الوقت- أصبحت محافظة مأرب هذه الأيام بؤرة الحرب في اليمن، وبفضل الانتصارات العظيمة التي حققها أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على قوات تحالف العدوان السعودي مرتزقة حكومة "منصور هادي" المستقيلة، أصبحت مسألة تحرير هذه المحافظة الإستراتيجية في وقتنا الحالي على بعد خطوات قليلة. فلقد تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية يوم أمس الجمعة من تحرير العديد من القرى والتباب في هذه المحافظة ذات الأهمية الاستراتيجية وتمكنوا من السيطرة على قرية "الزور" الواقعة في مديرية صرواح بمأرب واقتربت القوات اليمنية من سد مأرب التاريخي بعد تحرير هذه القرية الإستراتيجية وذلك عقب قيام أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من شن هجمات واشتباكات عنيفة مع المرتزقة خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المرتزقة السعوديين. ولم تقتصر تحركات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في الأيام القليلة الماضية على تكثيف الهجمات لتحرير هذه المحافظة، لكنهم هاجموا أيضًا قواعد عسكرية سعودية مختلفة في المنطقة بالصواريخ والطائرات المسيرة، وأوقعوا إصابات جسيمة في صفوف تلك القوات الغازية. حيث تشير التقارير الميدانية إلى انهيار جبهة صرواح وانسحاب القوات السعودية من معسكر "صحن الجن".
وفي غضون ذلك، إلى جانب التحركات الميدانية ، تشير بعض الأخبار من مصادر يمنية إلى أن قيادات عسكرية يمنية اجتمعت مع زعماء القبائل في صنعاء لبحث آلية التواصل مع القبائل المتحالفة مع المعتدين وإقناعهم بالعودة للتعاون مع صنعاء وطرد المحتلين من محافظة مأرب. وحول هذا السياق، قال اللواء "الموشكي"، مخاطباً شيوخ اليمن وأعيانه، "إن مسؤوليتكم الدينية والوطنية تتطلب منكم التواصل مع المخدوعين للخروج من مأرب، وانقاذهم من الدمار وإعادتهم إلى حضن الوطن"، مشيراً إلى أن أهل مأرب كانوا دائما مع إخوانهم من أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين قدموا الغالي والرخيص لتحرير مأرب من المحتلين.
كما أشار اللواء "الموشكي" خلال حديثه، إلى أن أبناء محافظة مأرب ومعهم الجيش واللجان الشعبية هدفهم رفع هذه المدينة الشرقية الاستراتيجية من تحت أقدام المحتلين وليس إسقاطها، موضحاً أن "أبطال الجيش واللجان هدفهم تحرير مأرب من المحتلين الذين يختطفون النساء من الطرقات والبيوت بغرض إلحاق العيب الأسود بقبائل مأرب". وأكد رئيس هيئة الأركان أن أبطال الجيش واللجان الشعبية لن يهدأ لهم بال إلا بعد تحرير آخر شبر من الوطن. ومن جانبه، أكد رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء "عبدالله الحاكم"، أن الاجتماع اليوم مع الجانب القبلي يأتي لإشعاره بأهمية الموقف والدور اللازم عليه القيام به ضمن مهمة متكاملة مع الجيش واللجان، مشيرًا إلى أن هناك اهتماما عاليا بالعمل العسكري بكل مساراته ولكن المعركة تقتضي علينا جميعًا أداء مسؤولياتنا كلٌ وفق مهامه.
النتائج المترتبة على تحرير محافظة مأرب اليمنية
إن تحرير محافظة مأرب من قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته والتنظيمات الإرهابية الموالية له، سيؤدي حتماً إلى زيادة قوة حكومة صنعاء في ساحة التطورات اليمنية، وسيؤدي بالمثل إلى تقليل قوة ونفوذ تحالف العدوان وحكومة الأرتزاق المستقيلة القابعة في فنادق الرياض. وتقع مأرب في شمال غرب اليمن شرقي العاصمة صنعاء وتحيط بها خمس محافظات هي: الجوف من الشمال، ومن الغرب صنعاء، ومن الجنوب البيضاء وشبوة، ومن الشرق حضرموت. ولقد جعل الموقع الاستراتيجي الهام لهذه المحافظة ومكانتها الاقتصادية واحتياطيات النفط والغاز التي تمتلكها، منها محافظة استراتيجية ومهمة للغاية في الحرب بين صنعاء والحكومة المستقيلة، حيث يمر خط أنابيب النفط اليمني الرئيسي عبر مأرب إلى محطة نفط "رأس عيسى" في البحر الأحمر.
ولقد أدى وجود جزء كبير من التراث التاريخي اليمني في هذه المدينة إلى ازدهار الفنادق والمطاعم وشركات البناء وأنواع أخرى من التجارة، ونموها الاقتصادي أعلى من مناطق اليمن الأخرى. لذلك فإن سيطرة "أنصار الله" على هذه المحافظة يمكن أن تساعد في حل جزء مهم من مشاكل صنعاء الاقتصادية في مواجهة الحصار، وإعطاء مزيد من السلطة لحكومة صنعاء في مجال التطورات اليمنية على الساحات الدولية.
ومن ناحية أخرى، باعتبار هذه المحافظة أهم قاعدة تقليدية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن وآخر معقل للوجود العسكري لمرتزقة التابعين لـ"منصور هادي" في المناطق الوسطى من اليمن، فإن التطورات الحالية في هذه المحافظة سوف تلعب دوراً حيوياً على مستقبل حكومة "هادي" المستقيلة في شمال اليمن. في الواقع، وبالنظر إلى الدور البارز لجماعة الإخوان المسلمين في حكومة "هادي"، فإن خسارة محافظة مأرب سيكون لها تأثير عميق على ميزان القوى في جنوب اليمن وعلى أيضا مصير اتفاق الرياض الذي تم التوقيع عليه بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة "منصور هادي" المستقيلة لتقاسم السلطة وستواجه هذه الاخيرة الكثير التحديات في المستقبل. كما أن تحرير محافظة مأرب من قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته، سيتيح للمجلس الانتقالي التابع للإمارات العربية المتحدة حرية تقليل التعاون مع حكومة "هادي" الضعيفة. وعليه، ومع المزيد من تقليص سلطة منصور هادي والاختفاء التام لشرعية حكومته المعلنة في شمال وجنوب اليمن ، فإن طبيعة استمرار النزعة العسكرية والعدوان السعودي على الأراضي اليمنية ستخسر تمامًا. شرعيتها. من ناحية أخرى ، مع غزو أنصار الله ، ستزداد قوة المساومة في أي مفاوضات حول مستقبل اليمن ، وسيجد أنصار الله اليد العليا في المفاوضات السياسية.
ومع ذلك، يمكن التكهن بأن السعودية والولايات المتحدة ستزيدان من ضغوطهما السياسية والعسكرية في الأيام المقبلة لمنع تحرير مأرب. حيث دعا البيت الأبيض، يوم أمس، جماعة "أنصار الله" اليمنية إلى وقف تقدمها فيما لم يتم اتخاذ أي إجراء جاد لوقف الهجمات السعودية على الأراضي اليمنية. لذلك، في مثل هذا الوضع، فقد قالت حركة "أنصار الله" اليمنية التي ترى في تحرير محافظة مأرب خطوة مهمة في إجبار الطرف الآخر على إنهاء العدوان والحصار على اليمن، على لسان "محمد عبد السلام" رئيس الوفد اليمني في المفاوضات السياسية والمتحدث باسم حركة "أنصار الله" ردًا على تصريحات الخارجية الأمريكية: "نريد عملًا سياسيًا بناءً. إن وقف شامل للعدوان ووقف للحصار، يدل على أن نجاح العملية السياسية ولقد أثبتت الأيام والسنوات الماضية أن هجمات العدوان والحصار لن تنجح في تركيع الشعب اليمني".
وفي الختام يمكن القول إن قرار تحرير مدنية مأرب من قوات الاحتلال السعودية قد تم اتخاذه في العاصمة اليمنية صنعاء وخلال الايام القادمة سوف نشاهد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" يرفعون علم الحرية والعزة في مدينة مأرب اليمنية. إن الانتصارات الاخيرة التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الأيام الماضية في العديد من جبهات القتال في محافظة مأرب، دفعت بمن ما زال في نفسه كرامة وغيرة على وطنه وعرضه أن يغادر صفوف العدوان ويلتحق بالصف الوطني ويدافع عن بلده وشعبه.