الوقت- عقب "الخيانة العظمى" التي قامت بها أبو ظبي بحق القضية الفلسطينية والمتمثلة في تطبيعها مع عدو العرب والمسلمين، وصل وفد صهيوني ضخم إلى الامارات، الأحد الفائت، للمشاركة في معرض "جايتكس" السنويّ لتكنولوجيا المعلومات، وضم الوفد الإسرائيلي نحو 200 مسؤول ورجل أعمال بينهم مدير عام وزارة الاقتصاد التابعة لحكومة الكيان، ديفيد ليفلر، حيث يُقام هذا المعرض في مركز دبي التجاريّ في الفترة بين السادس إلى العاشر من كانون الأول الجاري.
شرعت الإمارات أبوابها للعدو الصهيونيّ بعد تحالفها معه تحت مبررات زائفة، وفي الوقت الذي أثقب المسؤولون الإماراتيون مسامعنا بأنّ وقف ضم الأراضي الفلسطينيّة هو "ثمرة سريعة القطاف" لتطبيع العلاقات مع الكيان، فيما يبدو واضحاً حجم النفاق الإماراتيّ وتتكشف يوماً بعد آخر الأهداف الحقيقية من "اتفاق العار"، والذي كان آخره المشاركة الإسرائيلية الضخمة في معرض "جايتكس" للتكنولوجيا، ما يظهر حجم التعاون والتنسيق بين تل أبيب وأبو ظبي.
وقد أثارت الحضور الصهيونيّ في الدورة الأربعين للمعرض علامات استفهام كثيرة بمجرد انطلاقه يوم الأحد المنصرم في دبي، بمشاركة مؤسسات حكومية وشركات إماراتية، وبحضور دوليّ يضم مشاركين من فرنسا والبرازيل واليابان وإيطاليا، ومن الواضح أنّ الإمارات تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتمتين علاقاتها مع العدو الغاصب قبل إدخال السعوديّة في حظيرة التطبيع الأمريكيّة، وقبل أن تصبح الرياض منافساً لها في تعزيز العلاقات مع الصهاينة.
ويشار إلى أنّ الرياض لم تعترف برغبتها الجامحة في التطبيع مع الكيان الغاشم، إلا أنّها أعلنت تأيّيدها الرسميّ لاتفاق الخنوع الإماراتيّ – البحرينيّ، ناهيك عن الاجتماعات السريّة المتكررة بين الرياض وتل أبيب، ما يُظهر بوضوح تطابق سياسة الإمارات والسعوديّة التي تعادي بشكل فاضح الشعب الفلسطينيّ وقضيته العادلة ومطالبه المُحقة، وتنافسهما المُذل على إقامة علاقات أفضل مع العدو.
ورغم انتشار جائحة كورونا، حضر المعرض 1200 شركة من 59 دولة بالإضافة إلى الكيان الصهيونيّ، وتعرض أحدث منتجات التقنية و200 من أهم شركات الاستثمار في التكنولوجيا و350 متحدثا في الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية ومستقبل التعليم والصحة، فيما يبث افتراضيا لنحو 150 دولة حول العالم.
وبناء على ذلك، تسجل تل أبيب حضوراً قوياً في المعرض الإماراتيّ، الذي وصفته وكالة الأنباء الإماراتية بأنّه أهم حدث تقني واقعي خلال العام 2020، وأنّه في مقدمة المعارض العالمية على مدار الدورات الـ 39 الماضية من عمر هذه التظاهرة العالمية، ربما بسبب الحضور الإسرائيلي البارز الذي يلبي طموحات الحكومة الإماراتية "العميلة" وفق الشارع العربيّ، في الوقت الذي تتناسى فيه الإمارات أنّ جُلّ مشاكل المنطقة والتوترات فيها، هي بسبب التمادي الصهيونيّ في الإجرام بحق الفلسطينيين والدول المحيطة بالأراضي المحتلة، كسوريا ولبنان اللّتان تعيشان أسوأ الظروف بسبب التدخلات الأمريكيّة السافرة والاعتداءات الصهيونيّة.
وما ينبغي ذكره، أنّ الإمارات تعتبر تطبيعها مع كيان الاحتلال الصهيونيّ "فرصة تاريخيّة"، إلا أنّ ما قامت به أبو ظبي يعد في الحقيقة "خسارة تاريخيّة" بكل ما تعنيه كلمة خسارة من معنى، والدليل على ذلك ما يتم الحديث عنه حول إلغاء صفقة الأسلحة الأمريكيّة المتطورة التي جعلت الإمارات تهرع نحو الخيانة، التي مثّلت طعنة في ظهر الشعب الفلسطينيّ، وشكلت تآمراً على نضاله، وخيانةً لمقاومته، وتكريساً لاحتلال أراضيه، وفق القيادات الفلسطينيّة.
وقبل أيام، أعلنت الإمارات أنها قد تقتني أسلحة متطورة من دول أخرى إن لم توافق الولايات المتحدة على تلبية احتياجاتها العسكريّة، فيما ذكر السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، في وقت سابق، أنّ الصفقة التي تشمل أسلحة أمريكية بقيمة 23 مليار دولار منها "إف-35" ويدرسها الكونغرس حالياً تحظى بالأهمية القصوى لدى الطرفين، وذلك رداً على السيناتور الديمقراطيّ، كريس ميرفي، الذي أعرب عن معارضته للصفقة.
وما لا شك فيه أنّ الإمارات تسعى لبناء سلسلة طويلة من العلاقات مع العدو، من ناحية التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بينهما، فيما يصف الجمهور العربيّ ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بالخائن للعروبة والإسلام، وخاصة بعد الزيارات الصهيونيّة الأخيرة، ومساعي الحكومة الإماراتيّة لبلورة تفاصيل "اتفاقية العار" التي وقّعت مع الاحتلال الغاصب.