الوقت- كشف الدكتور "طه المتوكل" وزير الصحة العامة والسكان في حكومة صنعاء، أن انعدام الأجهزة الطبية ومنع تحالف العدوان إدخالها إلى اليمن وصمة عار في جبين الأمم المتحدة. وأوضح الدكتور "المتوكل"، خلال انطلاق المؤتمر العلمي الثاني للجراحة العامة وجراحة المناظير الذي تنظمه جمعية الجراحين اليمنيين قبل عدة أيام في العاصمة اليمنية صنعاء، أن الرهان اليوم هو على العقول اليمنية وانعدام الأجهزة الطبية عار على الأمم المتحدة المتخاذلة في واجبها تجاه الشعب. وأشار خلال المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 500 طبيب جراح من مختلف محافظات الجمهورية إلى أن الطفلين السياميين اليمنيين لا يزالان ينتظران في ظروف صحية متدنية نتيجة انعدام التجهيزات الطبية الملائمة في المستشفيات اليمنية بعد 6 سنوات من العدوان والحصار. مؤكداً أن تحالف العدوان يمنع إدخال أجهزة التخدير للكبار والأطفال على حد سواء والأدوية الخاصة بالتخدير وهي أدوية أساسية وضرورية.
وأضاف وزير الصحة اليمني قائلاً: "من لم يمت بالقصف سيموت بانعدام الأدوية المنقذة للحياة ونعدها جريمة حرب". مباركاً إجراء الامتحانات في العاصمة صنعاء للزمالة العربية واليمنية في تخصصات الجراحة. وقال "المتوكل": "الطبيب اليمني هو اليوم من أكفأ الكوادر الطبية عالميا وأثبتت الظروف الصعبة التي مر بها القطاع الصحي خلال سنوات العدوان والحصار كفاءته وقدرته". ومن جانبه أكد رئيس المجلس الطبي الأعلى الدكتور "مجاهد معصار"، أن انعقاد هذه المؤتمرات العلمية لتطوير الأداء الطبي وبمشاركة الأطباء من كل محافظات الجمهورية هو بمثابة تحد لتحالف العدوان والحصار الذي يمنع إدخال الأدوية الأساسية الخاصة بإجراء العمليات الجراحية.. مبيناً أن القيادة السياسية تقدم اليوم مختلف أشكال الدعم لتطوير القطاع الطبي بخبرات يمنية.
لقد حول تحالف العدوان السعودي الإماراتي الغاشم، اليمن السعيد إلى ساحة لتجارب عسكرية، تستخدم فيها أسلحة خطرة منها اليورانيوم والفسفور والقذائف الفراغية، فتحول كل ما تصل إليه إلى حريق ورماد ودمار ولقد ارتكب هذا التحالف الغاشم منذ عام 2015 وحتى هذه اللحظة الكثير من الجرائم الوحشية في حق أبناء الشعب اليمني المظلوم ولقد كشفت العديد من التقارير الميدانية أن طائرات العدوان كانت تقوم بإلقاء الكثير من المتفجرات والقنابل المحرمة دولياً على المدنيين في اليمن وهذه الجرائم تسببت في حدوث إبادة جماعية لأبناء الشعب اليمنية وتدمير كلي للبنية التحتية والمراكز الطبية والمدارس . ولقد وجهت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان، اتهامات الى السعودية باستخدام أسلحة محرمة دوليا، من ضمنها قنابل عنقودية في الغارات الجوية التي تشنها على اليمن .
وعلى صعيد متصل، أعرب "روبرت كولفيل" المتحدث باسم المفوضية السامية للامم المتحدة، أثناء موجز صحفي عقده قبل عدة أيام، عن قلق المنظمة العالمية إزاء الوضع الصحي الحرج في اليمن، محذرا من أن نظام الرعاية الصحية في البلاد "على شفا الانهيار". وأكد المسؤول أن 24 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى الدعم الإنساني، لافتا إلى أن المستشفيات اليمنية لم تعد تستقبل الأشخاص الذين لديهم أعراض الإصابة بفيروس "كورونا" وبالاوبئة الاخرى المنتشرة في العديد من المناطق اليمنية، بسبب نقص الأسِرة والأدوية والكوادر الطبية والمياه النظيفة. ورجح "كولفيل" أن العدد الحقيقي للإصابات بكورونا والملاريا والكوليرا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض في اليمن يتجاوز بشكل ملموس الحصيلة الرسمية، مشيرا إلى أن ذلك يخص بالدرجة الأولى المناطق الشمالية.
وأكد "كولفيل" أن الأمم المتحدة ستضطر إلى تعليق أكثر من 30 من أصل 41 برنامجا إغاثيا تديرها في اليمن في غضون الأسابيع القليلة القادمة، ما لم يتم تأمين تمويل إضافي لها، داعيا المانحين الدوليين إلى تقديم مساعدات عاجلة إلى ملايين اليمنيين الذين مروا بخمس سنوات من الحرب. ومن جانبه، أشار المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، "ينس لاركيه"، إلى تسديد 47% فقط من أصل 1.35 مليار دولار تم التعهد بتقديمها من أجل اليمن أوائل يونيو، وهو ما يقل مليار دولار عن المبلغ المستهدف. وبدورها، أكدت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، ماريكسي ميركادو، أن عدم حصول المنظمة على 30 مليون دولار بحلول نهاية يونيو سيؤدي إلى إيقاف خدمات الماء والصحة العامة والرعاية الصحية لأربعة ملايين شخص في اليمن في شهر يوليو. ولفتت المتحدثة إلى أن منظمتها لم تتلق سوى نحو 10% فقط من 53 مليون دولار تطلبها لعمليات مكافحة "كوفيد-19"، ما يقلص قدرتها على توفير معدات وقاية وإمدادات طبية.
وعلى صعيد متصل، أكد وكيل وزارة الإعلام "نصر الدين عامر"، أن الأمم المتحدة منذ بداية العدوان منحازة بالكامل لدول العدوان نتيجة الهيمنة الأمريكية على القرار الاممي . وقال "عامر".. إن "الموقف الأممي تجاه العدوان على اليمن، لم يعد صامتاً بل بات متحاملاً على الضحية لمصلحة القاتل"، مشيراً الى أن المال السعودي والاماراتي يستلب القرار الأممي الى حد كبير وهذا ورد على لسان الأمين العام السابق للأمم المتحدة بانكي مون الذي أزال السعودية من قائمة العار لانتهاكات الأطفال بعد تهديدات السعودية بوقف التمويل للسعودية وتمت ازالتها خلال أيام .
ولفت إلى أن الوضع العام وخصوصاً الوضع الصحي ينذر بكارثة ولا سيما مع تفشي وباء كورونا الذي تسببت دول العدوان بدخوله الى اليمن والان تساهم في انتشاره من خلال منعها كل الاحتياجات اللازمة لمواجهته واخرها ازمة الوقود التي تسببت الى الان بوقف جزئي للكثير من المرافق الصحية التي هي في الاساس ضعيفة جدا وقليلة جدا نتيجة استهدافها بالغارات منذ بداية العدوان . وأشار إلى أن الشعب اليمني لن يظل مكتوف الأيدي تجاه حصاره والعدوان عليه، لافتاً إلى أن الانجازات العسكرية اليمنية ستستمر وستتصاعد حتى يتوقف العدوان ويرتفع الحصار وتتحرر كل الاراضي اليمنية ويتوقف نهب الثروات اليمنية من قبل العدوان ومرتزقته .