الوقت- حركة "حماس" واضحة جداً في استراتيجيتها وأهدافها وهي تمضي في طريق المقاومة بخطى واثقة حتى تحقيق النصر ولجم العدو الصهيوني ومنعه من التطاول على مقدسات الفلسطينيين، وما تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة الا حدث بسيط من شأنه دفع المقاومة الفلسطينية الى التمسك بالقضية الفلسطينية والمقاومة أكثر فأكثر، وحتى ولو دافعت كل حكومات الارض عن هذه الحكومة لن تراها المقاومة سوى حكومة متطرفة هدفها تصفية القضية الفلسطينية، كيف لا وقرار ضم اجزاء من الضفة الغربية هو ابرز اولويات هذه الحكومة.
حازم قاسم، الناطق باسم "حناس" علق على تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بالقول : "إن الشعب الفلسطيني لن يلتفت لها ويؤكد أن الشعب سيواصل نضاله المشروع حتى استرداد كامل أرضه ومقدساته".
واشار قاسم إلى أن "إضافة مجرمي حرب إلى حكومة يمينية متطرفة، يعزز التحديات التي تواجهها الحالة الفلسطينية".
وقال قاسم إن "شعبنا الفلسطيني لن يلتفت لتشكيلات الحكومة الصهيونية، وسيواصل نضاله المشروع حتى استرداد كامل أرضه ومقدساته، ويعيش بكرامة فوق أرضه المحررة".
وشدد على أن المطلوب "توحيد كل جهود وطاقات شعبنا من أجل مواجهة سياسة هذه الحكومة المتطرفة التي تضع موضوع ضم الضفة الغربية في سلم أولوياتها".
السعي خلف ضم أجزاء من الضفة الغربية هي محاولة أخيرة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكسب ود الصهاينة وتوسيع دائرته الشعبية، خاصة وان نتنياهو سيتناوب مع بني غانتس على رئاسة الحكومة الجديدة وبالتالي سيكون هناك تنافس قوي بين الطرفين حول من يقدم خدمات أكثر للكيان الاسرائيلي للبقاء في السلطة، والاهم بالنسبة لنتنياهو أن يفلت من المحاكمة بعد الاتهامات التي وجهت له بأربع قضايا فساد، كادت ان تطيح به لولا الدعم الامريكي الذي وصل مؤخرا الى حد تهديد المحكمة الجنائية الدولية في حال قررت فتح تحقيق بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ووصف الناطق باسم الحركة حازم قاسم في تصريح صحفي، التهديدات الأمريكية، بأنها "بلطجة تمارس على جهة قضائية دولية"، مضيفا أن "هذا الموقف يعبر عن استمرار الدعم الأمريكي لكل جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وتشجيع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم".
يذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال اليوم الأحد أمام الكنيست إنه "على الحكومة الإسرائيلية الجديدة ضم مستوطنات الضفة الغربية"، في حين أقرّ الكنيست أداء اليمين الدستوري لحكومة نتنياهو ومنحها الثقة بغالبية 73 عضواً. وتضم الحكومة 36 وزيراً و16 نائب وزير وهي الحكومة 35 منذ تأسيس "إسرائيل".
وقال نتنياهو، خلال خطاب تنصيب الحكومة أمام الكنيست،"آن الأوان لفرض السيادة الإسرائيلية على كل أنحاء وطننا، هذه ستكون عملية تاريخية"، على حدِّ قوله.
الأمر الثاني الذي ستسعى الحكومة الصهيونية الجديدة لتنفيذه يتمثل بصفقة تبادل الاسرى، التي كان من المقرر ان يتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة، ولكن جميع المؤشرات تدل على ان هذه الصفقة لن تتم في القريب العاجل، خاصة وان الصهاينة يفرضون شروط معقدة، ويريدون معلومات عن اسراهم بالمجان، واعتبر محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، صفقة تبادل الأسرى مع الحكومة الإسرائيلية في مرحلة جس النبض.
وأوضح الزهار أن التجربة الحالية يمكن تسميتها مرحلة جس النبض، وخصوصا أن هناك انتخابات جرت في الجانب الإسرائيلي وحكومة مشكلة من طرفين، وبالتالي إمكانية حصول صفقة واردة، ولكن تأخذ سنوات حتى تتم، مشيرا إلى أنه يتم الحديث عبر الوسيط مع إسرائيل بالأسماء عن أسرى فلسطينيين بالاسم وتتم المراجعة، هل يمكن الإفراج عنهم أم لا، ويتشدد الجانب الإسرائيلي في بعض هذه الأسماء ويوافق على بعضها وذلك يأخذ وقتا طويلا.
يشار إلى أن لدى حركة حماس أربعة من أسرى ومفقودين إسرائيليين، اثنان منهم من الجنود، واثنان من المدنيين، تحتجزهم الحركة منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة "الجرف الصامد"، في عام 2014.
خيار حماس
مهما كانت النتائج سيبقى خيار "حماس" المقاومة، لأن المقاومة هي الوحيدة التي اثبتت نجاعتها في الحرب مع الصهاينة، ومن هذا المنطلق نجد حماس متأهبة دوما لأي استفزاز اسرائيلي لقطاع غزة، فصواريخها تصل الى جميع المدن الفلسطينية المحتلة، وهذا الامر تدركه اسرائيل جيدا وتحسب له الف حساب قبل الاقدام على اي خطوة استفزازية.
وما يعطي هذه القوة للمقاومة هي الحاضنة الشعبية الفلسطينية التي رفضت التخلي عن حركات المقاومة بالرغم من جميع الوعود الزائفة التي تم تقديمها لهذه الشعوب من قبل دول اجنبية وعربية وحتى اسرائيل نفسها، ومع ذلك بقي الشعب الفلسطيني صامدا يتحدى الصعاب والعقوبات والحصار، لأن الشعب يدرك تماما انه في حال فقدت حماس قوتها وقدراتها الصاروخية ستصبح لقمة سائغة لدى العدو الصهيوني، وحينها لن تنفعها وعود الغرب والعرب.
الاسرائيليين يريدون تصفية القضية الفلسطينية عن بكرة ابيها، وما الدعم الامريكي الاخير ومشروع "صفقة القرن" الا لتحقيق هذه الغاية، ولكن صمود المقاومة هو من منع استمرارية هذه الصفقة، وما تعول عليه الادارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية هو الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ورضوخ بعض الانظمة العربية لتنفيذ هذه الصفقة، لذلك على الفلسطينيين التوحد قبل فوات الاوان لان الوقت يمر بسرعة واسرائيل تستغل انشغال العالم بكورونا والدعم الامريكي لها.