوف من الشمال، ومن الغرب صنعاء، ومن الجنوب البيضاء وشبوة، ومن الشرق حضرموت. ولقد جعل الموقع الاستراتيجي الهام لهذه المحافظة ومكانتها الاقتصادية واحتياطيات النفط والغاز التي تمتلكها، منها محافظة استراتيجية ومهمة للغاية في الحرب بين صنعاء والحكومة المستقيلة، حيث يمر خط أنابيب النفط اليمني الرئيسي عبر مأرب إلى محطة نفط “رأس عيسى” في البحر الأحمر.
ولقد أدى وجود جزء كبير من التراث التاريخي اليمني في هذه المدينة إلى ازدهار الفنادق والمطاعم وشركات البناء وأنواع أخرى من التجارة، ونموها الاقتصادي أعلى من مناطق اليمن الأخرى. لذلك فإن سيطرة “أنصار الله” على هذه المحافظة يمكن أن تساعد في حل جزء مهم من مشاكل صنعاء الاقتصادية في مواجهة الحصار، وإعطاء مزيد من السلطة لحكومة صنعاء في مجال التطورات اليمنية على الساحات الدولية.
كما تعد معركة مأرب مهمة جداً و مصيرية بالنسبة للسعودية وأسيادها في الولايات المتحدة الأمريكية وهم يخشون كسر ارادتهم في هذه المدينة، أما حركة أنصار الله تتمتع بأوراق قوة حتى في التفاوض الذي جرى في عمان، وهي ليست في عجل من أمرها، على عكس السعودية التي هبت للاستنجاد بمجلس الامن وترجته للتدخل لوقف المعركة فيما تتدخل امريكا والغرب بحجة انها مسألة انسانية.
هذا التخبط السعودي والأمريكي جاء بعد أن رفعت الولايات المتحدة الأمريكية حركة أنصار الله من قائمة الإرهاب كما أعلنت عن وقف بيع الأسلحة للسعودية، وعينت مبعوثاً خاصاً لها في اليمن كي تستعطف قليلاً جانب الحركة وتمرر مشاريعها وضغوطها الأخرى في التفاوض، وبعد فشل المحادثات الأخيرة زاد الضغط الأمريكي ، فقد فرضت واشنطن مؤخراً عقوبات على قياديَّين في حركة أنصار الله. لكن حركة أنصار الله تعلم جيداً أن الضغط الأميركي لإنهاء الحرب في اليمن يأتي قبيل سقوط مأرب في أيديهم وهذا الشيء إن حدث سيغير من معادلة الصراع اليمني لصالح أنصار الله.
السعودية تستعين بداعش في مأرب
إن السعودية والرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي يعرفان جيداً أن حسم معركة مأرب لصالح حركة أنصار الله يعني نهايتهما في اليمن ، لذلك قاموا بإلقاء كامل ثقلهم وعدتهم وعتادهم نحو هذه المنطقة بل وطلبوا العون من جماعة داعش وتنظيم القاعدة الإرهابيين وكل ذلك حتى يطول أمد بقائهم أمام تقدم قوات انصار الله وينتظرون حصول مخرج أو انفراج دبلوماسي .
ولكن على الجبهة الأخرى فان انصار الله وانطلاقاً من نظرتها الانسانية من جهة والحذر الذي تتحلى به في عملية تحرير مأرب ، تحاول ان تقلل من حجم الاضرار بقدار ما يمكن لكي لا تستلم ارضاً محروقة ، لذلك فانها تقوم بإدارة الحرب في هذه المنطقة بكل هدوء وبرؤية منطقية .
الاصرار على التفاوض بهذا التوقيت
تحاول أمريكا وغريفيث وبعض الدول الغربية ودول التحالف أن تقنع حركة انصار الله بقبول وقف اطلاق النار والتفاوض في هذه المرحلة بالذات. مشددين بذلك على أهمية الفصل بين مسالة مأرب ومصير الحرب في اليمن ، ولكن حركة انصار الله تعلم جيداً بخبث نواياهم وجربتهم في السابق وتعلم غدرهم جيداً لذلك هي تشدد على عدم فصل مسألة مأرب عن العدوان الذي يشن على اليمن ، وفي نفس الوقت ترى أن الضمان الوحيد للتفاوض ووقف اطلاق النار يتمثل برفع الحصار وفتح الموانيء وبالطبع مطار صنعاء .
ومن خلال تصعيد هجماتها الصاروخية ضد السعودية تهدف إلى ايصال رسالة للطرف المقابل مفادها "ان مصير مأرب ليس بمنأى عن رفع الحصار والقبول بشروط انصار الله "
وفي الختام يمكن القول أن السعودية وأمريكا تحاولان إيقاف حرب مأرب والدخول في مفاوضات مع حركة أنصار الله ولكن قرار تحرير مدينة مأرب من قوات الاحتلال السعودية قد تم اتخاذه في العاصمة اليمنية صنعاء وخلال الايام القادمة سوف نشاهد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” يرفعون علم الحرية والعزة في مدينة مأرب اليمنية ولن يكون هناك أي تراجع أو تنازلات على حساب الدم والشعب اليمني.