الوقت-أقام الرئيس الأميركي دونالد ترامب حفلاً مزدحماً في البيت الأبيض، بمناسبة إعادة ترشحه لمنصب الرئاسة أمس الخميس.
وقد أظهر الاحتفال تناقضاً صارخاً في دولة لا تزال إجراءات الإغلاق فيها سارية على نطاق واسع، بسبب مخاوف من فيروس كورونا، الذي لا يزال انتشاره خارج نطاق السيطرة.
وحضر أكثر من 1500 من المؤيدين إلى الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، التي ألقى فيها ترامب خطاب القبول الرسمي للترشح، ولم يرتدِ معظمهم أقنعة الوجه الوقائية، وجلسوا على مقربة من بعضهم البعض، على كراسٍ بيضاء قابلة للطي.
وأكد مسؤولو حملة ترامب أنَّ الغالبية العظمى من الحاضرين لم يخضعوا لاختبارات فيروس كورونا السريع، على الرغم من قربهم النسبي من ترامب ومسؤولي البيت الأبيض الآخرين.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إنَّ من الصعب من الناحية اللوجستية إجراء اختبار لهذا العدد الكبير من الأشخاص.
وأكد اثنان من الحاضرين لوسائل إعلام أميركية أنهما لم يخضعا لفحص أساسي، مثل استجوابهما لمعرفة ما إذا كان لديهما أي أعراض، مثل السعال، أو قياس درجة حرارتهما، ولم يُطلب منهما إجراء أي فحوصات.
ووفق ما نقله الإعلام الأميركي عن السلطات الطبية، فإن الحفل في البيت الأبيض يسبب مخاطر محتملة لانتشار الفيروس، في وقت يشدد معظم خبراء الأمراض المعدية على ارتداء الأقنعة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، والحد من التجمعات الكبيرة.
وانتهك ترامب إرشادات التباعد الاجتماعي في المناسبات الرسمية للبيت الأبيض، ودعا إلى إعادة فتح المدارس، واستئناف الرياضات الجامعية، وإعادة تشغيل قطاعات أخرى من الاقتصاد، على الرغم من تحذيرات الخبراء من أن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع جديد في العدوى.
وحذّرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أمس الخميس، من مخاطر إعادة فتح المدارس في الخريف.
وأضافت: "من المحتمل أن يتصرف ترامب بطريقة تحطّ من كرامة الرئاسة خلال المناظرات الانتخابية. لا أعتقد أنه ينبغي أن تكون هناك مناظرات رئاسية"، داعيةً المرشح للانتخابات الرئاسية جو بايدن إلى عدم المشاركة في هذه المناظرات.
وقال خبير الأمراض المعدية في مركز جامعة "جونز هوبكنز" للأمن الصحي أميش أدالجا: "عندما تنظر إلى الأسلوب الذي تعامل به الرئيس مع الوباء، تجد أنه كان في الأساس تهرباً تلو الآخر. هذا النوع من الأحداث، والطريقة التي يتصرف بها، ويسمح لمؤيديه بالتصرف بها، يعزز حقيقة أنهم لم يأخذوا هذا التفشي على محمل الجد منذ البداية".
وكالعادة، وفي منتصف خطابه، سعى ترامب إلى الدفاع عن طريقة تعامله مع الفيروس، من خلال تكرار إلقاء اللوم على الصين، وتقديم صورة غير كاملة لأداء إدارته، تضمنت العديد من الأكاذيب.
وتعهَّد ترامب بتوفير اللقاح للجمهور قبل نهاية العام، على الرغم من قلة الأدلة التي تشير إلى أن العلماء يسيرون في هذا المسار السريع، ووصف مساعيه لإعادة استئناف الحركة الاقتصادية بأنها حملة معقولة للحد من المصاعب المالية، على الرغم من أن السلطات الطبية في إدارته أكَّدت أن إعادة الافتتاح بسرعة كبيرة تسبّبت في ارتفاع عدد الحالات والوفيات هذا الصيف.
وقبل ساعات من تصريحات ترامب، أعلن البيت الأبيض عن صفقة بقيمة 760 مليون دولار، لتوفير 150 مليون اختبار سريع لفيروس كورونا.
وارتفع إجمالي الوفيات الناجمة عن الفيروس في الولايات المتحدة إلى 180,527 وفاة، من بينها 931 حالة وفاة سجّلت خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية. أمّا العدد التراكمي للإصابات المثبتة مخبرياً، فقد ارتفع إلى أكثر من 5,1 مليون إصابة، من بينها 42,859 إصابة سجّلت خلال الساعات الأخيرة.