الوقت- عينت حركة أحرار الشام قبل اسبوع من الآن المهندس مهند المصري المكنى "أبو يحيى الحموي" قائداً عاماً للحركة، بعد اعتذار هاشم الشيخ عن التمديد ويقول محللون ان هذا التعيين جاء بسبب تأثير السياسات التركية والقطرية وفي سياق محاولات هاتين الدولتين لاحتلال شمال سوريا وايجاد منطقة "آمنة" هناك.
وقد تشكلت حركة احرار الشام في 11 نوفمبر 2011 على يد بعض قادة تنظيم القاعدة في شمال سوريا ولهذه الحركة صبغة سلفية تشابه عقائد تنظيم القاعدة وتختلف مع عقائد وآراء الوهابية السعودية، وقد كانت لحركة احرار الشام التي قادها في البداية حسان عبود وهاشم الشيخ علاقة تنظيمية مع القاعدة ومازالت النشاطات السياسية والعسكرية لهذه الحركة تحت اشراف ايمن الظواهري واصدرت هذه الحركة بيان تعزية عند موت زعيم طالبان الافغانية الملا محمد عمر.
لعبت حركة احرار الشام الى جانب جبهة النصرة دورا اساسيا في توسيع دائرة الازمة في سوريا ونفذت هذه الحركة عمليات في كامل انحاء سوريا واسهمت بشكل كبير في تدمير البنى التحتية الدفاعية والعسكرية لهذا البلد وكانت تتواجد في مختلف العمليات العسكرية الى جانب جبهة النصرة، كما لعبت هذه الحركة دورا اساسيا في تشكيل جماعات اخرى مثل الجبهة الاسلامية والجبهة الاسلامية لتحرير سوريا وجبهة المجاهدين وجيش الفتح الاسلامي وقامت بدور فعال في العمليات المسلحة في ادلب ودرعا والقلمون وحاصرت القرى الشيعية في سوريا مثل الفوعة وكفريا.
وقد منيت حركة احرار الشام بخسائر فادحة اثناء الاقتتال بين تنظيم داعش وجبهة النصرة كما قتل الكثير من قادة احرار الشام في بداية عام 2013 في القتال الذي اندلع مع تنظيم داعش، وتلقت حركة احرار الشام ضربة قاصمة في 9 سبتمبر 2014 عندما استهدف تفجير مكان اجتماع قادة هذه الحركة وقتل 28 من قيادييها وقد تم اتهام جبهة النصرة والتيار الداعي الى البقاء تحت إمرة تنظيم القاعدة بهذا التفجير.
ويمكن اعتبار تعيين هاشم الشيخ رئيسا لحركة احرار الشام محاولة من قبل كوادر هذه الحركة لمنع انهيارها وقد استطاع الشيخ الحد من الخلافات الداخلية في الحركة حتى يوم 12 سبتمبر 2015 وهو يوم تنحيه لكن مواقف هذه الحركة قد شهدت تقلبات كثيرة اثناء رئاسة هاشم الشيخ فالعلاقة مع جبهة النصرة قد توترت كما بقي العداء مع داعش مستمرا.
سعي تركيا وقطرلاظهار احرار الشام كمعارضة معتدلة
ان حركة احرار الشام لديها علاقات وثيقة وتنظيمية مع تركيا وقطر وان عقائد وتحركات هذه الحركة التكفيرية تتأثر بالسياسات القطرية والتركية وقد سعى قادة هذه الحركة وبايعاز من تركيا وقطر الى ابعاد جبهة النصرة عن القاعدة واظهارها كمعارضة سورية محلية معتدلة لكنهم لم ينجحوا في ذلك وقد حاول قادة حركة احرار الى اظهار انفسهم كجماعة سورية معتدلة أو حتى ليبرالية.
ويعتقد المراقبون ان القيادة السابقة لأحرار الشام لم تكن تلبي طموحات تركيا في ايجاد منطقة "آمنة" في شمال سوريا ولذلك تدخلت تركيا لتغيير قيادة هذه الحركة وان المهندس مهند المصري الذي يعتبر صديقا مقربا لمحمد ايمن ابو التوت وابوالعباس الشامي (المسؤول العقائدي السابق للحركة) استطاع ان يجلب اهتمام الاستخبارات التركية وينال رضاها.
ويؤكد المراقبون ان المصري يدعم التوجه التركي لايجاد منطقة آمنة في شمال سوريا على العكس من القائد السابق للحركة هاشم الشيخ ومن جهة أخرى يعتبر المصري من اهالي محافظة حماة التي ينتمي اليها معظم قادة وكوادر حركة احرار الشام.
ان احرار الشام التي تسمى ايضا بطالبان سوريا قد بايعت زعيم القاعدة ايمن الظواهري كما فعلت طالبان افغانستان وباكستان لكن هذه البيعة لم تكن علنية لكن تركيا وقطر سعتا على الدوام الى اظهار حركة احرار الشام امام الامريكيين كمعارضة معتدلة بغية الاستفادة من قوة هذه الحركة في تنفيذ مآرب أنقرة والدوحة.
ان حركة احرار الشام تقاتل الان على مختلف الجبهات في سوريا ضد الجيش واللجان الشعبية وهي تحظى بثقل عملاني بين باقي الجماعات المسلحة ولديها علاقات مع باقي الجماعات السلفية الاجنبية بالاضافة الى علاقاتها مع معظم الجماعات السورية المعارضة مثل الاخوان المسلمين والائتلاف الوطني السوري ولذلك قامت بدور فعال في حشد القوى ضد الحكومة السورية لكن مستقبل هذه الحركة تتوقف على استمرار تعاونها مع جبهة النصرة واستمرار الدعم القطري التركي لها والاعتراف بها من قبل الامريكيين.