الوقت- بعد تحرير قاعدة "ماس" العسكرية، يحاول أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية بدء عملية عسكرية جديدة من ثلاثة محاور وتطهير وسط وجنوب محافظة الجوف وشمال وغرب محافظة مأرب لفتح وتمهيد الطريق للوصول إلى قلب اليمن الغني بالموارد النفطية. ولقد خلصت قيادة العمليات في العاصمة صنعاء قبل عدة شهور إلى أن النصر النهائي في المحافظات الاستراتيجية "الجوف ومأرب" سيتحقق بتحرير عدد من المعسكرات الاستراتيجية "الخنجر واللبنات وماس" التي تتمركز فيها قوات ومرتزقة تحالف العدوان السعودي، وفعلاً قامت قيادة العمليات في صنعاء بالتخطيط وتنفيذ هذه الأمر وتمكنوا خلال الفترة الماضية من تحرير العديد من المناطق في محافظات البيضاء ومأرب والجوف. وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال الفترة الماضية من تنفيذ عدة عمليات عسكرية واسعة النطاق ومذهلة، وتمكنوا من السيطرة على قاعدتي "الخنجر واللبنات" التي كانتا معقل لقوات تحالف العدوان السعودي في شمال غرب وجنوب محافظة الجوف، واستطاعوا تحرير جزء كبير من المناطق المحتلة بمحافظة الجوف.
ومع الجهود المتواصلة التي تبذلها قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، نجحت هذه الاخيرة قبل عدة أيام بالقيام بعملية عسكرية مفاجئة وناجحة وتمكنوا من تطهير قاعدة "ماس" المهمة والحساسة للغاية من براثن تحالف العدوان السعودي، وصد زحوفات قامت بها عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي التي قاومت بكل قوتها في هذا المحور ولكنها فشلت وفضلت الفرار والنجاة بأرواحها. الجدير بالذكر أن مرتزقة تحالف العدوان السعودي يدركون جيدا أنهم إذا فقدوا المحور الغربي لمحافظة مأرب، فإنهم سوف يخسرون أثمن قاعدة عسكرية للرياض في وسط اليمن والمتمثلة بقاعدة "ماس"، وهذه الهزيمة لن تكون فقط غير قابلة للتعويض عنها، بل ستكون لها عواقب كثيرة على الرياض ومرتزقتها.
وحول هذا السياق، قال مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في محافظة مأرب: إن "أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا من التقدم في المحور الجنوبي الشرقي لقاعدة "ماس" الواقعة شمال غرب مديرية "مدغل" ونجحوا في السيطرة على مفرق "دومان" الهام والاستراتيجي بشكل كامل وطرد قوات تحالف العدوان السعودي من تلك المناطق. وفي اشارة له إلى تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من التقدم كثير نحو قاعدة "ماس" الإستراتيجية، أكد هذا المصدر الميداني على إنه بهذا التقدم الجديد، تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحرير مفرق "دومان" الاستراتيجي الذي يعتبر البوابة الجنوبية الشرقية لقاعدة "ماس" الاستراتيجية والبوابة الغربية للطريق السريع الواصل بين محافظتي صنعاء ومأرب.
وفي وقتنا الحالي تدور اشتباكات عنيفة بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية مع عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي في الضواحي الغربية والشمالية لقاعدة "ماس" العسكرية، ويسعى أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية إلى إعادة استقرار الأوضاع على الأرض وتأمين أطراف هذه القاعدة العسكرية المهمة. وقاعدة "ماس" العسكرية هي آخر وأهم مقرات تحالف العدوان السعودي في غرب وشمال غرب محافظة مأرب وهي نقطة الاتصال بين مدينة مأرب ومدينة صنعاء (العاصمة). ومع تطهير هذه القاعدة المهمة، سيتم تحرير مديريات "مدغل ورغوان" الواقعتين في شمال غرب محافظة مأرب من احتلال قوات ومرتزقة تحالف العدوان السعودي.
وعلى صعيد متصل، كشفت بعض المصادر الميدانية أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية يحاولون التقدم شرقا من شمال غرب محافظة مأرب والشمال الغربي والجنوبي من محافظة الجوف (على أطراف قاعدتي الخنجر واللبنات) بعد تعزيز مواقعهم في قاعدة "ماس" العسكرية، وأخيرا تحرير المناطق التي لا تزال قابعة تحت احتلال قوات تحالف العدوان السعودي شمال ووسط محافظة مأرب والتي منها مناطق "الدشوش وقاعدة صحن الجن العسكرية وتداوين" وفي وسط وجنوب محافظة الجوف مناطق مثل "قاعدة كنائس العسكرية، وجبل العلم الأبيض، والريان، إلخ) والوصول إلى البوابات الشمالية والغربية لمدينة مأرب.
ولفتت تلك المصادر إلى أن قادة تحالف العدوان السعودي على دراية كاملة بالاستراتيجيات والعمليات الجديدة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، ولهذا فقد بدأت قوات تحالف العدوان قبل أسابيع قليلة بالدخول إلى الميدان بكل قوتها ومنشآتها، وذلك لأنها تعتزم إفشال أهداف صنعاء وخططها. وشنت قوات تحالف العدوان السعودي، في الأسابيع الأخيرة، عدة هجمات مضادة لاحتلال قاعدة "الخنجر" العسكرية الواقعة شمال غربي محافظة الجوف، لكنها لم تنجح وذلك لأن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية كانوا لهم بالمرصاد على المحاور الشرقية والجنوبية الشرقية لهذه القاعدة العسكرية الاستراتيجية.
ومن جهة أخرى، نظمت عناصر تابعة لتحالف العدوان عملية عسكرية في المحور الجنوبي لمحافظة الجوف لإعادة احتلال قاعدة "اللبنات" العسكرية، ولكنها وبعد اشتباكات واسعة وطبعا وبعد وقوع الكثير من الخسائر الكبيرة في صفوفها، تمكنوا من احتلال منطقة "النضود" وضواحيها وفي وقتنا الحالي يستعدون للوصول إلى هذه القاعدة الهامة واحتلالها. وبالتزامن مع الاشتباكات في شمال غرب وجنوب محافظة الجوف، يبذل المرتزقة السعوديون على أطراف قاعدة "ماس" شمال غرب محافظة مأرب الكثير من الجهود لصد هجمات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في محاولة لمنعهم من التقدم كثيراً وتحرير العديد من المناطق.
ووفقاً للعديد من المصادر الميدانية، تحاول عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي، بدعم كامل من الرياض، عرقلة عمليات تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في أطراف قواعد "الخنجر والبنات وماس" العسكرية الواقعة شمال غرب وجنوب محافظة الجوف وشمال غرب محافظة مأرب وذلك لأن خسارة مثلث "الخنجر - اللبنات وماس" يعني هزيمة مطلقة لهم في وسط اليمن.