الوقت- زار زياد أبو عمرو ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المسؤولين في السلطة الفلسطينية ، مؤخراً العاصمة السورية دمشق للقاء نائب وزير الخارجية السوري وقام بتسليم رسالة محمود عباس إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي هذا الصدد وفي مقابلة مع ماهر الطاهر رئيس المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، أكد الطاهر الذي التقى بمبعوث محمود عباس خلال زيارته لسوريا ، أن أبو عمرو التقى بكبار المسؤولين السوريين خلال زيارته للعاصمة السورية دمشق ، وفيما يتعلق بالرسالة التي نقلها إلى دمشق من قبل محمود عباس ، قال إن هذه الرسالة تعبر عن الموقف الرسمي لفلسطين فيما يتعلق بـ "صفقة القرن".
وقال المسؤول الفلسطيني أيضاً إن الرسالة لها أبعاد أخرى أيضاً، وأن رئيس السلطة الفلسطينية صرح علانية بأن هذه المنظمة تدين بشدة الجهود المبذولة لاستهداف سوريا ، وذكر أبو مازن في رسالته إلى الرئيس بشار الأسد أن الشعب الفلسطيني يقف إلى جانب سوريا ويدعمها.
وجاء نص المقابلة على الشكل التالي:
الوقت: كما تعلمون ، قام زياد أبو عمرو ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المسؤولين في السلطة الفلسطينية ، بزيارة العاصمة السورية مؤخراً والتقى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ، وخلال اللقاء سلم رسالة من محمود عباس إلى بشار الأسد ، فما هو مضمون رسالة عباس إلى الأسد؟
الطاهر: التقى أبو عمرو خلال زيارته للعاصمة السورية بكبار المسؤولين السوريين ، كما انني التقيت به في دمشق وقمنا بمناقشة قضايا تتعلق بفلسطين وسوريا ، وفيما يتعلق بالرسالة التي نقلها إلى دمشق من قبل محمود عباس ، يجب أن أقول إن هذه الرسالة تعبر عن الموقف الرسمي لفلسطين فيما يتعلق بـ "صفقة القرن". وذكرت الرسالة صراحة أن مختلف الجماعات الفلسطينية ، بما في ذلك السلطة الفلسطينية ، تعارض بشدة خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة في تل أبيب.
كما كان للرسالة أبعاد أخرى ، وهي أن رئيس السلطة الفلسطينية صرح علانية أن السلطة تدين بشدة الجهود المبذولة لاستهداف سوريا ، وذكر أبو مازن في رسالته إلى بشار الأسد أن الشعب الفلسطيني يقف إلى جانب سوريا ويدعمها.
كما تؤكد الرسالة التي بعث بها رئيس السلطة الفلسطينية إلى الرئيس السوري عمق العلاقات بين سوريا وفلسطين وضرورة تعزيزها ، كانت هذه من بين النقاط الرئيسية لمضمون رسالة عباس إلى الأسد.
الوقت: بالنظر إلى الحادثة والرسالة التي بعث بها رئيس السلطة الفلسطينية إلى الرئيس السوري ، فهل نتوقع من هذه التشكيلات تحسين العلاقات مع محور المقاومة ، خاصة في سوريا؟
الطاهر: نأمل أن يكون هذا هو الحال ، وأن العلاقات بين التشكيلات ومحور المقاومة ، بما في ذلك سوريا ، سيكون لها آفاق واضحة ، فالحاجة اليوم تتمثل في أن الهجمات على المحتلين أثبتت أن المصالحة مع العدو ليس لها أي تأثير ، ومن ناحية أخرى ، فإن استراتيجية المقاومة فعالة للغاية للضغط على الصهاينة في المنطقة أكثر فأكثر ، ويتطلب تحقيق ذلك أولا ًتحقيق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة ، وظهور تحول للعلاقات بين الجماعات الفلسطينية المختلفة مع محور المقاومة.
فقد أثبت العدو الصهيوني أنه يفهم لغة القوة فقط ، لذلك فنحن اليوم نحتاج إلى انتفاضة شاملة ضد الصهاينة ، وقد أظهرت التجربة أن التسوية مع العدو ليس لها أي تأثير ، ومن ناحية أخرى ، فإن استراتيجية "المقاومة" هي التي كانت دائمًا فعالة في تحقيق الأهداف العظيمة.
الوقت: كمسؤول فلسطيني كبير ، كيف تقيمون طبيعة علاقات دمشق مع مختلف الجماعات الفلسطينية على مدى السنوات الماضية؟ هل تفرق حكومة دمشق في السنوات الأخيرة في علاقاتها مع الجماعات الفلسطينية؟
الطاهر: بالتأكيد لا ، فإذا ألقينا نظرة سريعة على التاريخ ، فسوف نرى أن دمشق كانت دائما في طليعة دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، ولطالما دعمت الحكومة السورية نضال الفلسطينيين من أجل أرضهم في أوقات مختلفة ، ولم تتوقف الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد عن دعم القضية الفلسطينية على الرغم من مواجهتها لمؤامرة عالمية كبرى.
ولم تتوانى سوريا في تاريخها قط عن دعم القضية الفلسطينية ، ولم يتم حتى الآن التمييز بين الفصائل الفلسطينية المختلفة ، وشهدنا في السنوات الأخيرة العديد من الأطراف التي تحاول تفكيك سوريا ، لكن لم تستطع أيا من هذه الجهود المعادية ابعاد دمشق عن قضية فلسطين وان تطلعات الفلسطينيين لم تحدث ، وعلى الرغم من الظروف الصعبة للغاية التي مرت بها على مر السنين ، واصلت سوريا الإصرار على موقفها المبدئي الداعم للقضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية.
لذلك ، يجب أن أقول إن علاقات الحكومة السورية مع جميع الجماعات الفلسطينية ، دون استثناء ، كانت دائمًا ممتازة ، والنقطة التي يجب مراعاتها هي أن هذه العلاقات الجيدة والوثيقة ومواقف دمشق المبدئية تجاه فلسطين جعلت الصهيونية والقوى العالمية تفكر في التآمر ضد سوريا.
الوقت: ما رأيك في العدوان الصهيوني والتجاوزات على سوريا؟ هل الكيان الصهيوني قادر على تحقيق أهدافه من خلال هذه الهجمات؟
الطاهر: سبب الهجمات الإسرائيلية المتفاوتة على سوريا هو وجود مؤامرة عالمية ضد دمشق ، وبالإضافة إلى ذلك ، ينوي الصهاينة تقويض إيران وسوريا والمقاومة من خلال ضرب سوريا ، حيث ان هدف تل أبيب هو إضعاف إيران وسوريا ومحور المقاومة لكن المقاومة أصبحت أقوى بكثير مما مضى.
هذا في حين انه على الرغم من الصعوبات والمشقات التي تحملتها المقاومة على مر السنين لم تضعف قط بل ازدادت قوة أكثر من قبل.
وانظر كيف ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية واجهت العديد من العقوبات والحصار الاقتصادي منذ سنوات عديدة ، لكنها اكتسبت المزيد من القوة ، علاوة على ذلك ، وعلى الرغم من الضغوط واسعة النطاق على حزب الله ، ازدادت قوة المقاومة ، لذلك ، سيبقى الضغط على سوريا عديم الجدوى وسيؤدي إلى زيادة قوتها.